إسرائيل تكثّف هجماتها العسكرية على مدينة رفح وتوقع عشرات الضحايا
الجنائية الدولية تبدي "قلقاً بالغاً إزاء الصور الآتية من غزة"
في تصعيد ينذر بكارثة إنسانية حقيقية، كثّفت إسرائيل من هجماتها العسكرية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي وصل فيها ارتفاع ضغط النازحين على الحدود مع مصر إلى ذروته، ويثير مخاوف القاهرة من تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، فيما أبدى المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أمس الأربعاء، “قلقاً بالغاً إزاء الصور الآتية من غزة”.
وقد أفادت وسائل إعلام فلسطينية رسمية، الخميس، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن عشرات الغارات الجوية على مدينة رفح وخانيونس ودير البلح والمغازي وتل الهوى ومخيم الشاطئ.
كما واصل جيش الاحتلال القصف المدفعي والبحري باتجاه مدينة غزة، وقتل حوالي 100 من المدنيين العزل غالبيتهم أطفال ونساء وشيوخ، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وفي آخر حصيلة للشهداء، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن أنها ارتفعت إلى 27 ألفا و708 فلسطيني، و67 ألفا و147 مصابا، منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقتلت غارات إسرائيلية 12 فلسطينياً على الأقل، وأصابت العشرات، في رفح، جنوب قطاع غزة، مساء الأربعاء، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأفادت الوكالة بتعرض دير البلح، وسط قطاع غزة، لضربات إسرائيلية قتلت شخصين، وإصابة 10 آخرين على الأقل.
وأوضحت مصادر للوكالة أن “طيران الاحتلال قصف منزلاً في دير البلح”، مشيرة إلى سقوط 12 وإصابة آخرون في قصف منزلين قرب مفترق أبو السعيد في تل السلطان والحي السعودي، غرب رفح.
نتنياهو أمر جيش الاحتلال بالاستعداد لـ”عملية رفح”
وكان رئيس وزراء حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو قد قال الأربعاء، خلال كلمة في القدس، إنه أمر القوات الإسرائيلية بالاستعداد لعملية عسكرية في رفح، رغم المخاوف الدولية من كارثة إنسانية في المدينة التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني.
وأضاف نتنياهو: “جنودنا اليوم يقاتلون في خانيونس، وهي المركز الرئيسي لحماس، وأصدرنا تعليمات للجيش بالاستمرار في القتال، والاستعداد لعملية في فرح”، مؤكداً أنه “لن يكون هناك جزء محصن في غزة”.
وتابع نتنياهو قائلاً: “سنواصل القتال حتى النهاية، الانتصار المطلق سيضمن الأمن لإسرائيل سواء في الشمال أو في الجنوب”.
الجنائية الدولية
وأبدى المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أمس الأربعاء “قلقاً بالغاً إزاء الصور الآتية من غزة”.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس في باريس حول سير التحقيقات التي يجريها مكتبه بشأن جرائم حرب يحتمل أن تكون قد ارتُكبت في النزاع الدائر بين إسرائيل وحماس، قال خان “لدينا تحقيق نشط”.
وأضاف “نحن نحاول جمع أدلّة، وسنتحرّك عندما تبلغ الأدلّة المستوى المناسب، وهذا أمر يقرّره قضاة” المحكمة الجنائية الدولية، بحسب ما ذكرت فرانس برس.
وتابع “يجب على كلّ شخص أن يشعر بقلق بالغ إزاء الصور الآتية من غزة. يجب على كلّ شخص لديه قلب أن يشعر بقلق شديد بشأن سيادة القانون”، وفقا للوكالة الفرنسية.
وأوضح خان أنّ التحقيقات التي يجريها مكتبه لا تنحصر بالأراضي الفلسطينية وإسرائيل بل تشمل سائر مناطق النزاع في العالم “سواء تعلّق الأمر بالروهينغا أو غزة أو أوكرانيا أو السودان”.
وذكّر خان بأنّه أدلى بالعديد من التصريحات وقام بالعديد من الخطوات في ما يتعلّق بالنزاع الراهن.
وقال “لقد كنت أول مدّع عام يذهب إلى إسرائيل ويدخل رام الله، ولقد ذهبت إلى معبر رفح”.
والمحكمة الجنائية الدولية التي تأسّست في 2002 هي المحكمة المستقلة الوحيدة في العالم التي أنشئت للتحقيق في أخطر الجرائم بما فيها الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية.
وفتحت المحكمة في 2021 تحقيقاً بشأن إسرائيل وحماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلّحة بشبهة احتمال ارتكاب جرائم حرب.
وسبق لخان أن أشار إلى أنّ هذا التحقيق “توسّع ليشمل التصعيد في الأعمال العدائية والعنف منذ الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023″، بحسب فرانس برس.
لكنّ فرق المحكمة الجنائية الدولية لم تتمكن من دخول غزة أو إجراء تحقيقات في إسرائيل غير المنضوية في المحكمة.
من جهتها، دعت محكمة العدل الدوليّة في نهاية يناير إسرائيل إلى منع ارتكاب أيّ عمل يُحتمل أن يرقى إلى “إبادة جماعيّة” في غزّة وطالبتها كذلك بالسماح بوصول مساعدات إنسانيّة إلى القطاع.