اعلان التعبئة العامة في جمهورية دونيتسك
موسكو تستدعي الاحتياط وقواتها تتخذ وضعية الهجوم
أعلن رئيس جمهورية دونيتسك دينيس بوشيلين، التعبئة العامة في الجمهورية، متهماً القوات الأوكرانية بقصف مدينة دوكوتشاوفسك وبلدة زايتسيفو بضواحي مدينة غولفكا بقذائف هاون من عيار 120 ملم، التي يحظر استخدامها بموجب اتفاقيات مينسك لتسوية النزاع، فيما قال رئيس المجلس الدوما الروسي أن بلاده مستعدة للدفاع عن مواطنيها في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وقال بوشيلين في كلمة مصورة، اليوم السبت: “أدعو أبناء الوطن من هم في الاحتياط للحضور إلى المكاتب العسكرية. وقعت اليوم مرسوما بشأن التعبئة العامة”.
وأضاف أن القوات الأوكرانية تستخدم قذائف الهاون وقاذفات القنابل اليدوية والمنظومات الصاروخية المتنقلة في قصف أراضي الجمهورية، مضيفا أن قوات الشرطة الشعبية تردع العدو بإطلاق النار عليه.
وكانت سلطات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك قد أعلنتا أمس الجمعة، عن بدء عملية إجلاء مؤقت لمواطنيهما إلى مقاطعة روستوف الروسية بسبب التهديد المتزايد من جانب كييف. وتخص عملية الإجلاء بالدرجة الأولى النساء والأطفال والمسنين.
وتتهم جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين (المعلنتين من طرف واحد)، القوات المسلحة الأوكرانية بقصف مختلف المناطق في دونباس بقذائف محظورة بموجب اتفاقيات مينسك.
وحذرت سلطات دونيتسك من خطر انقطاع إمدادات المياه عن 40 نقطة سكنية بسبب القصف.
وفي جمهورية لوغانسك الشعبية المعلنة ذاتيا، قالت السلطات إنه خلال الـ24 ساعة الماضية، سجلت الجمهورية 31 انتهاكا لنظام وقف إطلاق النار من قبل التشكيلات المسلحة لأوكرانيا بأسلحة محظورة بموجب اتفاقيات مينسك.
موسكو مستعدة للدفاع عن مواطنيها
من جانبه، قال رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إن موسكو لا تريد الحرب، لكنها مستعدة للدفاع عن مواطنيها في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد.
وكتب فولودين على قناته في تليغرام: “زيلينسكي (رئيس أوكرانيا) يستفز لبداية حرب كبرى، وبدون دعم خارجي من غير المرجح أن يتخذ مثل هذه الخطوات، التي من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب في وسط أوروبا”.
وشدد فولودين على أن اتهامات واشنطن لروسيا هي “استفزاز متعمد لتضليل المجتمع الدولي”، مضيفا أنه إذا بدأت الحرب، فإن أوروبا هي التي ستصبح ساحة للقتال.
موسكو تستدعي الاحتياط
في وقت تتجه أنظار العالم بأسره إلى الحدود الروسية الأوكرانية، وسط محاولات دولية لتخفيف التصعيد، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي باستدعاء الاحتياط من المواطنين الروس للتدريب العسكري.
وجاء في الوثيقة التي نشرت على البوابة الرسمية للمعلومات القانونية على الإنترنت، أنه تمت دعوة مواطني روسيا الموجودين في قائمة الاحتياط لعام 2022 للخضوع لتدريب عسكري في القوات المسلحة الروسية، ووكالات أمن الدولة ووكالات خدمات الأمن الفيدرالية.
إلى ذلك، وجّه مجلس الوزراء السلطات المعنية إلى ضمان تنفيذ الإجراءات المتعلقة بدعوة المواطنين إلى معسكرات التدريب، وعقد هذه المعسكرات التدريبية المحددة في الوثيقة نفسها.
القوات الروسية في وضعية الهجوم
جاءت هذه التطورات بينما أعلن مسؤول في البنتاغون الجمعة، أن أكثر من 40% من القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا اتخذت وضعية هجومية.
وقال المسؤول طالباً عدم كشف هويته، إنّ الولايات المتحدة التي تقدّر عدد القوات الروسية المنتشرة حالياً شمال أوكرانيا وشرقها وجنوبها بأكثر من 150 ألف جندي، رصدت منذ الأربعاء تحركات لقوات روسية باتجاه الحدود.
كما أضاف أمام صحافيين أنّ ما بين 40% إلى 50%” من تلك القوات اتّخذت وضعية هجومية، وانتشرت في نقاط تجمّع تكتيكية في اليومين الأخيرين.
وأوضح أن نقاط التجمّع التكتيكية هي مناطق قريبة من خط الجبهة تتجمّع فيها وحدة عسكرية قبل شنّ هجوم.
إلى ذلك، تابع قائلا إن لدى موسكو الجمعة 125 كتيبة عسكرية قرب الحدود الأوكرانية مقارنة بـ60 كتيبة في الأوقات العادية و80 كتيبة في أوائل شباط/فبراير.
مناورات استراتيجية
يذكر أن بوتين سيشرف اليوم السبت على مناورات “للقوات الاستراتيجية” تشمل إطلاق صواريخ باليستية وعابرة.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن بوتين سيراقب التدريبات من غرفة العمليات بوزارة الدفاع وسيشرف على تدريبات إطلاق الصواريخ بنفسه.
كذلك أوضحت الوزارة أنها كانت قد خططت لإجراء المناورات منذ فترة للتحقق من جاهزية القيادة العسكرية الروسية والأفراد، وكذلك للتحقق من مدى موثوقية أسلحتها النووية والتقليدية.