احتجاجات في السويد ضد خطط لحرق القرآن
أفادت مصادر صحافية، اليوم الاثنين، بوقوع احتجاجات اندلعت في أرجاء السويد في الأيام الأخيرة بعدما أعلن السياسي الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، راسموس بالودان، عزمه على حرق نسخ من القرآن خلال جولة في عدة بلدات ومدن بالبلاد.
وفي مساء السبت، رشق نحو 150 شخصا عناصر الشرطة بالحجارة، كما أحرقوا عددا من السيارات في مدينة نورشوبينغ شرقي السويد، وأصيب 3 أشخاص بنيران الشرطة، خلال أحدث الاحتجاجات.
وذكرت وسائل إعلام سويدية أن بالودان وحزبه “سترام كورس” أعربوا عن عزمهم على تنظيم مظاهرة في المنطقة، لكنهم لم يظهروا.
وردت الشرطة على الاحتجاجات في نورشوبينغ بإطلاق أعيرة نارية تحذيرية، لكن 3 أشخاص أصيبوا بالشظايا، ونقلوا إلى المستشفى.
وقالت الشرطة إنها: “اعتقلتهم في وقت لاحق للاشتباه في ارتكابهما جرائم”.
احتجاجات واشتباكات
وأفيد بوقوع اضطرابات في مدينة لينكوبينغ المجاورة، حيث كان بالودان يخطط لتنظيم مظاهرة لكنه ألغاها.
وقال السياسي السويدي على حسابه بموقع “فيسبوك” إنه اتخذ القرار لأن السلطات السويدية “غير قادرة تماما” على حمايته أو حماية أنصاره.
وشهدت العاصمة السويدية ستوكهولم وعدد من المدن السويدية الأخرى اشتباكات عنيفة، خلال الأيام الثلاثة الماضية، على خلفية الموضوع نفسه.
وأصيب العشرات من ضباط الشرطة وأضرمت النيران في 4 سيارات طوارئ في مدينة أوريبرو بوسط البلاد، بعد اندلاع أعمال شغب الجمعة، بسبب خطة بالودان لحرق مصحف هناك.
وفي منطقة لاندسكرونا جنوبي السويد، أضرم متظاهرون النار في السيارات والإطارات، بينما وضع آخرون عوائق وسط أحد الشوارع لعرقلة حركة المرور.
ووقعت مظاهرات مماثلة في مالمو، ثالث أكبر مدينة في البلاد، حيث اشتعلت النيران في حافلة وممتلكات أخرى.
وقُدمت نحو 20 شكوى بشأن أعمال تخريب في المدينة، بحسب ما أفادت وكالة “فرانس برس”.
وتم نقل تجمع بالودان، السبت، من حي لاندسكرونا إلى مرآب للسيارات في مالمو، من أجل تجنب حدوث تجاوزات.
شيح الأزهر يستنكر
استنكر شيح الأزهر الدكتور أحمد الطبيب بشدة واقعة حرق نسخة من المصحف في السويد قبل أيام، واصفا إياها بـ”الإرهاب البربري”.
وقال الطيب في بيان نشره على صفحته الموثقة في “فيسبوك”، الثلاثاء: “على هؤلاء الذين تجرؤوا على ارتكاب جريمة حرقِ المصحف الشريف أن يعلموا أن هذه الجرائم هي إرهاب بربري متوحش بكل المقاييس”.
واعتبر الإمام الأكبر حرق المصحف عملا يعبر عن “عنصرية بغيضة تترفع عنها كل الحضارات الإنسانية، بل هي وقود لنيران الإرهاب الذي يعاني منه الشرق والغرب”.
وقال الطيب إن مثل “هذه الجرائم النكراء تؤجج مشاعر الكراهية، وتقوض أمن المجتمعات، وتهدد الآمال التي يبعثها حوار الأديان والحضارات”.
وكان عناصر من اليمين المتطرف في مدينة مالمو جنوبي السويد قد أضرموا النيران بنسخة من القرآن الكريم، الجمعة، الأمر الذي أثار موجة اضطرابات في المدينة.
العراق يصدر بيان
وعلى أثر هذه الأحداث، أعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان أنها استدعت “القائم بأعمال مملكة السويد في بغداد هاكان روث، وأبلغته احتجاج الحكومة العراقية (…)”.
وأشار البيان إلى أن “هذا الأمر يحمل انعكاسات خطيرة على العلاقات بين السويد والمسلمين بعامة، سواء كان في الدول الإسلاميَّة والعربيَّة أم في المجتمعات المسلمة في أوروبا”.
وأسس بالودان حزب عام 2017، ويعرف بأنه يحمل أجندة مناهضة للهجرة والمسلمين.