الأتراك يرفضون سياسات حزب أردوغان
اعتبرت صحيفة “لاكروا” الفرنسية أن حزب أردوغان الحاكم في تركيا فقد قاعدته الشعبية، كما تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوى بداية من 23 يونيو/حزيران الماضي، بعد خسارة الانتخابات البلدية في إسطنبول.
ورأت الصحيفة أن هذه الخسارة بمثابة تصويت على سياسات أردوغان التي تعكس ضعف الحزب الحاكم في تركيا، فضلاً عن الانقسامات الواسعة التي ضربته بعد انشقاق كوادر بارزة لها ثقلها السياسي وأعلنت تأسيس حزب معارض لأردوغان.
وتحت عنوان “في تركيا، فقد حزب أردوغان زخمه”، استندت الصحيفة الفرنسية في تقريرها إلى استطلاع معهد ميتروبول التركي لدراسات الرأي العام.
وأظهر الاستطلاع أن أكثر من 60% من الأتراك يعارضون سياسات حزب العدالة والتنمية، ويرفضون الصلاحيات الواسعة لأردوغان، خاصة بعد فضح فساده وإعلان أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، بث جلسات البلدية على الهواء، لكشف تلاعب حزب أردوغان وعرقلة مهامه.
ولفتت الصحيفة إلى أن إمام أوغلو فاز مرتين في الانتخابات الأولى والإعادة، وألحق هزيمة ساحقة بحزب أردوغان، موضحة أنه منذ ذلك الحين، أراد إمام أوغلو تقديم إدارة جديدة للمدينة أكثر “شفافية”، وقرر بث الجلسات البلدية على الهواء مباشرة.
وتابعت أنه: “في مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، جمع رئيس البلدية الجديد جميع سيارات البلدية (الخدمة، والحافلات الصغيرة، والشاحنات) لإظهار أن هناك الكثير من السيارات التي تفوق احتياجات المدينة.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن نائب مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي ديدييه بيلون قوله: “إن الإجراء الذي قام به إمام أوغلو هدفه تسليط الضوء على تبديد حزب “العدالة والتنمية” لأموال البلدية”.
ووفقاً للصحيفة فإن الوضع داخل حزب أردوغان تغير منذ 3 أشهر، مشيرة إلى أن العديد من المؤسسين استقالوا خلال هذا الصيف، وكان أبرزهم علي باباجان، نائب رئيس الوزراء، الذي يحظى باحترام كبير داخل الشارع التركي.
وتلاه الرئيس السابق عبدالله جول، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أغلو، اللذان يمثلان أحد مؤسسي الحزب، الذي أعلن مغادرته الحزب في 13 سبتمبر/أيلول الجاري.
وكان داود أوغلو وجّه انتقادات لاذعة للحزب، واصفاً السلطات التركية بـ”الحكم السيئ” والسياسة المتعجرفة”، كما أعرب عن أسفه بقيام حزب العدالة والتنمية بإعادة الانتخابات البلدية في إسطنبول، وعدم الامتثال إلى الأمر الواقع للديمقراطية، وفقاً للصحيفة.
من جانبه، قال الباحث بمعهد العلوم السياسية بجرينوبل الفرنسي، جون ماركو، إن “الرعيل الأول للحزب يقفزون من السفينة”، داعين لإجراء الإصلاحات اللازمة لدخول الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف ماركو أن انشقاقات كوادر العدالة والتنمية ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه أردوغان، إنما تزايد سخط الناخبين.
وأضاف: “ذلك ظهر بوضوح خلال الانتخابات البلدية واستطلاعات الرأي حول شعبية أردوغان، التي أكدت أن 60% ممن شملهم الاستطلاع يعارضون نظام السياسة المفرطة للرئيس الحالي بتوليه رئاسة البلاد والحكومة والحزب الحاكم والقائد الأعلى للقوات المسلحة التركية”.
وأكد الباحث الفرنسي أن على أردوغان التطهير داخل حزبه وتغيير سياساته لاستعادة شعبيته، إما أن الوضع سيتغير بالكامل بتغير النظام التركي في انتخابات مبكرة، لافتاً إلى أن أحمد داود أوغلو وعلي باباجان يخططان لإطلاق حركتهما السياسية، وسيؤدي رحيلهما إلى خسارة الحزب الكثير من أصوات الناخبين.