افتتاح أولمبياد باريس يشعل غضباً عالمياً لما تضمنه من إساءة للأديان

أشعلت فقرة في حفل افتتاح أولمبياد باريس، غضباً عالميًا بسبب ما تضمنته من إساءة للسيد المسيح، وما عتبرته المؤسسات الدينية إزدراء للأديان.

حاكى راقصون لوحة “العشاء الأخير” لليوناردو دافنشي، لكن العرض تضمن إشارات إلى المتحولين جنسياً والشواذ، مما أثار حفيظة المحافظين والمؤسسات الدينية في العالم.

ظهر في العرض راقصون يمثلون مجتمع المتحولين، مما اعتبر إقحاما لهذه المسألة الجدلية في أكبر حدث رياضي في العالم، بينما اعتبر كثيرون العرض “مسيئا”.

حاول حساب البطولة على منصة “إكس” التبرير، بقوله: إن العرض كان “تفسيرا للإله اليوناني ديونيسوس، لجعلنا ندرك عبثية العنف بين البشر”.

هذا التبرير المبدئي لم يخفف الانتقادات، مما دفع منظمي دورة الألعاب الأولمبية في باريس للاعتذار، خصوصًا بعد استنكار مؤتمر أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية “مشاهد السخرية” التي قالوا إنها تسخر من المسيحية.

لا يحترم مشاعر المؤمنين

أدان الأزهر الشريف، المشاهد التي تصدرت افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، والتي تسيء للسيد المسيح في صورة مسيئة.

وقال الأزهر في بيانه: “يدين الأزهر الشريف هذه المشاهد التي تصدرت افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بباريس، وأثارت غضبا عالميا واسعا، وهي تصور السيد المسيح عليه السلام في صورة مسيئة لشخصه الكريم، ولمقام النبوة الرفيع، وبأسلوب همجي طائش، لا يحترم مشاعر المؤمنين بالأديان، وبالأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة”.

وأضاف البيان: “ويؤكد الأزهر رفضه الدائم لكل محاولات المساس بأي نبي من أنبياء الله، فالأنبياء والرسل هم صفوة خلق الله، اجتباهم وفضلهم على سائر خلقه ليحملوا رسالة الخير للعالمين، ويُؤمن الأزهر ومِن خلفه ما يَقرُب من ملياري مُسلم بأن عيسى عليه السلام هو رسول الله ﴿وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ [النِّساء: 171]، وسَمَّاه الله في القرآن الكريم: ﴿وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [آل عمران: 45]، وعده من أُولي العزم من الرسل، ويؤمن المسلمون بأن الإساءة إليه عليه السلام، أو إلى أي نبي من إخوانه عليهم السلام؛ عار على مرتكبي هذه الإساءة الشنيعة ومن يقبلونها”.

كما حذر الأزهر في بيانه العالم من “خطورة استغلال المناسبات العالمية لتطبيع الإساءة للدين، وترويج الأمراض المجتمعية الهدامة والمخزية، كالشذوذ والتحول الجنسي، وينادي بضرورة الاتحاد للتصدي في وجه هذا التيار المنحرف المتدني، الذي يستهدف إقصاء الدين، وتأليه الشهوات الجنسية الهابطة التي تنشر الأمراض الصحية والأخلاقية، وتفرض نمط حياة حيوانية تُنافي الفطرة الإنسانية السليمة، وتستميت في تطبيعه وفرضه على المجتمعات بكلل السبل والوسائل الممكنة وغير الممكنة”.

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

ومن جانبها، أعربت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، عن استيائها واستنكارها البالغين، مما تضمنه حفل افتتاح أولمبياد باريس ٢٠٢٤، من تجسيد مشهد العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه.

وأكدت الكنيسة أن “هذه الإساءة تستدعي اعتذارًا واضحًا وجادًّا من الهيئات المنظمة لأولمبياد باريس ٢٠٢٤، لكل المسيحيين الذين استاءوا من هذا المشهد المؤسف، الذي شاب ما كنا نظن أنه عرس رياضي عالمي من شأنه أن يدخل الفرح والبهجة على قلوب جميع المشاركين والمشاهدين، مع ضمانات كافية لعدم تكرار مثل هذه التصرفات المسيئة”.

جريمة نكراء

يرى الدكتور السيد سليمان، من علماء الأزهر الشريف، أن ما حدث في افتتاح أولمبياد باريس “جريمة نكراء، وتعد من أكبر الجرائم التي ارتكتبت ضد الإنسانية، فازدراء الأنبياء من أكبر الجرائم، لأن الله طالبنا بأن نجل الأنبياء ونقدرهم ونحترهم”.

وأضاف سليمان، أن هذه الجريمة تشتمل على عدة جرائم: التقليل من حق الرسل المصطفين من عند الله، وازدراء الأديان”.

وقال سليمان، إن المسلم إذا أساء لأحد الأنبياء لقيل عنه أنه كفر، لأن الاستهزاء بالرسل كفر، مطالبًا المسلمين بالدفاع عن كافة الأنبياء ورفض أي استهزاء لهم.

عدوى الإساءة للمقدسات الدينية

من جانبه اعتبر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن ما حدث عبارة عن جريمة ازدراء أديان.

وطالب كريمة، بإصدار وثيقة دولية لتجريم الإساءة إلى المقدسات الدينية، حتى لا تنتشر عدوى الإساءة للمقدسات الدينية أيا كانت تحت عباءة الحرية والإبداع الثقافي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى