إعادة رئيس الوزراء السوداني وزوجته إلى مقر إقامتهما بالخرطوم
تجمع المهنيين يدعو إلى "المقاومة الشرسة للانقلاب العسكري"
أعلن مكتب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، في بيان، أنه تمت إعادة رئيس الوزراء وزوجته إلى مقر إقامتهما بالخرطوم، ووضعه تحت الحراسة المشددة.
وأضاف البيان الصادر عن مكتب حمدوك، أن “عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة”، بعد اعتقال الجيش جميع القيادات المدنية في السودان وحل المؤسسات.
وتأتي عودة حمدوك إلى مقر إقامته بعد ساعات من إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن حمدوك موجود معه في منزله.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير أنتوني بلينكن تحدث إلى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في وقت متأخر الثلاثاء، ورحب بإطلاق سراحه من الاحتجاز.
وقالت الوزارة في بيان إن بلينكن عاود التأكيد على مطالبته القوات المسلحة السودانية بالإفراج عن جميع القادة المدنيين المعتقلين.
تعليق التعاون التنموي مع السودان
من جهتها، أعلنت بعثة ألمانيا إلى الأمم المتحدة، تعليق التعاون التنموي مع السودان، وذلك بعد الإجراءات التي أعلنها الفريق عبد الفتاح البرهان، من إقرار حالة الطوارئ وحلّ المجلس السيادي والحكومة.
كما هدد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بتعليق المساعدات المالية للسودان، وذلك تعليقاً على الأحداث الأخيرة.
وقال بوريل في تصريح باسم الدول الـ27 الأعضاء في التكتل: “هذه المحاولة لتقويض الانتقال نحو الديمقراطية في السودان، غير مقبولة. إذا لم يُعد الوضع فوراً إلى ما كان عليه، فستكون هناك تداعيات خطيرة لالتزام الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك دعمه المالي” للسودان.
المقاومة الشرسة للانقلاب العسكري
ودعا تجمع المهنيين السودانيين، أحد المحركين الأساسيين للانتفاضة التي أسقطت البشير، عبر تويتر، إلى “المقاومة الشرسة للانقلاب العسكري الغاشم”.
وقال “لن يحكمنا العسكر والميليشيات. الثورة ثورة شعب.. السلطة والثروة كلها للشعب”. كذلك، دعت نقابة الأطباء ونقابة المصارف الى عصيان مدني.
وحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في الخرطوم، أغلقت جميع المحال أبوابها في العاصمة، باستثناء المخابز وبعض محال البقالة. وقطع متظاهرون في بعض أنحاء الخرطوم طرقا وأحرقوا إطارات احتجاجا، وحملوا الأعلام السودانية وهتفوا “لا لحكم العسكر” و”ثوار أحرار سنكمل المشوار”، بينما قطع الجيش جسورا تربط الخرطوم بمناطق مجاورة مثل أم درمان وبحري.
لن نغادر الشوارع
وقال هشام الأمين المهندس البالغ من العمر 32 عاما، خلال أحد الاحتجاجات لوكالة الأنباء الفرنسية “لن نغادر الشوارع حتى تعود الحكومة المدنية. ولن نقبل مرة أخرى بالشراكة مع العسكر”. فيما قالت المتظاهرة السودانية الشابة هنادي حسين وقد حملت علم السودان “لم تُحقق أهداف الثورة حتى الآن .. الحكم المدني الكامل”. ولاحقا تصاعد العنف ضد المتظاهرين.
وقال تجمع المهنيين السودانيين “قوات الانقلاب المسعورة تهاجم تجمعات المتظاهرين في مناطق متعددة من البلاد”، مضيفا أن الهجمات “الانتقامية” تبعت إطلاق سراح حمدوك.
وقال شهود عيان في منطقة بوري شرق الخرطوم إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين الذين يقطعون طريقا رئيسيا احتجاجا على الانقلاب.