استقالات واسعة في حزب العمال البريطاني رفضاً لموقف ستارمر بشأن غزة
يواجه حزب العمال البريطاني موجة كبيرة من الاستقالات من أعضاء المجالس البلدية، الذين يشعرون بالاستياء الشديد من موقف السير كير ستارمر، رئيس حزب العمال، في ظل تصاعد الجدل الدائر حول تأييده لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في غزة. ويتفاقم هذا الاستياء أيضًا بسبب الحظر المفروض على حضور مسيرات التضامن.
وجرى الإبلاغ عن استقالات إضافية في مواقع مختلفة يوم الأربعاء، بما في ذلك لندن وكامبريدج وغلوستر وجيدلينج في نوتنغهامشاير، التي تضاف إلى استقالات أعضاء تركوا الحزب سابقًا في مانشستر وستراود وأكسفورد.
ولم يكن كافياً اجتماع ستارمر مع أعضاء المجالس البلدية الاثنين، في محاولة لمعالجة المخاوف المتزايدة في ظل المزيد من الاستقالات المحتملة داخل الحزب، ومحاولته بذل جهد استباقي للتواصل مع أعضاء الحزب وممثليه، والاعتراف بخطورة الوضع والحاجة إلى مناقشة جماعية للتغلب على التحديات الناشئة عن وجهات النظر المختلفة حول العدوان الإسرائيلي على غزة.
ويأتي هذا التحوّل في المواقف، رداً على تأييده العلني لانتهاك إسرائيل للقانون الدولي وقطع إمدادات المواد الأساسية من الغذاء والماء والطاقة عن الفلسطينيين المقيمين في غزة.
ومما زاد تفاقم التحديات التي تواجهها قيادة ستارمر، دعم أعضاء البرلمان من حزب العمال اقتراحا برلمانيا قدمه ريتشارد بورغون، أمين مجموعة الحملة الاشتراكية، دعا من خلاله إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الحصار الشامل على غزة، معربا عن قلقه العميق حول الخسائر الكبيرة في الأرواح والمعاناة واسعة النطاق التي يتكبّدها الفلسطينيون المدنيون.
وفي محاولة لاستعادة مواقف أكثر إيجابية، ولإعادة ضبط موقف حزب العمال ولو بشكل جزئي، قال ستارمر في جلسة البرلمان، إنه “يجب تسليم الغذاء والوقود والمياه على وجه السرعة إلى غزة”. وهو ما يمثل تحولا كبيرا في موقفه، نظرا لدعمه السابق لإجراءات الحكومة الإسرائيلية بقطع هذه الإمدادات الأساسية.
مع ذلك، لم يقدم ستارمر ولا رئيس الوزراء ريشي سوناك دعمهما للنداءات من أجل وقف فوري لإطلاق النار. وبدلاً من ذلك، أكدا على “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، وأكدا أن العمليات العسكرية المستمرة في غزة تجري “ضمن حدود القانون الدولي”. علاوة على ذلك، اتفق كلاهما على إدانة الارتفاع المقلق في حوادث معاداة السامية وكراهية الإسلام داخل المملكة المتحدة.
وللتعبير عن استياء المجتمع المسلم في بريطانيا، وقّع آلاف البريطانيين المسلمين على رسالة مفتوحة، عبروا فيها عن فقدانهم العميق للثقة في قيادة ستارمر للحزب.
وتؤكد الرسالة الموجهة إلى ستارمر من قبل المسلمين البريطانيين أن تأييده المستمر لتصرفات إسرائيل، في بعض الأحيان مع عدم مراعاة كافية للأزمة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون، أدى إلى إحساس العديد من أعضاء المجتمع الإسلامي بأنهم غير مسموعين وغير ممثّلين.
وشدّدت الرسالة على أهمية الاعتراف بقضايا حقوق الإنسان التي تثيرها المنظمات الدولية في ما يتعلق بالسياسات والممارسات الإسرائيلية. ورفضت بشدة وجهة نظر حزب العمال البريطاني التي تحمّل “حماس” وحدها مسؤولية الصراع برمته.
وتختتم الرسالة بالتحذير من أنه إذا لم تتم معالجة هذه المخاوف بشكل مناسب، فإن منصب السير كير ستارمر كزعيم لحزب العمال سيصبح غير مقبول داخل المجتمع الإسلامي.
ومن المقرّر انطلاق تظاهرة وطنية للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة، بدعوة من حملة التضامن مع فلسطين، وأوقفوا الحرب، وحملة نزع السلاح النووي، والجمعية الإسلامية البريطانية، ومجموعات أخرى في لندن، ظهر يوم السبت 21 أكتوبرالجاري في ماربل آرش.