الأمم المتحدة تطلق عملية سياسية بين الأطراف السودانية
جامعة الدول العربية والولايات المتحدة تدعمان الجهود الأممية
أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس اليوم السبت، إطلاق المشاورات الأولية لعملية سياسية بين الأطراف السودانية بتيسير من الأمم المتحدة لدعم أصحاب المصلحة للاتفاق على مخرج من الأزمة السياسية الحالية والمضي قدما نحو الديمقراطية والسلام.
وكشف بيرتس، أن الهدف هو “التوصل لاتفاق للخروج من الأزمة السياسية”، و”الاتفاق على مسار مستدام للتقدم نحو الديمقراطية”.
ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة اليونيتامس @volkerperthes يطلق رسميا عملية سياسية بين الأطراف السودانية بتيسير من الأمم المتحدة لدعم أصحاب المصلحة للاتفاق على مخرج من الأزمة السياسية الحالية والمضي قدما نحو الديمقراطية والسلام
نص البيان الكامل https://t.co/eosemuJz8p— UN Integrated Transition Assistance Mission Sudan (@UNITAMS) January 8, 2022
وأوضح في بيان، أن “العنف المتكرر ضد المتظاهرين السلميين ساهم في تعميق انعدام الثقة بين كافة الأحزاب السياسية في السودان”، معرباً عن “قلقه الشديد” بأن يؤدي الانسداد السياسي الراهن إلى “الانزلاق بالبلاد نحو المزيد من عدم الاستقرار وإهدار المكاسب التي تحققت منذ قيام الثورة”.
وقال إن “كل التدابير التي تم اتخاذها حتى الآن لم تنجح في استعادة مسار التحول الذي يحقق تطلعات الشعب السوداني”، مشيراً إلى أن “الوقت حان لإنهاء العنف والدخول في عملية بنّاءة”.
تيسير الأمم المتحدة
وأوضح رئيس بعثة “يونيتامس” أن “العملية التي تتولى الأمم المتحدة تيسيرها ستكون للجميع وستتم دعوة كافة أصحاب المصلحة الرئيسيين، من المدنيين والعسكريين بما في ذلك الحركات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة”.
البيان الأممي جاء بعد ساعات من تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، “جرى خلاله التأكيد على أهمية استقرار الفترة الانتقالية وتشجيع الحوار بين كافة الأطراف السودانية، لضمان الانتقال السلس الذي يفضي لإجراء انتخابات”.
We welcome the SRSG’s announcement, and stand ready to support this process. https://t.co/2tHt8s5FMb
— U.S. Embassy Khartoum (@USEmbassyKRT) January 8, 2022
واشنطن ترحب
من جهتها، رحبت السفارة الأميركية في السودان على تويتر، بالوساطة التي تقودها الأمم المتحدة، مؤكدةً استعدادها لدعم العملية.
وأكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون إفريقيا مولي فيي، عبر تويتر، أنها أجرت هذا الأسبوع اتصالات مثمرة مع القادة المدنيين السودانيين، وأعضاء مجلس السيادة، مشددةً على دعم “حوار شامل بقيادة سودانيين، يتم تيسيره دولياً بشأن الانتقال الديمقراطي”.
دعم من جامعة الدول العربية
ورحب مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية السبت، بإعلان الأمم المتحدة، عبر موفدها إلى السودان، بالعمل مع الأطراف السودانية من أجل تسهيل عملية سياسية تهدف إلى تيسير الحوار السوداني ومعالجة الصعوبات التي تواجه الفترة الانتقالية.
وأوضح المصدر أن دعم الجامعة، يأتي انطلاقاً من حرصها على حفظ المكتسبات التي تحققت للشعب السوداني على مدار العامين المنصرمين، وعلى أهمية معالجة جميع أسباب عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
وأكد المصدر استعداد وعزم الجامعة التعاون الكامل مع الأمم المتحدة بغية المساعدة في التوصل إلى توافقات يمكن أن تسهم في تحقيق تطلعات الشعب السوداني نحو الاستقرار والسلام والتنمية والديمقراطية.
وزارة الخارجية المصرية
وفي نفس السياق، قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان السبت، إنها نتابع عن كثت التطورات في السودان، مشيرة إلى أن القاهرة “تدعم التحرك الأممي لتحقيق الاستقرار من خلال تفعيل الحوار بين الأطراف السودانية من شأنه حل وتجاوز الأزمة الراهنة”.
وناشدت الخارجية المصرية، كافة الأطراف للعمل على اختيار رئيس وزراء انتقالي توافقي جديد وتشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن، معلنة استعداد مصر لدعم تلك الحكومة بكافة السُبُل الممكنة، مؤكدة أن “أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة”.
ميثاق موحد
وكانت مصادر سودانية أكدت، الجمعة، وجود اتصالات أميركية للدفع نحو الدخول في حوار “سوداني – سوداني”، قائم على عدم تمديد الفترة الانتقالية والالتزام بموعد الانتخابات.
وأضافت المصادر، أن الجانب الأميركي يسعى للبدء في حوار سوداني خلال أسبوع، ومن المتوقع إجراء اتصالات مكثفة مع القوى السياسية الأخرى، منها مجموعة الإعلان السياسي التي تضم اللجنة المركزية لـ”الحرية والتغيير”، وأحزاب “الأمة” و”الوطني الاتحادي” و”الجمهوري”، والمجتمع المدني.
وتشهد البلاد بين حين وأخر تظاهرات حاشدة في عدد من المدن السودانية للمطالبة بالحكم المدني وتنحي العسكريين عن السلطة، في وقت يستمر فيه خلاف الأطراف السياسية بشأن رؤية موحدة لاستئناف التحول الديمقراطي في البلاد، عقب استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وبدأت أحزاب سودانية محاولات للتوافق على “ميثاق موحد“، وأكدت رفضها فرض المكون العسكري لـ”أمر واقع”، فيما تبدو الأمور حالياً أشبه ما تكون بالانسداد السياسي، بسبب تباين مواقف الأطراف السياسية بشأن مآلات التحول الديمقراطي خلال المرحلة المقبلة.