الأخدود الأفريقي وحركة الزلازل.. ما الجديد؟
التحركات للطبقات الأرضية في منطقة القرن الأفريقي، توحي بأن هناك ما سيحدث في المستقبل القريب.
فالمنطقة التي تضم عدداً من البراكين في إقليم العفر ذي البيئة الجغرافية الفريدة، وبينها الراكدة والمشتعلة (عرتلي وغيرها)، كانت قد أحدثت حراكاً قبل نحو 10 أعوام وتصاعدت منها الأدخنة التي عطلت حركة الطيران والملاحة الجوية حتى مناطق بعيدة عن الشرق الأوسط وأفريقيا خوفاً من تطور الأمر.
وخلال السنوات الماضية أدت تحركات الأرض في تلك المنطقة لظهور بحيرة مالحة في منطقة شرق إثيوبيا بالقرب من مدينة متاهرة، التي أطلق عليها اسم بحيرة “بسقا”، ومع مرور الوقت توسعت بصورة كبيرة وابتلعت الطريق الأسفلتي الرئيسي وطريق سكك حديد إثيوبيا – جيبوتي.
وعلى الرغم من ذلك لم يقم الخبراء بدراسة تلك الظواهر وما ستحدثه مستقبلاً في المنطقة الشرقية لأفريقيا.
فقط كانت بعض الكتابات والمقالات من بعد، تحاول ربط أي تحرك جيولوجي أرضي بملف سد النهضة الإثيوبي الكبير، وما قد يحدث له مستقبلاً، كنوع من عملية التخويف تجاه هذا المشروع العملاق، على الرغم من أن منطقة بني شنقول قمز بغرب إثيوبيا، لم تسجل أي هزات أرضية على مدى قرون.
وخلال الأشهر الأربعة الماضية ضربت هزات أرضية مناطق في جنوب إريتريا (مناطق مصوع الإريترية وما حولها)، كما تعرضت مناطق من شمال إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا كذلك لزلازل، وهي العملية التي تكررت هذا الأسبوع.
وقد أفادت مراكز رصد الزلازل بأن زلزالاً بقوة 5 درجات على مقياس ريختر ضرب مناطق من جنوب إريتريا، وشمال وأواسط إقليم تيغراي، ومدن وغرو في جنوب الإقليم، وعدوة وأكسوم ومغلي في أواسط الإقليم.
والهزات التي حدثت للمرة الثانية خلال الأشهر الأربعة الماضية تنبئ بحدوث حراك أرضي كبير في تلك المنطقة، ومن المتوقع أن يكون هناك تطور في تلك المنطقة التي يمر عبرها الأخدود الأفريقي.
وهي تنبؤات كانت قد نشرت قبل أكثر من 10 أعوام، وفي حال تكررت الزلازل قد تؤدي لظهور قناة مائية تمر عبر الأخدود الأفريقي في المنطقة، وهو ما يحدث الآن بعد ظهور بحيرة متصلة بالبحر الأحمر عبر قناة أرضية.
وتحتاج التحركات الجغرافية والأرضية لدراسة مستفيضة لمعرفة مستقبل المنطقة تفادياً لأي أضرار قد تحدث، وربما قد يكون لتلك الدراسة فوائد كبيرة مستقبلاً، لوضع استراتيجية في حال حدوث أي حراك أرضي كبير مستقبلاً.
وأي زلازل أو هزات أرضية أخرى كبيرة في هذه المنطقة، قد يكون لها تأثير كبير على شعوب دول المنطقة، التي ترتبط مع بعضها بالعديد من العناصر الجغرافية والحياتية.