احتجاجات وانقطاع الاتصالات عن مدينة درنة الليبية
السلطات المحلية طلبت من الصحافيين مغادرة المدينة وتسليم تصاريح التغطية
بعد تحركات احتجاجية لسكانها تطالب بمحاسبة السلطات، أكدت مصادر محلية في مدينة درنة الليبية التي اجتاحتها فيضانات مدمرة راح ضحيتها الآلاف، انقطاع شبكتي الهواتف النقالة والإنترنت منذ الساعة 23,00 بتوقيت غرينتش الإثنين، وطلب من الصحافيين مغادرة المدينة.
وقال المصدر، أن السلطات المحلية طلبت من معظم الصحافيين مغادرة درنة وتسليم تصاريح التغطية التي تم منحها لهم.
وأعلنت “الشركة القابضة للاتصالات” في بيان على فيس بوك عن “قطع في كوابل الألياف البصرية يؤثر على شبكة الاتصالات في مدينة درنة”.
وأشارت إلى أن هذه المشكلة التي تؤثر أيضا على مناطق أخرى في شرق ليببا “قد تكون نتيجة أعمال تخريب متعمدة”.
وفي بيان باسم “سكان درنة” تلي خلال احتجاجات نظمت في المدينة، دعا المتظاهرون النائب العام الليبي إلى الإسراع “بنتائج التحقيق في الكارثة التي حلت بمدينة درنة، واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية كافة ضد كل من له يد في إهمال أو سرقات أدت إلى هذه الكارثة دون التستر على أي مجرم”.
وتوجه عدد من المتظاهرين إلى منزل قيل إنه لرئيس البلدية عبد المنعم الغيثي، حيث عمدوا إلى إضرام النار هاتفين “دم الشهداء ما يمشيش هباء”، وفق مشاهد تم تداولها على منصات التواصل وبثتها وسائل إعلام ليبية.
حل المجلس البلدي
وكان رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حماد قد أعلن عن حل المجلس البلدي في درنة وأمر بفتح تحقيق بشأنه، وفق ما أفاد تلفزيون “المسار” الليبي.
وبحسب سياسيين ومحللين، أسقطت صيانة البنى التحتية الحيوية في ليبيا على غرار سدي درنة اللذين انهارا من جراء الإعصار، من أولويات السلطات بسبب الفوضى العارمة السائدة في البلاد.
وأشار محمد الجارح، المتحدث باسم اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة التي شكلتها سلطات الشرق الليبي، إلى مواصلة 14 فريق إغاثة العمل في درنة، بينها 10 فرق أجنبية.
ونفى صحة ما يشاع عن إخلاء وشيك للمدينة، مؤكدا أن المناطق الأكثر تضررا فقط هي المعزولة.
وأدت الفيضانات إلى مقتل 3351 شخصا على الأقل، في أحدث حصيلة رسمية موقتة أصدرها وزير الصحة في حكومة الشرق عثمان عبد الجليل ليل الثلاثاء.
وليبيا غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس على السلطة فيها حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في الشرق يرأسها حماد وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.
مركز درنة أصبح في البحر
من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، أن مركز مدينة درنة بالكامل أصبح في البحر، مشيراً إلى أن المدينة فقدت جميع أسواقها ومقراتها الإدارية.
وأضاف المسماري في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، أن معظم الطرق في درنة وحولها تدمرت بسبب السيول.
وتسبب الإعصار دانيال، الذي ضرب شرق ليبيا الأسبوع الماضي، في سيول وفيضانات عارمة أسفرت عن مقتل الآلاف وإلحاق أضرار شديدة بالبنية التحتية، بينما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.
فيما حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة أول من أمس الاثنين من أن المتضررين الذين بات 30 ألفا منهم بلا مأوى، بحاجة ماسة إلى المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الأساسية، في ظل ازدياد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية.