اعتقال شقيق الملك سلمان بتهمة تدبير إنقلاب على ولي العهد
أفادت مصادر إعلامية عن قيام السلطات السعودية باعتقال ثلاثة أفراد من العائلة المالكة بينهم شقيق الملك سلمان وابن شقيقه لاتّهامهما بتدبير إنقلاب بهدف إطاحة ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان الحاكم الفعلي للبلاد.
وهذه الاعتقالات تأتي في سياق حسّاس بالنسبة إلى هذا البلد الذي يعتمد على النفط بدرجة كبيرة ويُواجه انخفاض أسعار الذهب الأسود وقد أُجبر في الآونة الأخيرة بسبب فيروس كورونا المستجد على تقييد الوصول إلى المواقع الإسلامية المقدسة التي تُعتبر مصدر دخل مهمًّا للمملكة.
واعتقل الحرس الملكي الجمعة شقيق الملك سلمان، الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، وابن شقيق الملك وليّ العهد السابق الأمير محمّد بن نايف من منزليهما لاتّهامهما بتدبير انقلاب لإطاحة ولي العهد، بحسب مصادر إعلامية.
كما اعتُقل أحد أشقّاء الأمير محمّد بن نايف، الأمير نوّاف بن نايف، بحسب ما أكّد المسؤولان اللذان اشترطا عدم ذكر اسميهما.
وأضافت المصادر داخل الحكومة السعودية، إنّه تمّ أيضًا اعتقال عسكريّين ومسؤولين في وزارة الداخليّة متّهمين بدعمهم.
وأثارت هذه الاعتقالات تساؤلات حول صحة الملك سلمان البالغ من العمر 84 عامًا واحتمال أن يخلفه محمّد بن سلمان قريبًا، لكنّ مصدرا قريبا من القادة السعوديين أكّد أنّ “الملك بصحّة جيّدة”.
وقالت المصادر إنّ ولي العهد “يمسك بزمام الأمور”، مشيرا إلى أنّ عمليّة التطهير تمّت “بعد تراكم السلوك السلبي من قبل الأميرين”، من دون أن يخوض في التفاصيل.
وأوردت مصادر إعلامية في وقت سابق أنّ الأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف اللذين كانا في الماضي مرشحين للعرش يواجهان عقوبة السجن مدى الحياة وصولا إلى احتمال الإعدام.
ولا يزال مكان احتجازهما مجهولاً.
وقالت المحللة السياسية في مؤسسة “راند” للدراسات في الولايات المتحدة بيكا فاسر تعليقا على التوقيفات الأخيرة إن “الأمير محمد بات أكثر جرأة، فسبق أن أزال أي تهديد أمام صعوده من دون أن تكون لذلك أيّ تبعات”.
وأضافت “هذه خطوة إضافية لتعزيز قوته ورسالة إلى الجميع، بمن فيهم أفراد العائلة المالكة، ألا يقفوا في طريقه”.
وقبيل عودته في تشرين الأول/أكتوبر 2018، أثار الأمير جدلا إثر ورود فيديو لقي انتشارا واسعا على الإنترنت، يردّ فيه على محتجين كانوا يهتفون شعارات منددة بآل سعود وبالتدخل العسكري السعودي في اليمن، قائلا “ما دخل آل سعود؟ هناك أفراد معنيون هم المسؤولون” مضيفا “المسؤولون هم الملك وولي العهد”.
واعتُبر هذا الكلام من الانتقادات النادرة الموجهة إلى كبار قادة المملكة، غير أن الأمير أحمد نفى ذلك واصفا هذا التفسير لكلامه بأنه “غير دقيق”.
وقالت مضاوي الرشيد الأستاذة الجامعية في لندن إن “اعتقال العديد من الأمراء الساخطين (…) يعكس استياء متزايدا من +الابن الملك+ بسبب هيمنته”.
الأوبزرفر العربي