إسرائيل تغتال ثلاثة فلسطينيين في نابلس
فصائل فلسطينية تدعو قيادة السلطة بتحمل مسؤولياتها لحماية أبناء الشعب
أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس، على اغتيال ثلاثة شبان فلسطينيين من مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، فيما دعت فصائل فلسطينية قيادة السلطة بتحمل مسؤولياتها لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في مدن الضفة ومخيماتها وبلداتها وقراها، من الأعمال العدوانية لقوات الاحتلال، وعصابات المستوطنين ومليشياتهم.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، استشهاد 3 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة؛ فيما قالت إسرائيل إن اثنين منهما “نفذا الهجوم المسلح” على سيارة مستوطنين في غور الأردن في أبريل، والذي أسفر عن مصرع 3 مستوطنات.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان على “فيسبوك”، إن اثنين من الضحايا “تشوهت ملامحهما بالكامل جراء كثافة إطلاق النار عليهم، ما يصعب معه التعرف على هويتهما”.
وأوضح مدير الهلال الأحمر في نابلس أن أربعة أشخاص جرحوا أيضاً في العملية، و”تمّت معالجة 152 إصابة اختناق بالغاز المسيل للدموع”.
وأفاد شهود عيان بأن عشرات الآليات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المدينة، وجرى سماع دوي انفجارات في وكذلك إطلاق نار كثيف في حي الياسمينة داخل البلدة القديمة.
وقالت مصادر محلية في نابلس إن الجيش حاصر منزلاً في البلدة القديمة من المدينة، واقتحمه تحت غطاء ناري كثيف، وقام بقتل الثلاثة، وقال الجيش الإسرائيلي إن اثنين منهما “نفذا الهجوم المسلح” في غورد الأردن، وأن الثالث هو صاحب المنزل.
وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المدينة بعد العملية الكبيرة، التي شارك فيها 200 جندي من الوحدات الخاصة، وفق إعلان الجيش.
تدخل المجتمع الدولي
ونعى تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، شهداء نابلس، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائمه البشعة وعن حالة التوتر وتداعيات الجرائم التي يرتكبها بحق شعبنا ومقدساته.
وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل من أجل لجم هذا المحتل العنصري والمتغول على أبناء شعبنا، وأشار إلى أن عدم محاسبة جيش الإحتلال وقيادته علي جرائمهم السابقة، فتح أمامهم الباب للتمادي أكثر في بطشهم وتغولهم علي أبناء شعبنا.
وقال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن هذه الجريمة هي نتيجة لمخطط التصعيد الذي تُنفذه حكومة الاحتلال الإسرائيلي والتي تسعى من خلاله إلى إرضاء الوزراء الأكثر تشدداً وتطرفاً ودموية في الحكومة، و تحويل انتباه الشارع في دولة الاحتلال عن محاولات الحكومة السيطرة على النظام القضائي في المعركة القائمة حالياً بين اليمين الديني العنصري واليمين القومي العنصري، على حساب الدم الفلسطيني.
وأكد دلياني أن هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية لن تزيد إلا في إصرار اشعبنا الفلسطيني على مواصلة الكفاح من أجل تحرير أرضنا وحقوقنا المشروعة، وأولها حقنا بتقرير المصير.
بدوره، قال الناطق باسم حركة حماس في غزة عبد اللطيف القانوع “إن اغتيال الاحتلال الصهيوني أبطال المقاومة في مدينة نابلس اليوم الخميس لن يحدّ من ضرباتها وعملياتها أو يوقف مدّها المتصاعد”.
وقال القانوع في تصريحات صحافية “المقاومة ستمضي بكل عزيمة وإصرار للردّ على جريمة الاغتيال والثأر لدماء الشهداء”.
وتصاعدت أعمال العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين هذا العام وسط مداهمات متكررة يشنها الجيش، وسلسلة من هجمات الفلسطينيين.
الخروج من قيود اتفاق أوسلو
ودعت الجبهة الديمقراطية في فلسطين كافة القوى السياسية، إلى بناء استراتيجية لتطوير المقاومة وتأطيرها، سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وإعلامياً، وتعزيز الوحدة الميدانية للشعب الفلسطيني في كافة ساحات تواجده، في تأكيد على وحدة الشعب ووحدة الأرض ووحدة الحقوق والمصير.
وقالت الديمقراطية إن خيار المقاومة والوحدة هو الخيار الأمثل لمواجهة مخططات الاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وجددت الديمقراطية في بيان صحفي اليوم الخميس، دعوتها للقيادة السياسية للسلطة الفلسطينية للخروج من الدائرة الضيقة لقيود «اتفاق أوسلو» ومسار العقبة – شرم الشيخ، والتحرر من أية التزامات نحو دولة الاحتلال، بعدما وصلت كل رهاناتها إلى الطريق المسدود.
وطالبت، قيادة السلطة بتحمل مسؤولياتها لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في مدن الضفة ومخيماتها وبلداتها وقراها، من الأعمال العدوانية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وعصابات المستوطنين ومليشياتهم.
وقالت الجبهة الديمقراطية في تعقيب على مجزرة البلدة القديمة في نابلس: ” إن دولة الاحتلال تحاول، بدعاوى مختلفة أن تجعل من اقتحاماتها اليومية لمناطق السلطة في الأراضي المحتلة، وإعدام المواطنين أو اعتقالهم مشهداً يومياً، مسلّماً به من قبل السلطة وقيادتها السياسية وكأن هذه العمليات باتت تندرج في إطار تفاهمات بين الطرفين”.