الأزمات السياسية والاقتصادية تطيح برئيسة الحكومة البريطانية ليز تراس
المتحدثة باسم الخارجية الروسية تكتب تعليقاً ساخر على الاستقالة
بعد 6 أسابيع من تسلمها المنصب، أطاحت الأزمات السياسية والاقتصادية في بريطانيا برئيسة الحكومة ليز تراس، اليوم الخميس، ودفعتها على تقديم استقالتها من رئاسة الحكومة البريطانية ورئاسة حزب المحافظين، مؤكدة أنها ستبقى في منصب رئاسة ىالوزراء لحين اختيار خليفة لها.
وقالت تراس إنها ستقدم استقالتها من المنصب، وذلك تحت ضغط برنامجها الاقتصادي الذي أثار صدمة في الأسواق وقسم حزب المحافظين بعد 6 أسابيع فقط من تعيينها.
وأكدت تراس أنها لا تستطيع متابعة مهامها، مضيفة أن اختيار خليفة لها سيتم بانتخابات تجري خلال أسبوع.
وقالت تراس أمام 10 داونينغ ستريت “في ظل الوضع الحالي لا يمكنني إتمام المهمة التي انتخبني حزب المحافظين للقيام بها. لذا تحدثت إلى جلالة الملك (تشارلز الثالث) لإبلاغه باستقالتي من زعامة حزب المحافظين”.
وقالت تراس “لا يمكنني تنفيذ التفويض الذي انتخبت على أساسه”، رغم أنها تعهدت بالبقاء في السلطة قبل يوم واحد فقط، وقالت إنها “مقاتلة وليست مستسلمة”.
لكن تراس غادرت اليوم الخميس بعد أن أجبرت على التخلي عن العديد من سياساتها الاقتصادية وفقدت السيطرة على انضباط حزب المحافظين.
وترك رحيلها حزباً منقسما يبحث عن زعيم يمكنه توحيد الفصائل المتحاربة.
الدعوة لانتخابات عامة “فورا”
من جهته، دعا زعيم المعارضة البريطانية العمالي، كير ستارمر، الخميس إلى إجراء انتخابات عامة “فورا” بعد إعلان تراس استقالتها.
ردود روسي ساخر
في أول تعليق روسي على استقالة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، كتبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه “لم يسبق لبريطانيا قط أن شهدت رئيسا للوزراء مثلها”.
ووضعت زاخاروفا كلمة “عار” مشطوبة وكأنها استبدلتها بعبارة “رئيسة الوزراء”، للتشديد على الطابع الساخر لتعليقها.
واضافت: “ستبقى في الذاكرة خوذتها على الدبابة وأميتها الكارثية وجنازة الملكة مباشرة بعد استقبالها ليز تراس”.
وتضمن تعليق زاخاروفا إشارة إلى مقطع فيديو يظهر تراس وهي على متن دبابة وعلى رأسها خوذة، وكذلك إشارة ضمنية إلى فضيحة وقعت فيها تراس عندما قالت خلال محادثات جمعتها في فبراير الماضي بصفتها وزيرة للخارجية آنذاك، مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، إن بريطانيا “لن تعترف مطلقا” بسيادة روسيا على منطقتي فورونيج وروستوف، وهما مقاطعتان تقعان في جنوب غرب روسيا.
فرنسا والولايات المتحدة
في باريس، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله بحصول الاستقرار في بريطانيا بأسرع وقت.
وقال ماكرون: “تؤسفني استقالة ليز تراس وأتمنى ان تستعيد بريطانيا استقراراها السياسي في أسرع وقت ممكن”.
وفي واشنطن، قال كبير موظفي البيت الأبيض رون كلاين، الخميس، إن الولايات المتحدة ستكون على علاقة وثيقة مع من سيحل محل رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس التي أعلنت استقالتها اليوم الخميس.
وأضاف كلاين، في مقابلة مع قناة “إم.إس.إني.بي.سي” أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيصدر بيانا في وقت لاحق اليوم الخميس.
يشار إلى أنه قبل يومين، أعربت تراس عن “أسفها” لـ”أخطاء” ارتكبتها في الملفّ الاقتصادي، وذلك بعد ساعات قليلة على إعلان وزير المالية الجديد التراجع عن جميع الإجراءات الاقتصادية التي أعلنت سابقا.
ليز تراس تولت رئاسة الحكومة البريطانية في 6 سبتمبر الماضي، وهي آخر رئيسة وزراء في عهد الملكة الراحلة إليزبيث الثانية التي توفيت في 8 من الشهر ذاته.
وفي غضون 6 أيام فقط، فقدت اثنين من أبرز أربعة وزراء في الحكومة وجلست صامتة في البرلمان بينما أعلن وزير ماليتها الجديد إلغاء خططها الاقتصادية.
وواجهت رئيسة الوزراء البريطانية جلسة استجواب قاسية في مجلس العموم، الأربعاء، من أحزاب المعارضة رافضة لاستمرارها بسبب خطتها الاقتصادية.
وأثارت حزمة التخفيضات الضريبية غير الممولة التي تم الإعلان عنها في 23 سبتمبر اضطرابات في الأسواق المالية، وتراجع سعر صرف الجنيه الاسترليني وزادت تكلفة الاقتراض الحكومي في المملكة المتحدة، ما دفع بنك إنجلترا للتدخل لمنع وصول الأزمة إلى الاقتصاد الكلي وتعريض معاشات التقاعد للخطر.