اعتقال 76 ضباطاً في الجيش الإثيوبي بتهمة الخيانة
أصدرت الشرطة الفيدرالية الإثيوبية، اليوم الأربعاء، مذكرات اعتقال بحق 76 من ضباط الجيش البارزين، بينهم قيادات ورتب رفيعة، بتهمة الخيانة.
وأوضحت شبكة “فانا” التابعة للدولة، أن هؤلاء الضباط – بينهم لواءات وضباط كبار وصغار- على صلة بقادة إقليم تيغراي التي تخوض فيها صراعا داميا منذ أسبوعين تقريبا.
وقالت الشرطة الفيدرالية، إن أمرا قضائيا صدر لاعتقال ومحاكمة قادة كانوا يخططون للإطاحة بالحكومة في ولاية تيغراي، وبناء عليه أصدرت مذكرات توقيف بحق عدد من كبار وصغار ضباط الجيش وأيضا بعض ضباط الشركة بتهمة التآمر لارتكاب الخيانة العظمى.
وأضافت أن الجهود جارية لمحاكمة المشتبه بهم الآخرين المتورطين في مؤامرة لزعزعة استقرار البلاد وتقديمهم للعدالة. نشرت “فانا” قائمة بأسماء وصور الضباط المتهمين بالتآمر ضد الدستور والقانون.
وقالت مفوضية الشرطة الفيدرالية في بيانها إن الجنرالات وكبار الضباط العسكريين والمرؤوسين المذكورين مطلوبون من قبلها لكونهم جزء من مؤامرة لزعزعة استقرار البلاد.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قد أعلن قبل نحو أسبوعين، الحرب على الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، بعدما قال إنها هاجمت معسكرا للجيش وحاولت سرقة معداته.
وتخوض القوات الاتحادية منذ الرابع من نوفمبر قتالا مع قوات تيغراي أودى بحياة المئات على الجانبين وهز منطقة القرن الإفريقي، وأثار احتكاكات عرقية في مناطق أخرى في إثيوبيا، كما تسبب في فرار نحو 30 ألفا إلى السودان.
في المقابل، أكد الحكام المحليون لتيغراي شمال البلاد أنهم لن يستسلموا أبدا للقوات الاتحادية وسيهزمونها قريبا. وقالت الحكومة المحلية في بيان مطول بشأن حالة الحرب التي تهز القرن الأفريقي “تيغراي هي الآن جحيم لأعدائها”.
يشار إلى أن هذا الصراع المستمر أدى إلى نزوح الآلاف إلى السودان المجاور. فقد أعلن مدير مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في السودان اليوم ارتفاع عدد اللاجئين الإثيوبيين إلى 27 ألف لاجئ.
إلى ذلك، تحدث بعض النازحين من الإقليم المتمرد عن مهاجمتهم من قبل ميليشيات إقليم أمهرة المجاور لاعتبارات عرقية.
بينما شددت لجنة الطوارئ الإثيوبية المشكلة للتعامل مع الأزمة في بيان على شجب “الحكومة الاتحادية بأقوى العبارات التوصيف الخاطئ لهذه العملية، والاتهامات التي وجهت إليها بالانحياز العرقي أو أي انحياز آخر”.
وكانت الأمم المتحدة أطلقت أمس الثلاثاء تحذيراً من أزمة إنسانية منتظرة عند الحدود بين إثيوبيا والسودان.
يذكر أن حركة تحرير شعب تيغراي كانت تسيطر على السلطة في إثيوبيا، حتى مجيء رئيس الوزراء آبي أحمد (44 عاماً) في 2018، وهو من عرقية أورومو، أكبر عرقية في البلاد وكان قائدا عسكريا ضمن قوات تيغراي حتى توليه السلطة عام 2018.
ويمثل سكان الإقليم المتمرد خمسة بالمئة من إجمالي سكان إثيوبيا. وهيمنت جماعتهم العرقية على القيادة السياسية في البلاد منذ 1991 وحتى 2018.
الأوبزرفر العربي