الأمم المتحدة: قوات الجيش الإسرائيلي قتلت الصحافية شيرين أبو عاقلة
قالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، إن النتائج تظهر أن قوات الجيش الإسرائيلي هي من أطلقت الرصاصات التي أدت إلى قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة “الجزيرة” في مايو الماضي، وليس نتيجة إطلاق نار عشوائي من فلسطينيين.
وأضافت المتحدثة رافينا شمدساني في مؤتمر صحفي في جنيف: “جميع المعلومات التي جمعناها، بما في ذلك من الجيش الإسرائيلي والنائب العام الفلسطيني، تؤكد حقيقة أن الطلقات التي قتلت أبو عاقلة وجرحت زميلها علي الصمودي صدرت عن قوات الاحتلال الإسرائيلي، وليست طلقات عشوائية صادرة عن فلسطينيين مسلحين، كما قالت السلطات الإسرائيلية في البداية”.
وتابعت: “لم نعثر على أي معلومات تشير إلى قيام مسلحين فلسطينيين بأي نشاط قرب الصحافيين”، مضيفة أن “من المقلق للغاية أن السلطات الإسرائيلية لم تفتح تحقيقاً قضائياً”.
وكانت شيرين أبو عاقلة ترتدي سترة واقية من الرصاص مكتوباً عليها كلمة “صحافة” وخوذة واقية عندما أصيبت برصاصة أسفل خوذتها أثناء تغطيتها غارة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين.
من جهته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، الجمعة، إنه من “غير الممكن” تحديد مصدر الطلقة التي قتلت شيرين أبو عاقلة، وأضاف أن تحقيقاته خلصت إلى أنه “من غير الممكن تحديد ما إذا كانت قد قُتلت على يد مسلح فلسطيني كان يطلق النار بشكل عشوائي… أو على يد جندي إسرائيلي بدون قصد”.
تسليم البندقية
وكانت السلطة الفلسطينية طالبت إسرائيل، الأحد الماضي، بتسليم البندقية التي استخدمت في عملية استهداف أبو عاقلة، خلال حفل تأبين في الذكرى الأربعين لمقتلها، وفق من أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، خلال حفل أقيم بمدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة: “رفضنا تسليمهم الرصاصة، بل ونطالبهم بتسليم البندقية، التي اغتالت شيرين أبو عاقلة”.
وأضاف: “رفضنا التحقيق المشترك لأن من يزور تاريخ شعب قادر (على) أن يزور رواية، ونحن لا نثق بهم لذلك رفضنا التحقيق المشترك وحتى تسليم الرصاص”.
وكانت السلطة الفلسطينية قالت في أواخر مايو الماضي، إن تحقيقاتها أظهرت أن شيرين تعرضت لإطلاق نار من جندي إسرائيلي فيما وصفته بـ”القتل العمد”، وهو ما رفضته إسرائيل مطالبة بتسليم الرصاصة التي أدت إلى وفاة الصحفية في قناة الجزيرة، وهو ما ترفض السلطة القيام به، لمنع تل أبيب من “التلاعب وتغيير روايتها”.
واتهمت قناة “الجزيرة” التي تعمل لديها أبو عاقلة، الجيش الإسرائيلي بتعمد استهدافها، في حين قال الأخير في بيان، إنه يتم التحقيق في إمكانية تعرض صحافيين لإطلاق نار، زاعماً أن مصدره “قد يكون مسلحين فلسطينيين”.
ونددت دول عربية وغربية بقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي أبو عاقلة، فيما دعت منظمات دولية إلى التحقيق في الجريمة من قبل المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها “جريمة حرب محتملة”.
رسالة إلى بايدن
والخميس، طلب 24 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي في رسالة وجهوها إلى الرئيس جو بايدن، التدخل في التحقيق بشأن قتل أبو عاقلة؛ نظراً لـ”عدم إحراز تقدم في قيام تحقيق شفافٍ ومستقل”.
ولفتت الرسالة إلى أنه “نظراً لعدم إحراز تقدم في قيام تحقيق شفاف ومستقل، ونظراً لكون شيرين أبو عاقلة مواطنة أميركية، فإنه لزاماً على الإدارة التأكد من إجراء تحقيق يثق بنتائجه مختلف الأطراف”.
وكان 57 عضواً في مجلس النواب قد وجهوا رسالة سابقة طالبوا فيها الخارجية الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، بإطلاق تحقيق مستقل “للتوصل إلى الحقيقة”.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست”، قالت في تقرير نشرته 13 يونيو، إنها “ترجح أن يكون جندي إسرائيلي أطلق النار على الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وقتلها”، مشيرة إلى أنها توصلت لهذه النتيجة بعد فحص أكثر من 50 مقطع فيديو ومنشورات وصوراً على وسائل التواصل، وإجراء عمليتي فحص حيّ لمكان الحادث، وتحليلين مستقلين لصوت الطلقات النارية.