إسرائيل غير ملتزمة بسحب قواتها من لبنان بموجب اتفاق وقف النار
قواتها تطلق النار على اللبنانيين العائدين إلى منازلهم وبلداتهم
مع انتهاء مهلة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان اليوم الأحد، حاول عدد من سكان بلدات الجنوب العودة إلى منازلهم، وقامت قوات الاحتلال باطلاق النار عليهم وأصابت بعضهم.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بإصابة 10 مدنيين جراء إطلاق جيش الاحتلال النار عليهم في بلدة كفركلا وبرج الملوك وحولا التي أسر منها مواطنين اثنين بعدما عادا إلى بلدتهما. وتجمع أهالي عدد من البلدات، منها ميس الجبل وحولا والطيبة وعيتا الشعب، وحاولوا الوصول إلى بلداتهم رغم حواجز الجيش اللبناني.
اتفاق وقف إطلاق النار
وانتهت مهلة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان اليوم الأحد، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، لكن إسرائيل قررت إبقاء قواتها في المنطقة محذرة سكان الجنوب من العودة إلى منازلهم، فيما اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بـ”المماطلة” في تنفيذ تعهداتها.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، تحذيراً لسكان جنوب لبنان يمنعهم من الانتقال إلى القرى الجنوبية ومحيطها “حتى إشعار آخر”.
وبدأ سريان وقف إطلاق النار في لبنان فجر 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، في اتفاق كان من المفترض أن ينهي التوغل البري الإسرائيلي جنوبي البلاد.
وبموجب الاتفاق المبرم بوساطة أميركية، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها خلال 60 يوماً، أي بحلول 26 يناير/ كانون الثاني الموافق اليوم الأحد، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).
مماطلة إسرائيلية
وكانت إسرائيل قد أكدت، الجمعة، أن قواتها لن تنجز الانسحاب نظراً إلى عدم تنفيذ لبنان الاتفاق “بشكل كامل”.
وأكد بيان لمكتب رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو أن “عملية الانسحاب المرحلي ستتواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة”.
وشدد على أن الاتفاق نصّ على “انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان” وفرض “انسحاب حزب الله إلى ما وراء (نهر) الليطاني”.
وتقديراً منها أن الواقع مخالف للنص، فإن إسرائيل “لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان”، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
الرئاسة اللبنانية
وأعلنت الرئاسة اللبنانية، أمس السبت، أن الرئيس جوزاف عون تابع اتصالاته ومشاوراته الكثيفة لمواكبة الأوضاع في الجنوب في ضوء التطورات الأخيرة والممارسات الإسرائيلية الخطيرة،.
وأوضحت إلى أنه تلقى اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عرض خلاله التطورات في الجنوب، والجهود المبذولة لضبط التصعيد، وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والإجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير.
وأشارت الرئاسة إلى أن ماكرون أوضح أنه يجري اتصالات من أجل الإبقاء على وقف إطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق.
من جهته، أكد عون للرئيس الفرنسي ضرورة إلزام إسرائيل بتطبيق مندرجات الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، وعلى وقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيعيق عودة الأهالي إلى مناطقهم.
الجيش اللبناني
وقال الجيش اللبناني في بيان، أمس السبت، إنه يواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق، وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
وأشار إلى حدوث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي، وفق ما جاء في بيانه.