الأردن يحذر إسرائيل من تهجير الفلسطينيين
"سيشكل خرقاً لاتفاقية السلام وإعلاناً للحرب"
حذر رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، الأحد، من إن التهجير القسري للفلسطينيين، سيشكل “خرقاً” لاتفاقية السلام بين بلاده وإسرائيل، ويمثل إعلاناً للحرب على الأردن.
وأضاف الخصاونة في مقابلة مع تلفزيون “المملكة” الأردني: “هذا أمر يشكل خطاً أحمر لن نقبل ولن نرضى به، وسننظر إليه بوصفه إخلالاً جوهرياً ببنود معاهدة السلام، وتصفية للقضية الفلسطينية، وبوصفه يعيدنا إلى حالة اللا سلام وبوصفه إعلاناً للحرب علينا”.
كما اعتبر أن أي تهجير يشكل “تصفية” للقضية الفلسطينية، مشدداً على أن حل الدولتين هو “الحل الوحيد، ولا يمكن القفز عنه” للقضية.
وذكر الخصاونة، قبل ساعات، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية “بترا”، أن هناك “خطوطاً حمراء” في الضفة الغربية، ومن ضمنها “عنف الإسرائيين وأي محاولات لتغيير الواقع التاريخي القائم” في الأماكن المقدسة.
وأوضح رئيس الوزراء الأردني أن “التحصين الذي تحظى به إسرائيل من بعض الدول يزول تدريجياً”، مشيراً إلى أن “الأردن ساند الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة”، معتبراً أن “حل الدولتين هو الحل الوحيد، ولا يمكن القفز عنه”.
حل الدولتين
وكان ملك الأردن عبد الله الثاني، قال في منتصف نوفمبر الجاري، في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، إن القيادة الإسرائيلية التي لا ترغب في سلوك طريق السلام على أساس حل الدولتين، لا يمكنها أن توفر الأمن لشعبها.
وأضاف الملك عبد الله: “لا يمكن للإسرائيليين الاعتقاد بأن الحلول الأمنية وحدها ستضمن سلامتهم واستمرارهم في حياتهم كالمعتاد، بينما يعيش الفلسطينيون في البؤس والظلم”، مشدداً على أن الوعد بمستقبل سلمي سوف يغيب عن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء مع غياب الأفق السياسي.
وتساءل ملك الأردن عن وجود أي بدائل واقعية لحل الدولتين، مؤكداً أنه من الصعب تخيل أي منها. وأوضح أنه “من شأن حل الدولة الواحدة أن يجبر هوية إسرائيل على استيعاب الهويات الوطنية المتنافسة. ومن شأن حل اللا دولة أن يحرم الفلسطينيين من حقوقهم وكرامتهم”.
وأشار إلى أن إسرائيل أصيبت في السابع من أكتوبر “بجرح، وصُدمت بشدة بسبب سقوط أكثر من ألف إسرائيلي، بمن فيهم نساء وأطفال، على يد حماس”.
واستدرك أنه “منذ ذلك الحين، قُتِل الآلاف من الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي العشوائي على غزة. وآلاف الأطفال يلقون حتفهم تحت أنقاض المنازل والمدارس والمستشفيات المدمرة في غزة”. وتساءل قائلاً: “باسم إنسانيتنا المشتركة، كيف يمكن قبول هذه الأعمال الوحشية وعمليات القتل؟”.
وحذر العاهل الأردني من بقاء الوضع كما هو عليه خلال الأيام المقبلة، قائلاً إن من شأن ذلك أن يزيد “التطرف والانتقام والاضطهاد ليس في المنطقة فحسب، بل في جميع أنحاء العالم”. وقال: “ستحاول الأجندات والأيديولوجيات السياسية الشريرة استغلال الدين”.
وتابع: “ليس هناك نصر في المذبحة التي نشهدها، ولن ينتصر أحد إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم ودولتهم. وهذا فقط سيكون بمثابة نصر حقيقي للسلام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وسيكون أيضاً، أكثر من أي شيء آخر، انتصاراً لإنسانيتنا المشتركة”.