إسرائيل تواصل عدوانها على قطاع غزة لليوم الثالث
جهود مصرية لوقف لإطلاق النار ودعوات دولية للتهدئة
وسط جهود مصرية لوقف لإطلاق النار، واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة لليوم الثالث، فيما تصاعدت الدعوات الدولية للتهدئة ومنع التصعيد وممارسة “أقصى درجات ضبط النفس” .
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفعت اليوم الأحد، حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 32، وذلك بعد استشهاد 8 في قصف منزل برفح جنوب قطاع غزة، من بينهم الشهيد خالد منصور، قائد المنطقة الجنوبية في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وأعلن الإعلام الحربي لسرايا القدس استشهاد خالد سعيد منصور، عضو مجلسها العسكري وقائد المنطقة الجنوبية، جراء غارة إسرائيلية استهدفته مساء أمس بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وفي رفح أيضا، تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال 8 شهداء من تحت الأنقاض.
وبشأن استهداف طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنزل مكون من 3 طوابق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قال الدفاع المدني في رفح إن أطقمه انتشلت جثتين لشهيدة وابنها من تحت أنقاض منزلهما الذي قصفه الجيش الإسرائيلي.
وكان مدير الدفاع المدني في محافظة رفح رأفت البواب قال إن البناية دُمرت بالكامل، ودون سابق إنذار.
وأضاف أنه تم انتشال جثمان شهيد إضافة لـ7 جرحى تم نقلهم إلى المستشفى، وما يزال هناك عدد من المحاصرين تحت الأنقاض.
الاتصالات المصرية مستمرة
في غضون ذلك، تسعى مصر التي كانت وسيطاً تاريخياً بين إسرائيل والحركات الفلسطينية في غزة، إلى التوسط لوضع حد للعنف.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الاتصالات مستمرة على مدار الساعة مع الجميع حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.
وذكر مصدران أمنيان مصريان أن وفداً من المخابرات المصرية برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق وصل إلى إسرائيل، السبت، وسيسافر إلى غزة لإجراء محادثات وساطة. وأضافا أنهما يأملان في التوصل لوقف لإطلاق النار لمدة يوم من أجل إجراء المحادثات.
إدانات دولية
على الصعيد الدولي، قال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، إنه يشعر “بقلق عميق”، محذراً من أن التصعيد “خطير جداً”.
وأدانت جامعة الدول العربية “بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الشرس على غزة”.
كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف “العدوان العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة”. وشدد على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل” لمد يد العون للمدنيين، لا سيما النساء والأطفال.
وأعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها لـ”الهجوم الذي قامت به قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة”.
وأكدت الخارجية السعودية، في بيان، “وقوف السعودية إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق”، وطالبت المجتمع الدولي بـ”الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء التصعيد، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده”.
وقال بيتر ستانو المتحدث باسم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن التكتل يتابع أعمال العنف في قطاع غزة “بقلق بالغ” ويدعو جميع الأطراف إلى “أقصى درجات ضبط النفس” من أجل تجنب تصعيد جديد.
وقالت الخارجية الأميركية، السبت، إن الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وحثت جميع الأطراف على تجنب مزيد من التصعيد، مضيفة أنها تشعر بقلق من التقارير التي تحدثت عن سقوط مدنيين ودعت إلى إجراء تحقيق “شامل وفي الوقت المناسب” في هذا الأمر.
إسرائيل حليفة الولايات المتحدة
وقال متحدث باسم الخارجية لوكالة “رويترز”، إن الولايات المتحدة على اتصال بمسؤولين إسرائيليين وآخرين في المنطقة لمنع حدوث مزيد من التصعيد.
وعلى نحو مماثل، دعا منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الجانبين إلى الهدوء، لكنه قال إن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة لها الحق في الدفاع عن نفسها.
وأضاف: “نحن بالتأكيد نحض جميع الأطراف على تجنب مزيد من التصعيد.. نحن نؤيد تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات الإرهابية التي تحصد أرواح مدنيين أبرياء في إسرائيل”، على حد تعبيره.
وفي باريس، قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن بلادها “تدين إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وتكرر تمسكها غير المشروط بأمن إسرائيل”، مضيفة أنّ فرنسا تدعو “جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب أي تصعيد آخر يكون السكان المدنيون أول ضحاياه”.
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، السبت، أنها تدعم حقّ إسرائيل في “الدفاع عن نفسها”.
وأضافت تروس التي تسعى لخلافة بوريس جونسون لقيادة الحكومة البريطانية “ندين المجموعات الإرهابية التي تطلق النار على مدنيين، والعنف الذي أسفر عن ضحايا من الجانبين” داعيةً إلى “نهاية سريعة للعنف”.
فيما أعربت روسيا عن “قلقها البالغ” ودعت الجانبين إلى إبداء “أقصى درجات ضبط النفس”.
وأعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بيان أن “الجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال في قطاع غزة الليلة الماضية تكشف عن طبيعته العدوانية”.
وأكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن الفلسطينيين “ليسوا وحدهم” في مواجهة اسرائيل.
اجتماع مجلس الأمن
وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، السبت، إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً، الاثنين، بطلب من دولة فلسطين لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن منصور قوله إنه “تم التواصل مع رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر (الصين) وأعضاء مجلس الأمن الآخرين، بما في ذلك المندوب العربي في المجلس (الإمارات)، للاستجابة لطلب دولة فلسطين بأن يتحمل المجلس مسؤولياته بوقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة وإدانته، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني”.
وأضاف أن العديد من الوفود من أعضاء مجلس الأمن عبرت عن استجابتها لهذا الطلب، الذي تم عبر دولة الإمارات، وتم الاتفاق على عقد جلسة مغلقة للمجلس بعد ظهر الاثنين.