الأحزاب التونسية تدعو للتظاهر مطالبة بمحاسبة الإخونجية وحفائهم
دعت عدد من الأحزاب السياسية التونسية، للتظاهر الأحد المقبل، من أجل دفع السلطات التونسية على محاسبة الإخونجية وحلفائهم بسبب تورطهم في أعمال إرهابية بالبلاد.
ومن بين الأحزاب التي ستتظاهر (التحالف من أجل تونس) و(حركة تونس إلى الأمام) و(التيار الشعبي) و(حركة الشعب) و(حراك 25 يوليو)، إضافة إلى أنصار مسار 25 يوليو وأنصار الرئيس التونسي قيس سعيد.
وبالتزامن مع دعوة الأحزاب للتظاهر السلمي والتي ستزيد من عزلتهم الإخونجية، سارع تنظيم الإخونجية بعقد مؤتمر صحفي الخميس، تحت غطاء الجبهة الجديدة التي اقترحها رئيس حزب أمل أحمد نجيب الشابي والتي أطلقوا عليها اسم “جبهة الخلاص”، للتشويش على هذه التحركات.
حل الأحزاب
وقال أحمد نجيب الشابي اليوم الخميس، إن السبب وراء عقد جبهة الخلاص الوطني لمؤتمر صحفي طارئ اليوم هو علمها بأن السلطات التونسية تستعد لحل الأحزاب وإيقاف قياداتها وعدد من الشخصيات السياسية ووضعهم قيد الإقامة الجبرية.
وأحمد نجيب الشابي هو محامٍ ذو توجهات يسارية وحليف لحركة النهضة الإخونجية، وقد وظفته الحركة وتختبئ وراءه بعد احتراق جميع أوراقهم.
وظل الشابي حليفا قويا للإخونجية ومتحالفا معهم منذ عام 2005، من خلال “تحالف 18 أكتوبر”، حيث عمد إلى بعث حركة سياسية ساهمت بشكل كبير في تطبيع العلاقة بين الحركة الإخونجية والمجتمع التونسي.
لكن بعد 14 يناير/ كانون الثاني 2011 تنكرت حركة النهضة الإخونجية لنجيب الشابي، حليفها التاريخي بأن فضلت أن تدفع بالمنصف المرزوقي إلى رئاسة قصر قرطاج، وأطلقت عليه ذبابها الإلكتروني في حملات مستمرة لتقزيمه والاستهانة بتاريخه.
ولعل هذا ما جعل أحمد نجيب الشابي، يعارض حركة النهضة لفترة قصيرة، قبل أن يعود بعد إجراءات 25 يوليو/تموز 2021، التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد، لمغازلة الإخوان وطرح نفسه بديلا لتعويض خساراتها.
وأمام ادعاءات الشابي التي أعلن عنها الخميس، فقد خرجت انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، حيث أعاد المتحدث الرسمي باسم حزب التيار الشعبي محسن النابتي التذكير عبر فيسبوك بكلمات القيادي الإخونجي المصري محمد البلتاجي حين قال: “يتوقف الإرهاب في سيناء حين يتوقف الإرهاب”.
بلتاجي تونسي
لكن النابتي اعتبر أن الفارق النوعي بين إخونجية مصر وتونس هو عجزها عن الحشد لـ”رابعة التونسي” أو ظهور “بلتاجي تونسي” بين صفوفها فاستعاضت عنهما بنجيب الشابي.
واعتبر أن الشابي أعاد إنتاج ما قاله البلتاجي بصيغة تونسية.. “لا للمحاسبة من أجرموا في حق الشعب والبلاد في مقابل توقف الحرائق”.
وتابع: “الجميع يتساءل ما سر هذه الهستيريا؟.. حرائق وتسريبات.. السر هو ما قاله نجيب سواء كانت معلوماته صحيحة من أن ملفات قاسية مثل تبييض الأموال ودعم الإرهاب والتخابر على أمن الدولة واختراق أجهزتها وغيرها مما كشفته هيئة الدفاع سيتم البت فيها وستؤدي حتما لما ذهب إليه”.
بدوره، قال عبد المجيد الهمامي الناشط على مواقع التواصل إن نجيب الشابي وصل إلى قمة الهذيان؛ حيث يدعي أن لديه معلومات مؤكدة وأن أنصاره سيتصدون لأي إجراءات تتخذها السلطات وسيدعو الشعب التونسي للتصدي لهذا المخطط.
وقال عبر فيسبوك: “إذا حدثت فوضى يوم 8 مايو فهي صادرة عن أنصار الشابي ومحيطه والذين سيندسون داخل أنصار قيس سعيد وأنصار دولة الشعب الذين سيكونون في الشارع يوم 8 مايو”.
ولفت إلى أن نجيب الشابي يطلب بلغة مبطنة الشعب للتقاتل بالادعاء بوجود مخططات دموية لقيس سعيد لذلك مطروح على القيادات الميدانية للتحرك الانتباه لمثل هؤلاء وأن تكون تحركات سلمية داعية للمحاسبة.
ومضى في تحذيره: “هم صنيعة مخابرات وبمقدورهم إنجاز المهمات القذرة”.
تبييض الأموال والسرقة
ومنذ أسبوعين، أعلن نجيب الشابي عن مسار تشكيل جبهة باسم جبهة “الخلاص” تضم 10 مكونات سياسية إخونجية، أو موالية للتنظيم (5 أحزاب و5 تنظيمات).
ويتعلق الأمر بحركة النهضة، وقلب تونس (حزب نبيل القروي) وائتلاف الكرامة الإخونجي، وحراك تونس الإرادة (حزب المنصف المرزوقي) وحزب الأمل، بالإضافة إلى خمسة مجموعات سياسية أخرى منها “مواطنون ضد الانقلاب” و”توانسة من أجل الديمقراطية” (أنصار الإخونجية).
وهذه الأحزاب المشكلة للحلف الجديد، هي التي كانت ممثلة في البرلمان المنحل يوم 30 مارس/آذار الماضي، وتتهم بفضائح فساد المالي، وجرائم إرهاب، وبتبييض الأموال والسرقة.
ومنذ حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، أطلق المتابعون للشأن السياسي على نجيب الشابي اسم ”نجيب الله”، إشارة إلى ارتمائه منذ ثمانينات القرن الماضي في أحضان الإخونجية، حيث كانوا ينشطون تحت جناح حزبه ”الحزب الديمقراطي التقدمي”، ليقوم من خلاله بعملية تبييض القيادات الإخونجية.