الأمم المتحدة تقلص وجودها في قطاع غزة… “الناس يواجهون أسوأ كابوس في حياتهم”
الاتحاد الأوروبي يطالب الاحتلال الإسرائيلي باحترام أرواح المدنيين ويدعو لاستئناف "الحوار"

أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة في بيان، اليوم الاثنين، إن المنظمة ستقلص وجودها في غزة بعد مقتل خمسة من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) خلال الأعمال القتالية، لكنها لا تزال ملتزمة بتقديم المساعدات للمدنيين.
وأضاف البيان “اتخذ الأمين العام قرارا صعبا بتقليص وجود المنظمة في قطاع غزة، حتى في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية وتزايد قلقنا إزاء حماية المدنيين”.
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، أكد أن 5 من موظفي الوكالة قُتلوا في قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية.
وكتب في بيان على موقع إكس يوم 19 مارس الجاري: “في الأيام القليلة الماضية، تأكدنا من مقتل خمسة موظفين آخرين في الأونروا، مما يرفع عدد القتلى إلى 284. كانوا معلمين وأطباء وممرضين يخدمون الفئات الأكثر تضرراً”.
وعبّر لازاريني عن خشيته من أن الأسوأ لم يأت بعد مع استمرار القصف الإسرائيلي براً وبحراً، بالإضافة إلى التوغل البري.
غزة تشهد كارثة إنسانية
كما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، الاثنين، إن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية، مع نزوح 124 ألف شخص مجدداً في غضون أيام، هرباً من القصف الإسرائيلي المستمر.
ودعت الوكالة إلى إنهاء القصف والحصار المفروض على القطاع، والإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية.
وأضافت الوكالة في حسابها على منصة “إكس”: “الناس في غزة يواجهون أسوأ كابوس في حياتهم، ويعيشون أشد المحن اللا إنسانية” مشيرة إلى أن ذلك يحدث أمام أنظار الجميع.
لا طعام ولا أدوية ولا ماء ولا وقود
وكان مفوض الأونروا، فيليب لازاريني، قد حذر، الأحد، من مجاعة في قطاع غزة، وقال: “كل يوم يمر بدون طعام لسكان قطاع غزة يقرب القطاع من أزمة جوع حادة”.
ووصف لازاريني منع المساعدات عن القطاع بأنه عقاب جماعي على غزة.
وأضاف مفوض عام الأونروا: “مرّت ثلاثة أسابيع منذ أن منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول الإمدادات إلى غزة. لا طعام ولا أدوية ولا ماء ولا وقود”، مشيراً إلى أن ما يتعرض له القطاع “حصارٌ خانقٌ أطول مما كان عليه في المرحلة الأولى من الحرب”.
قصف مبنى الصليب الأحمر
تزامناً مع ذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مكتبها في رفح بجنوب قطاع غزة تعرض لأضرار جراء سقوط قذيفة متفجرة الاثنين، مضيفة أنه لم يصب أي من موظفيها بأذى.
وأوردت المنظمة في بيان “تضرر اليوم مكتب للجنة الدولية للصليب الأحمر في رفح بقذيفة متفجرة، رغم وضع علامة واضحة عليه وإبلاغ جميع الأطراف. لحسن الحظ، لم يُصب أي من الموظفين في هذه الحادثة، إلا أن لها تأثيرا مباشرا على قدرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر على العمل. تدين اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشدة الهجوم على مقرها”.
الاتحاد الأوروبي يطالب إسرائيل باحترام أرواح المدنيين
بدورها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الاثنين، إن انتهاء وقف إطلاق النار في غزة تسبب في خسائر فادحة في الأرواح، وشددت على أن استئناف الحوار هو “الطريقة الوحيدة لوقف المعاناة لكل الأطراف”.
وأضافت كالاس في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر في القدس: “نشهد الآن تصعيداً خطيراً يتسبب في عدم الاستقرار، وفي مصير غير محسوب بالنسبة للمحتجزين، ويتسبب كذلك في قتل الفلسطينيين”.
ودعت كالاس حركة “حماس” إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين، كما دعت إسرائيل للإسراع بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كامل.
وأكدت أن “المرحلة الأساسية هي استئناف وقف إطلاق النار وتأمين إطلاق كل المحتجزين وكذلك مواصلة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة من أجل وقف دائم لإطلاق النار”.
وتابعت كالاس قائلة: “من الصعب أن نقبل بقصف القنابل، ولكن علينا أن نبقي الأمل بخصوص إعادة إعمار غزة (..) هناك حاجة للمزيد من العمل فيما يخص الحوكمة ومستقبل غزة”.
وأوضحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في هذا السياق: “لا نرى دوراً لحماس في غزة في المستقبل ومستعدون للمشاركة في المحادثات بشأن حكم القطاع”.
اسئناف حرب الإبادة الجماعية
وبعد وقف إطلاق نار اتسم بهدوء نسبي على مدار شهرين في الحرب التي استمرت ثمانية عشر شهرا، استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، يوم الثلاثاء الماضي، ويقول مسؤولون صحيون فلسطينيون إن نحو 700 شخص استشهدوا منذ ذلك الحين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إن الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة والتي استأنفتها الأسبوع الماضي أدت إلى استشهاد أكثر من 50 ألف شخص، نحو ثلثهم أقل سن 18 عاما.
من جانبها، تقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الأرقام التي تعلنها السلطات الفلسطينية ربما تكون أقل من الواقع.
وذكرت أن أرقامها في الصراعات السابقة بين إسرائيل وحماس كانت تتجاوز أحيانا أرقام السلطات الفلسطينية.
كما أكدت المفوضية لرويترز أن الوفيات التي تحققت منها حتى الآن تظهر أن 70% من النساء والأطفال.