استقالة رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين من منصبه
قدم رئيس البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) يولي إدلشتاين الأربعاء استقالته من منصب رئاسة الكنيست بعد قرار قضائي يلزمه باختيار من يخلفه في منصبه، وستمهد استقالة حليف رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الطريق للمعارضة للاستحواذ على المنصب.
وتزيد استقالة إيدلشتاين من المخاطر التي تحوم حول نتنياهو الذي يواجه بعد عشر سنوات في السلطة تهماً بالفساد وهو بدوره ينفيها.
ودعت المعارضة إلى إقرار قانون يمنع أي شخص يواجه تهما جنائية من تقلد منصب رئيس الوزراء.
وقد تؤدي استقالة رئيس الكنيست إلى تسريع إقرار هذا القانون.
ورفض رئيس البرلمان وعضو حزب الليكود اليميني، أمر المحكمة العليا تحديد موعد لاختيار خلف له.
واعتبر إدلشتاين أن ليس من حق المحكمة التي أعطته مهلة حتى الأربعاء لاختيار خليفته، فرض الإملاءات، معتبراً تدخلها في شؤون الهيئة التشريعية المنتخبة “فظا ومتعجرفا”.
وقال إدلشتاين، المقرب من رئيس الوزراء المنتهية ولايته في بيان صحافي “أعلن أستقالتي من منصب رئيس الكنيست”.
وقال رئيس الكنيست “لن أسمح لإسرائيل بأن تنجر نحو الفوضى، لن أمد يد المساعدة لحرب أهلية”.
ولن تدخل استقالة إدلشتاين حيز التنفيذ قبل 48 ساعة، وعليه سيستمر في منصبه.
ووفقا للمدعي العام أفيخاي ماندلبليت سيبقى إدلشتاين في منصبه كرئيس للكنيست وسيتم الأربعاء اختيار خلف له وفقا لأمر المحكمة.
وقدم التحالف الوسطي “أزرق أبيض” الذي يتزعمه بيني غانتس التماسا إلى المحكمة العليا، في خطوة تشكل تحديا لرئيس الكنيست.
لكن إدلشتاين أصر على عدم تحديد الأربعاء كموعد للانتخاب.
وقال للمحكمة “لا يسمح لي ضميري بتنفيذ الحكم، ولهذا السبب استقلت” مشيرا إلى أن خلفه “سيكون قادرا على اتخاذ أي قرار” بشأن هذه المسألة.
وأضاف “لا أريد ازدراء المحكمة الموقرة، لكن وجدت نفسي في ضوء حكمها في طريق مسدود وهذا سبب استقالتي”.
ووصف رئيس المعهد الإسرائيلي للديموقراطية يوهانان بلسنر خطوة إدلشتاين بانها “غير شرعية”.
واعتبر ان “التصريحات غير المسؤولة والهجوم العنيف الذي صدر عن كبار وزراء الليكود ضد القضاء مؤخرا تعكس تدهورا جديدا في مستوى الديموقراطية”.
وتجري هذه النقاشات في الوقت الذي تكافح فيه الدولة للقضاء على تفشي فيروس كورونا المستجد.
وسجلت إسرائيل 2030 إصابة بالفيروس الذي أودى ب5 أشخاص، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة.
وقال إدلشتاين بعد إعلان استقالته “إن إسرائيل بحاجة إلى حكومة وحدة لأن الوباء يعرضنا للخطر”.
وأضاف “نحن جميعا بحاجة للتصرف مثل البشر والعمل وتوحيد الجهود والرقي”. وهدد الليكود بوقف مفاوضات تشكيل حكومة وحدة في حال أطيح بإدلشتاين.
ويأتي هذا الخلاف بعد أن أجرت إسرائيل ثلاث عمليات انتخابية خلال أقل من عام، لم تثمر عن نتيجة حاسمة.
وشهدت الانتخابات التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر فوز الأحزاب المناهضة لنتنياهو بـ62 مقعداً في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً بينما فاز المعسكر اليميني بالمقاعد الـ58 المتبقية.
وكلف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين خصم نتنياهو ، رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس تشكيل الحكومة المقبلة.
وتمت الدعوة لتشكيل حكومة وحدة لمكافحة انتشار الفيروس، خصوصا في ظل غياب ضمانات أن غانتس سيتمكن من تشكيل الحكومة.
وقال غانتس في وقت سابق بعد تكليفه رسميا تشكيل الحكومة “سأفعل كل ما بوسعي لتشكيل حكومة وطنية واسعة في غضون أيام قليلة”.
وكان نتنياهو قدم لخصمه غانتس، سلسلة من العروض لتشكيل حكومة وحدة، بما فيها التناوب على منصب رئيس الوزراء.
وقال نتانياهو الثلاثاء موجها حديثه لخصمه “بيني غانتس، هذه لحظة حاسمة للقيادة الوطنية والمسؤولية … دعونا نجتمع الآن ونشكل حكومة”.
ويواجه رئيس الوزراء المنتهية ولايته سلسلة اتهامات بالفساد وهي ادعاءات ينفيها ويصفها بمؤامرة حاكها خصومه ضده.
الأوزبزرفر العربي