إيران ترفض العودة للمفاوضات مع الولايات المتحدة

"التجارب السابقة أثبتت عدم التزام واشنطن بتعهداتها"

أكد مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، على موقف بلاده الرافض لأي مفاوضات مع الولايات المتحدة، معتبراً أنها “ليست فكرة ذكية ولن تحل مشاكل إيران”، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة أثبتت عدم التزام واشنطن بتعهداتها، حتى بعد تقديم طهران لتنازلات كبيرة.

جاءت تصريحات خامنئي خلال استقباله حشدا من قادة القوة الجوية التابعة للجيش الإيراني، وردا على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توقيعه مذكرة تمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وقال خامنئي: أن “التفاوض مع أمريكا لا تأثير له في حل مشاكل البلاد، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة بشكل صحيح، يجب ألا يوهمونا بأن الجلوس على طاولة المفاوضات مع تلك الحكومة سيؤدي إلى حل هذه المشكلة أو تلك، لا، لن يحل أي مشكلة عبر التفاوض مع أمريكا والتجرية الماضية أثبت هذا الأمر”، طبقا للوكالة الإيرانية.

وأضاف المرشد الإيراني: “في السنوات الأخيرة، جلسنا على طاولة المفاوضات مع أمريكا لمدة تقارب عامين، وتم التوصل إلى معاهدة، وطبعا لم تكن أمريكا وحدها، وحكومتنا حينها خاضت المفاوضات في جولات مختلفة، وانتهت المفاوضات بإبرام اتفاقية.

طهران قدمت تنازلات سخية

وأوضح خامنئي أن بلاده قدمت في هذه المفاوضات تنازلات سخية للطرف الآخر، لكن الطرف الأمريكي لم يلتزم بالاتفاقية، كان الهدف من المعاهدة رفع وإلغاء العقوبات وطبعا لم تُلغ هذه العقوبات، وحتى في الأمم المتحدة حاولوا إبقاء إيران تحت التهديد المستمر”.

وأردف علي خامنئي: “هذه تجربتنا معهم، علينا استخلاص العبر والدورس، قدمنا تنازلات وخضنا المفاوضات لكننا لم نتوصل إلى النتائج المرجوة، نقض الطرف الآخر هذه المعاهدة ومزقها”.

كما قال المرشد الأعلى الإيراني: “يجب عدم خوض المفاوضات مع مثل هذه الحكومات، فالتفاوض معها ليس ذكيا ولا مشرفا ولا حكيما، ولو قاموا بتهديدنا فسنعامل بالمثل، ولو قاموا بتنفيذ تهديداتهم فسننفذ تهديدنا”.

وأوضح خامنئي “أن الذي يحكم أمريكا الآن مزق المعاهدة (الاتفاق النووي)، لقد قال إنه سيمزقها، وفعل ذلك، ولم يلتزموا بالمعاهدة حتى قبل مجيئه، أولئك الذين تم توقيع المعاهدة معهم لم يلتزموا بها”، في إشارة إلى دونالد ترامب.

ووقع ترامب، الثلاثاء الماضي، مذكرة تجيز نهجا صارما تجاه إيران يهدف إلى منعها من الحصول على سلاح نووي، بينما توعد بـ”القضاء” عليها في حالة اغتياله من قبل عملاء لطهران.

وذكر ترامب، أنه ترك توجيهات لفريقه حول كيفية الرد في حالة تعرضه لمؤامرة اغتيال إيرانية، وقال: “تركت تعليمات، إذا فعلوا ذلك، فسيتم القضاء عليهم”، في إشارة لإيران.

العقوبات الاقتصادية على إيران

ويرى رئيس تحرير صحيفة إيران ديبلوماتيك، عماد أبشناس، منذ 2018، أن واشنطن تبنت سياسة “الضغوط القصوى”، حيث فرضت عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، خاصة على قطاع النفط. لكن هذه العقوبات لم تحقق النتائج المرجوة، مشيرًا إلى أن إيران لا تزال تصدر نفطها إلى الصين ولديها زبائن آخرون.

وأكد أبشناس أن واشنطن لم تعد تملك عقوبات جديدة يمكن فرضها، موضحًا أن العقوبات القائمة لم تتغير حتى في عهد الرئيس جو بايدن.

وأضاف: “الطريق الوحيد أمام الولايات المتحدة هو إما التصعيد العسكري المباشر أو تقديم عرض تفاوضي مقنع للإيرانيين، وهو ما لم يحدث حتى الآن”.

إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات

مع استمرار الجمود السياسي بين الطرفين، يبدو أن إيران لن تقدم أي تنازلات ما لم تحصل على ضمانات واضحة من واشنطن. في المقابل، تواصل الولايات المتحدة فرض العقوبات ومحاولة الضغط على الاقتصاد الإيراني دون تحقيق نجاح يُذكر.

في ظل هذه المعادلة، يبقى السؤال: هل تلجأ واشنطن إلى أساليب جديدة لكسر هذا الجمود، أم أن المواجهة ستبقى مفتوحة على كل الاحتمالات؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى