الأردن يفتح مكتب اتصال لحلف “الناتو” على أراضيه

أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن عن إنشاء مكتب اتصال لحلف شمال الأطلسي”الناتو” في المملكة، وبما يسهم في تعزيز علاقات التعاون المشترك مع الحلف.

وقالت الوزارة، في بيان إن الخطة تعمل على تعزيز نهج التعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواكبة تطورات المشهد الأمني والإقليمي والعالمي، وحرصت هذه الخطة على إظهار التزام الحلف بتعزيز التعاون مع دول الجوار الجنوبي، من خلال إنشاء مكتب اتصال للحلف في الأردن.

واعتبر حلف شمال الأطلسي في إعلان قمة واشنطن أن روسيا تظل “التهديد الأكبر” لأمن الحلف، إلا أنه أعرب عن استعداده للحفاظ على قنوات الاتصال مع موسكو لمنع التصعيد.

أثارت خطوة إعلان حلف “الناتو” عن فتح مكتب في العاصمة الأردنية عمان، جدلا واسعًا عن دلالات الخطوة وأهدافها، وتأثيرها على موقف الأردن من القضايا الإقليمية.

وزعم أعضاء حلف الناتو، أن الناتو يهدف إلى تعزيز وجوده في الشرق الأوسط وأفريقيا بذريعة “دعم السلام” في المنطقةK وجاء في بيان مشترك لأعضاء الحلف: “يوفر الجوار الجنوبي لحلف شمال الأطلسي فرصا للتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وتابع: “من خلال شراكتنا، نسعى جاهدين للمساهمة في تحقيق قدر أكبر من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعزيزالسلام والازدهار في المنطقة”.

وقال مراقبان إن هذه الخطوة تأتي في سياق تعزيز الشراكة مع الأردن بسبب أهمية البلاد السياسية والاستراتيجية، مؤكدين أنه لن يؤثر على موقف الأردن من القضايا الإقليمية.

تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والناتو

واعتبر حمادة أبو نجمة، الخبير السياسي والقانوني الأردني، إن مكتب الناتو يتيح قنوات تواصل رسمية منتظمة بين الأردن والحلف لتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، والتطورات الدولية.

وبحسب حديث أبو نجمة، يُسهل المكتب التعاون في مجالات محددة مثل التدريب العسكري، وتبادل المعلومات، وإدارة الأزمات، والتخطيط لحالات الطوارئ، ويساهم في تنفيذ برامج الشراكة القائمة بين الأردن والناتو، مثل عقد المؤتمرات والدورات وبرامج التدريب في مجالات متعددة.

وعن دلالات إنشاء هذا المكتب، قال إنه يمثل اعترافًا من قبل الناتو بدور الأردن المحوري فيتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي، فالمكتب يُمثل خطوة هامة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن وحلف الناتو، التي تمتد منذ عام 1996، ومن الممكن أن يُصبح المكتب منصة للحوار الإقليمي حول العديد من القضايا، بما يشمل دول مبادرة الحوار المتوسطي.

وتابع: “من المهم التأكيد على أن وجود مكتب اتصال الناتو في عمان لا يعني أن الأردن سيصبح جزءًا من سياسات الناتو أو شريكا فيها، فالأردن يهتم بتعزيز علاقاته مع مختلف الدول والمنظمات الدولية، بما في ذلك حلف الناتو، من منطلق تحقيق مصالحه الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأشار إلى أن المكتب لن يؤثر على سياسات الأردن في المنطقة والعالم، وخاصة موقفه من الصراع العربي الإسرائيلي، ومن المستبعد تماما أن يتخلى الأردن عن مواقفه تجاه أي قضية نتيجة إنشاء هذا المكتب، بما في ذلك الصراع العربي الإسرائيلي، ولطالما أكد الأردن على تمسكه بحل الدولتين للصراع العربي الإسرائيلي، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه.

ويرى أبو نجمة، أن إنشاء مكتب اتصال الناتو لا يعد مؤشرا على أي تغيير في هذا الموقف الراسخ، ومن المؤكد أن يواصل الأردن دعم حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقريرالمصير، بل قد يسهم إنشاء هذا المكتب في إيجاد فرص جديدة من أجل التوصل إلى حل عادل للصراع.

خارطة جديدة للتحالفات

اعتبر الدكتور نضال الطعاني، المحلل السياسي الأردني والبرلماني السابق، إن الأردن يعتبر شريكا استراتيجيًا لحلف الناتو، وهذه الخطوة تطور إيجابي لعلاقات ممتدة وقابل البناء عليها مع الحلف.

وبحسب حديث الطعاني، تأتي هذه الخطوة وسط تطورات إقليمية ودولية جديدة، ومحاولات التموضع وإعادة ترتيب المنطقة ككل، ورسم خارطة جديدة للتحالفات في العالم.

وقال إن استهداف الأردن بالقرار يأتي في ظل أهميته الجيوسياسية، كعامل استقرار في المنطقة، على الصعيدين الدولي والإقليمي، ودوره في حماية الإرهاب والتطرف، وخبرته في مواجهة التهديدات العابرة للدول والحدود.

وأوضح أن اختيار الأردن كمقر للحلف، يأتي بسبب أهميته السياسية، ومكانه الجغرافي المهم وتوسطه العديد من البلدان في المنطقة، لا سيما دول الخليج والعراق وإسرائيل وسوريا، واعتباره حجر أساس لكل التحالفات الموجودة هناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى