الأسهم الأوروبية تقف عند أسوأ قيمة منذ عقدين
في أسوأ رقم منذ ما يقرب من عقدين، تقف قيمة طروحات الأسهم في الأسواق الأوروبية عند أدنى مستوى منذ 2003، حيث ترهق المستثمرين الأسواق العاصفة، والتضخم المرتفع، وأسعار الفائدة المتزايدة، وآفاق النمو الاقتصادي القاتمة.
وجمعت الطروحات العامة الأولية والثانوية 30 مليار دولار العام الجاري، وهو أسوأ رقم منذ ما يقرب من عقدين، وفق البيانات التي جمعتها “بلومبرغ”، وجاءت أكبر الصفقات من مبيعات حصص في شركات مثل “نورديا بنك” و”دويتشه بنك” و”باركليز” و”غلينكور”.
هزت أسواق الأسهم سلسلة من عمليات البيع الحادة والارتفاعات الوجيزة العام الجاري إذ تتطلع البنوك المركزية بشكل متزايد إلى رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم الجامح.
العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا أدت إلى تبديد أي شهية متبقية للمخاطرة، وكانت الاكتتابات العامة على وجه الخصوص قليلة، حيث إن غالبية عمليات الإدراج الأحدث تتداول بأقل من سعر الطرح.
مخاطر الركود الاقتصادي
وأصبحت توقّعات عائدات الأسهم الأوروبية أكثر صعوبة، حيث تلوح في الأفق مخاطر الركود الاقتصادي، وفقاً لمحللين إستراتيجيين في “مورغان ستانلي”.
كتب الاستراتيجيون، ومن بينهم روس ماكدونالد، في مذكرة: “لا نعتقد بأن السوق -أو أي قطاع في السوق- مُسعَّر على أساس حدوث ركود. تعني المخاطر المتعلقة بتوافر النفط والغاز، أننا نخصص احتمالية أكبر بكثير لحدوث ركود أوروبي أكثر من المعتاد”.
بعد ارتفاعها بأكثر من 20% العام الماضي، تعرضت الأسهم الأوروبية لضغوط في عام 2022، حيث أدت مخاوف المستثمرين بشأن الحرب في أوكرانيا، والتضخم، والسياسة النقدية المتشددة، إلى الحد من الرغبة في المخاطرة. وأشار الإستراتيجيون في “مورغان ستانلي” إلى تقييمات السوق الرخيصة بشكل متزايد مقارنة بنظيراتها العالمية، ما يعكس المخاطر على تقديرات الأرباح، والتي من المرجّح أن يتم خفضها خلال الأشهر المقبلة.
لا يزال إستراتيجيو “مورغان ستانلي” يفضّلون الأسهم في المملكة المتحدة، التي تفوّق أداؤها هذا العام، حيث لا يزال تواتر الأرباح سليماً، والتقييمات ليست عالية جداً.