إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة
المنظمات الدولية تكشف أهوال ما يتعرض له المدنيين والأطفال
واصلت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الأحد، وشنت هجمات عسكرية على عدة مناطق في القطاع، فيما يحاول مئات الآلاف من الفلسطينيين حماية أنفسهم من المعارك العنيفة الدائرة على أكثر من محور، فيما قالت المنظمات الدولية إن “غزة الآن هى أكثر الأماكن خطورة في العالم بالنسبة للمدنيين الذين يتضورون جوعاً.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال الإسـرائيلي استهدفت المستشفى الميداني الأردني بخان يونس بقذيفة، وتسبب ذلك بأضرار وتلف في محتويات المستشفى، فيما أكد الجيش الأردني عدم وجود إصابات بالمستشفى الميداني الأردني جراء القصف الإسرائيلي.
وأضافت الصحة الفلسطينية، أن “قناصة الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة د. أشرف أبو مهادي، بينما كان يحاول الوصول إلى مستودعات الأدوية بوزارة الصحة بغزة من أجل توفير بعض المستلزمات الطبية لمجمع الشفاء الطبي ومستشفى الأهلي العربي وبعض المراكز الصحية بغزة التي ما زالت تعمل”.
وفي الأثناء قال المركز الفلسطيني للإعلام عبر تليغرام، اليوم الأحد، إن مدفعية جيش الاحتلال استهدفت محيط المستشفى الأوروبي بخان يونس جنوب قطاع غزة.
ورصدت وسائل الإعلام الدمار الذي خلفه قصف إسرائيلي على مربع سكني بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأفاد شهود عيان أن القصف تم ببرميل متفجر ما خلف عشرات الضحايا من بينهم أطفال، فيما تتواصل جهودهم بوسائل بسيطة لانتشال مفقودين من تحت الأنقاض.
وأكدت إسرائيل، السبت، من جهتها عزمها على “تكثيف الضغط” في هجومها على حماس في غزة، غداة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.
ودعا قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، السبت، إلى “تكثيف الضغط” العسكري على حماس.
خسائر جيش الاحتلال
ومن جانبها قالت كتائب القسام إنها تمكّنت من تفجير مبنى تحصّن فيه جنودٌ إسرائيليون بحيّ الزيتون بمدينة غزة، ما تسبّب بسقوط عدد غير محدّد من القتلى والجرحى.
وأضافت كتائب القسام أن عناصرَها تمكّنوا من تفخيخِ مدرسة تحصّن فيها عشراتُ الجنود الإسرائيليين، فيما لم يتّضح بعد إحصاءُ خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أنه في بداية هجومه البري طلب الجيش الإسرائيلي من سكان شمال قطاع غزة التوجه إلى الجنوب، لكن مع احتدام القتال في الجنوب وبعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة ضد قرار يقترح وقف إطلاق النار، تتزايد مخاوف السكان المدنيين في قطاع غزة، خصوصا في جنوبه.
واتجه جزء كبير من السكان الذين شردتهم الحرب والبالغ عددهم 1,9 مليون نسمة، إلى جنوب القطاع، لتتحول رفح الحدودية مع مصر مخيما ضخما للاجئين.
الناس يتضورون جوعاً
هذا ووجهت منظمات إغاثة دولية انتقادات حادة لفشل تحرك وقف النار في مجلس الأمن، وعدّت أن مشروع القرار الذي تم إسقاطه كان سيسمح بـ”إعطاء فرصة لالتقاط الأنفاس للمدنيين، الذين يتعرضون لقصف بلا هوادة.. كانت هذه فرصة لوقف العنف، لكنها ضاعت”، حسب بيان لمنظمات “أنقذوا الأطفال” و”العمل ضد الجوع” و”أوكسفام” و”كير” و”المجلس النرويجي للاجئين”.
وقالت المنظمات في بيانها إن “غزة الآن هى أكثر الأماكن خطورة في العالم بالنسبة للمدنيين… لا يوجد فيها موضع آمن”، أما برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة فقال على لسان نائب مديره كارل سكاو: “لا يوجد ما يكفي من الطعام (في غزة). الناس يتضورون جوعاً”، مشيراً إلى أن الآلاف من الأشخاص اليائسين والجائعين يتزاحمون عند مراكز توزيع المساعدات.
إنه مروّع
ورسمت المنظمات الدولية في مؤتمر عبر الفيديو مع الصحافيين هذا الأسبوع صورة قاتمة لما أسمته “منظمة رعاية الأطفال” (“سيف ذا تشيلدرن”) بـ “الفظائع” التي تتكشف في قطاع غزة.
وقالت بشرى الخالدي من منظمة أوكسفام، ومقرها المملكة المتحدة، إن “الوضع في غزة ليس مجرد كارثة، إنه مروع (…) مع عواقب محتملة لا رجعة فيها على الشعب الفلسطيني”.
وأضافت “المناطق الآمنة الإسرائيلية داخل غزة هي سراب”.
الجوع والمرض
وحذرت ألكسندرا ساييه من “سيف ذا تشيلدرن” من أن “أولئك الذين نجوا من القصف يواجهون الآن خطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض”.
وأضافت “تخبرنا فرقنا عن ديدان يتم انتشالها من الجروح وأطفال يخضعون لعمليات بتر أطراف دون تخدير”، أو يصطفون بالمئات لاستخدام “مرحاض واحد” أو يجوبون الشوارع بحثا عن الطعام.
بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه “بالنظر إلى الظروف المعيشية ونقص الرعاية الصحية، يمكن أن يموت عدد أكبر من الناس بسبب الأمراض مقارنة بالقصف” في غزة.
وحذر من أمراض عدة بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والطفح الجلدي وجدري الماء، التي ظهرت بسبب الاكتظاظ ونقص الغذاء والماء والنظافة الأساسية والأدوية.
وبحسب كيارا ساكاردي من منظمة العمل ضد الجوع، فإن “الوضع يقوض كرامة الناس لأنهم لا يستطيعون تنظيف أنفسهم أو تنظيف أطفالهم”، داعية إلى وقف إطلاق النار وإرسال مساعدات عاجلة.
وفي آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفع عدد ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر /تشرين الأول إلى 17700، معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة 48780 آخرين.
وحذرت من أن الجرحى “يُتركون حتى الموت في شمال القطاع، بسبب حصار إسرائيل للمستشفيات”.