إسرائيل والولايات المتحدة تمنعان وصول المساعدات والبضائع إلى قطاع غزة

"موت ومعاناة السكان في القطاع لا يمكن أن يقبل بهما ضمير"

اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، كلا من إسرائيل والولايات المتحدة بمنع وصول المساعدات والبضائع إلى سكان القطاع، داعياً إلى تدخل دولي فوري لوقف هذه “الجريمة”، فيما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أن هناك “موتاً ومعاناة سكان غزة لا يمكن أن يقبل بهما ضمير”.

وحذر المكتب الإعلامي في بيان، من أن القطاع يتجه إلى المجاعة بشكل متسارع، مطالباً بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم، وإدخال المساعدات والبضائع، وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر.

واعتبر أن منع إدخال المساعدات والغذاء يُستخدم “كأداة للضغط السياسي” من قبل إسرائيل والإدارة الأميركية، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى “مضاعفة المعاناة في أنحاء القطاع بشكل ملحوظ، حتى الأسواق والمحال التجارية باتت تعاني من جفاف البضائع والسلع، بسبب منع إدخالهما منذ 40 يوماً من إغلاق جميع المعابر”.

وأضاف البيان: “شبح المجاعة بات يُهدد حياة المواطنين بشكل مباشر، مما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع خاصة بين الأطفال، حيث باتت حياة 3 آلاف و500 طفل مهددة بسبب سوء التغذية”.

وطالب المكتب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالوقوف عند مسؤولياتهم، وحثهم على ضرورة “اتخاذ موقف شجاع بفرض تدخل دولي فوري وعاجل لوقف هذه الجريمة التي سيروح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين، والأطفال، والمرضى”.

الوضع في الضفة الغربية يتدهور بشكل كبير

بدوره، حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الثلاثاء، من أنّ الوضع في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، “يتدهور بشكل كبير”، في حين أن هناك “موتاً ومعاناة (في غزة) لا يمكن أن يقبل بهما ضمير”.

وأشار إلى أنه حتى يوم 15 يونيو/ حزيران، استشهد 528 فلسطينياً بينهم 133 طفلاً على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي أو المستوطنين في الضفة الغربية منذ أكتوبر/ تشرين الأول، وقال إن بعض الحالات تثير “مخاوف جدية من عمليات قتل غير قانونية”.

وقال تورك إنّ 23 إسرائيلياً قتلوا في الضفة الغربية وإسرائيل في اشتباكات مع فلسطينيين أو خلال هجمات نفذها فلسطينيون. وأضاف أنه يشعر “بالفزع من تجاهل (طرفي الصراع في غزة) للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”.

معاناة هائلة في غزة

وأضاف، “الضربات الإسرائيلية المستمرة في غزة تسبب معاناة هائلة ودماراً واسعاً فيما يستمر تعسفياً منع وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية”.

وأوضح تورك،  “تواصل إسرائيل احتجاز آلاف الفلسطينيين بشكل تعسفي. ويجب ألا يستمر ذلك”. وتابع أنّ “الفصائل الفلسطينية المسلحة تواصل كذلك احتجاز رهائن، وبعضهم في مناطق مأهولة، مما يعرّض الرهائن والمدنيين للخطر”.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ارتكاب عمليات إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر والمعزول عن العالم الخارجي، مخلفاً حتى اليوم نحو 37 ألفا و500 شهيد جلهم أطفال ونساء، وقرابة 90 ألف جريح وآلاف المفقودين.

وأمس الاثنين، نشرت وكالة أسوشييتد برس، تحقيقاً موسعاً وثق استشهاد عائلات فلسطينية بأكملها في حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وقالت الوكالة إن الحملات الجوية والبرية الإسرائيلية في قطاع غزة تبيد عائلات فلسطينية بأكملها، “لدرجة لم يسبق لها مثيل”، مشيرة إلى أن سلالات بأكملها، وأحياناً أربعة أجيال من العائلة نفسها، تُقتل في غارات جوية واحدة، أو سلسلة غارات على أفراد من العائلة نفسها كانوا يحتمون معاً من القنابل. وأوضحت أن الأمر يحصل في كثير من الأحيان دون تحذير مسبق من القصف.

وأدت المجازر في غزة إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بعد دعوة رفعتها دولة جنوب أفريقيا، فيما طلبت المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت على ذات الخلفية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى