اختفاء مئات الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل من غزة
المنظمات الحقوقية تطالب الاحتلال الإسرائيلي معرفة مصيرهم
بالتزامن مع ما تم الكشف عنه من جرائم ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، وفضحته وسائل الإعلام العبرية، يظل مصير مئات الفلسطينيين من قطاع غزة الذين اعتقلهم الاحتلال منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة مجهولاً، حيث يزعم الجيش أن “لا مؤشرات لديه” بشأن اعتقالهم أو احتجازهم.
ويأتي إنكار جيش الاحتلال، وفق صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الاثنين، على الرغم من أن آخر مرة شوهدوا فيها كانوا معتقلين من قبل الجنود أو تم أسرهم.
وفي الأشهر الأخيرة، قدّم فلسطينيون ومنظمات حقوق إنسان 27 التماساً لمعرفة مصير المفقودين، تم رفض معظمها، ولكن في بعض الحالات، أدت الالتماسات إلى إجراء فحص جديد من قبل جيش الاحتلال، واكتشاف أن الأشخاص الذين زعم أنه ليست لديه معلومات عنهم، موجودون في مراكز اعتقال إسرائيلية أو فارقوا الحياة.
واعتقل جيش الاحتلال منذ بداية الحرب عددا كبيرا من سكان غزة، بعضهم نُقل إلى مراكز ومنشآت اعتقال في دولة الاحتلال والبعض الآخر معتقل في القطاع منذ فترة.
وجرى اعتقال معظمهم بموجب قانون “المقاتلين غير الشرعيين”، الذي يسمح باحتجاز الأسير لمدة 45 يوماً دون لقاء محام، مقارنة بـ180 يوماً في بداية الحرب.
لا يوجد مؤشر إلى الاعتقال أو الاحتجاز
على مدار عدة أشهر، رفضت دولة الاحتلال تقديم معلومات للعائلات حول مصير المعتقلين، وفي الوقت نفسه توقّفت عن السماح لممثلي الصليب الأحمر بزيارة مراكز الاعتقال في إسرائيل.
وبعد التماسات قدّمها “مركز الدفاع عن الفرد”، قدّمت دولة الاحتلال في مايو/أيار الماضي، عنوان بريد إلكتروني يمكن من خلاله طلب تحديد موعد لقاء المعتقل مع محامٍ بعد 45 يوماً من الاعتقال، وبالتالي، معرفة ما إذا كان معتقلاً وأين.
وقدّم المركز ما بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول 901 طلب لتحديد مكان معتقلين، تم الرد على 501 منها بمكان الاعتقال، بينما بالنسبة لـ400 حالة المتبقية، جاء الرد بأنه “لا يوجد مؤشر إلى الاعتقال أو الاحتجاز”.
وذكرت الصحيفة العبرية أنه في بعض الحالات، من المحتمل أن يكون هؤلاء الأشخاص غير محتجزين من قبل جيش الاحتلال، ولكن فقدوا الاتصال بعائلاتهم في ظروف مختلفة من الحرب.
مع ذلك، في 27 حالة قدمت فيها المنظمة التماسات، كانت لدى عائلات المعتقلين مؤشرات مختلفة إلى أنه برغم الرد بأن الشخص غير معتقل، إلا أنه في الواقع محتجز لدى إسرائيل أو أن ظروف اختفائه حصلت أثناء اعتقاله أو احتجازه في غزة.
إحدى الحالات التي تحدّثت عنها الصحيفة كمثال، حالة مواطن من غزة اعتقله جيش الاحتلال في نهاية مايو/أيار 2024. وطلبت عائلته من الجيش تحديد مكانه، لكن الرد كان “لا يوجد مؤشر إلى اعتقاله أو احتجازه”، وقال عقب إطلاق سراحه بعد حوالي شهرين، إنه كان محتجزاً من قبل الجيش داخل القطاع ونُقل من مكان إلى آخر.