إيداع الرئيس المؤقت لإخونجية تونس في السجن
منذر الونيسي متهم بالتآمر على الدولة
أفادت مصادر تونسية مطلعة، الأربعاء، إن قاضي التحقيق الأوّل بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب (محكمة مختصة)، أصدر مذكرة إيداع بالسجن بحقّ الرئيس المؤقت لحركة النهضة الإخونجية، منذر الونيسي بتهمة التآمر على الدولة.
وقالت المصادر ذاتها إن الونيسي الذي تم توقيفه منذ 6 سبتمبر/أيلول الجاري، تم سجنه في القضية المتعلقة بالتسجيل الصوتي المنسوب له.
ومؤخرا، انتشر تسجيل مسرب للونيسي، هاجم فيه راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وعائلته وعددا من قيادات الحركة، على خلفية ملفات الفساد التي اكتشفها بعد تسلمه مهام منصبه.
والتسجيل الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، هو اتصال هاتفي بين الونيسي والصحفية التونسية المقيمة بالخارج، شهرزاد عكاشة.
وكشف التسجيل المسرب حديثا عن تحالفات لحركة النهضة مع رجال أعمال نافذين في منطقة الساحل (ولايات المهدية المنستير وسوسة) سعيا للتموقع مجددا في الخارطة السياسية، في ظل ما تشهده البلاد من تطورات وتغييرات سياسية منذ 25 يوليو/ تموز 2021.
وتحدث الونيسي في التسريب عن فساد داخل الحركة وتلقيها أموالا من الخارج؛ حيث قال إن “أشخاصا داخل النهضة اغتنوا في السابق، وهناك أشخاص آخرون يريدون الآن أن يستغلوا الوضع.. وأقصد القيادية بالحركة زينب البراهمي التي ظهرت أفعى كبيرة تريد التمعش (التكسب) من الحركة”.
وأضاف أن “هناك أشخاصا يريدون قيادة الحركة من داخل السجن”.
النهضة عزبة عائلية
وتابع قائلا “إن هناك أشخاصا تظن أن النهضة عزبة عائلية ومعاذ الغنوشي نجل راشد الغنوشي وراء كل ذلك”.
وكشف أن “معاذ الغنوشي ورضا إدريس يرسلان الأموال إلى القيادي الإخواني محمد الغنودي ويتعاملان معه”، قبل أن يستدرك: “لكن الأشخاص الذين يقفون وراء الغنوشي، يحكمون حاليا القيادة الداخلية للحركة”.
وللإشارة فإن منذر الونيسي كان من قيادات الصف الثاني داخل حركة النهضة وخلف الغنوشي على رأس حركة النهضة بعد سجن الأخير في 17 أبريل/نيسان الماضي بتهمة التآمر على أمن الدولة.
وفي 26 أبريل/نيسان الماضي أعلنت “النهضة” تكليفها نائب رئيس الحركة منذر الونيسي بتسيير شؤونها بعد سجن الغنوشي.
ومنذر الونيسي (56 عاما)، وُلد بمدينة الدهماني بمحافظة الكاف، شمال غربي تونس، وهو قيادي بارز في تنظيم الإخونجية وطبيب مختص في طب وزرع الكلى.
انتمى الونيسي للإخونجية عام 1984 وظل ينشط داخلها، ثم تم انتخابه عضوا بمجلس الشورى خلال المؤتمر العام العاشر الذي تم تنظيمه عام 2016، كما تقلّد عضوية المكتب التنفيذي للحركة منذ 2021-2022، وتم تعيينه في منصب نائب رئيس حركة النهضة، منذ أغسطس/آب 2021.
وسبق لمنذر الونيسي أن تقلد منصب مستشار وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي بين عامي 2012 و2013، في حكومة حمادي الجبالي، وهي أول حكومة يشكلها الإخونجية بعد انتخابات 2011 عقب سقوط نظام زين العابدين بن علي.