اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القيادة العامة في الخرطوم
تمضي الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من سيئ إلى أسوأ، مع خروج مستمر لقادة الجيش من الخرطوم إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.
ولم يعلن الجيش السوداني تفاصيل مغادرة كباشي مقر القيادة العامة للقوات المسلحة التي ظل موجودا بداخلها منذ اندلاع الاشتباكات منتصف أبريل/نيسان الماضي، واكتفى بنشر فيديوهات تشير إلى وصوله قاعدة وادي سيدنا شمال أم درمان وتفقده للقوات، ومن ثم مغادرته إلى بورتسودان شرقي السودان بعد أن انتقلت الحكومة الاتحادية إلى هناك لإدارة البلاد.
وبحسب شهود عيان فإن اشتباكات جديدة اندلعت في محيط القيادة العامة للجيش السوداني، وسط العاصمة الخرطوم، اليوم الأحد، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان من المنطقة.
وقال شهود العيان إن قوات الدعم السريع قصفت مقر القيادة العامة للجيش، صباح الأحد، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، بعد أن غادرها نائب القائد العام للقوات المسلحة، شمس الدين كباشي، مساء السبت، وظهوره في قاعدة “وادي سيدنا” العسكرية أقصى شمال مدينة أم درمان شمالي العاصمة الخرطوم.
وفي 25 أغسطس/آب الماضي، أعلن الجيش السوداني انتقال القائد العام ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، من مقر القيادة العامة للجيش بعد أن ظل موجودا فيها لنحو 4 أشهر، إلى أم درمان ومنها إلى عطبرة وبورتسودان في عملية عسكرية.
وأكدت قوات “الدعم السريع” مرارا وتكرارا فرضها حصارا على قادة الجيش داخل القيادة العامة وسط العاصمة الخرطوم، وأنها لن تسمح لهم بالمغادرة على الإطلاق.
وأفاد شهود عيان باندلاع اشتباكات جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بالأسلحة الثقيلة في محيط سلاح المدرعات جنوبي العاصمة الخرطوم.
وقالت مواطنة سودانية، إن الاشتباكات والقصف العشوائي أديا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية إثر الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، والمياه، ورداءة خدمة الإنترنت.
وأشارت إلى أن المنطقة شهدت أيضا تحليقا للطيران العسكري، كما سمع دوي المدافع الثقيلة.
كما أفاد شهود بأن مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات عنيفة بين القوتين المتصارعتين، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.
وقال المواطن السوداني أزهري يوسف، إن محيط مقر الإذاعة والتلفزيون بمدينة أم درمان، شهد اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وأوضح ، أن قوات الدعم السريع ظلت تسيطر على مقر الإذاعة والتلفزيون منذ اندلاع القتال منتصف أبريل/نيسان الماضي، وترفض مغادرته، تحت أي ظرف من الظروف.
وحسب الشهود، فإن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا تحليقا للطيران العسكري، وسماع دوي المدافع الثقيلة، كما تم تدمير عدد من منازل بشكل جزئي أو كلي.
ومع استمرار الاشتباكات، أطلقت لجان طوارئ منطقة الفتيحاب بمدينة أم درمان نداء عاجلا لإنقاذ مواطني المنطقة التي تعاني من ترد بيئي وصحي وغذائي عام.
وذكرت لجان الطوارئ في بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية”، أن منطقة الفتيحاب إلى الآن مكتظة بالسكان ويتواجد بها ما يفوق الخمسين ألفا من المواطنين كتقدير أولي، ولم تتوقف أو تهدأ أصوات المعارك فيها إطلاقا حيث أنها منطقة تماس بين مناطق سيطرة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن ترد في مختلف جوانب الحياة المعيشية والصحية والبيئية.
وأشارت إلى إغلاق أغلبية المستشفيات والمراكز الصحية أبوابها ما عدا المستشفى والمراكز التي تشرف عليها غرفة الطوارئ، لكنها تعاني من انعدام لأغلب الأدوية المنقذة للحياة وأدوية الأمراض المزمنة وأدوات الإسعافات الأولية ومواد المختبرات، كما يعاني الكادر الطبي من الإجهاد وعدم حصوله على راتب لأكثر من 6 أشهر .
وأوضحت لجان الطوارئ أن منطقة الفتيحاب أصبحت منكوبة وشبح المجاعة قاب قوسين أو أدنى مما سيؤدي إلى فاجعة إنسانية، وطالبت كل المنظمات الدولية والإقليمية للتدخل الفوري لإنقاذ مواطني الفتيحاب وتفادي هذه الكارثة الإنسانية، مشددة على ضرورة فتح ممرات آمنة لدخول الأدوية والمواد الغذائية في أسرع وقت.
ويتبادل الجيش بقيادة البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.