الأمن التونسي يقتحم مقر وكالة الأنباء الرسمية لتنصيب شخصية إخونجية
الوكالة تقرر مقاطعة أخبار الحكومة والإحزاب الداعمه لها
اقتحم الأمن التونسي، الثلاثاء، مقر وكالة الأنباء الرسمية (وات) بالقوة، لتنصيب شخصية إعلامية محسوبة على حركة النهضة الإخونجية للإشراف على تسيير الوكالة، وذلك بعد رفض الصحافيين والعاملين بها لهذا التعيين، وفقا لما أظهره فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعقب الاقتحام، قررت وكالة الأنباء التونسية مقاطعة أنباء الحكومة والأحزاب الداعمة لها احتجاجا على اجتياح مقرها.
اثر اجتماع طارئ لنقابة الصحفيين التونسيين والجامعة العامة للإعلام وفرْعي النقابتين بوكالة تونس افريقيا للأنباء ، تم اقرار مقاطعة الوكالة لكافة أنشطة الحكومة والأحزاب الدّاعمة لها، إلى غاية يوم 22 أفريل الجاري، تاريخ الإضراب المقرر في الوكالة. #وكالة_وات 1/2 pic.twitter.com/wVtjCn7eKF
— Agence Tunis-Afrique-Presse (@AgenceTAP) April 13, 2021
ودعت الوكالة، الرئيس التونسي قيس سعيد “للتدخل في الأزمة مع الحكومة بصفته الدستورية”.
صحافي معاد لحرية الإعلام
وقبل أسبوع، قررت الحكومة تعيين كمال بن يونس، وهو صحافي يعرف بولائه لحركة النهضة الإخونجية، اشتغل بعدة مؤسسات إعلامية محلية، كما أشرف على إدارة إذاعة الزيتونة، في منصب مدير عام وكالة تونس إفريقيا للأنباء، غير أن تعيينه قوبل برفض شديد من قبل الصحافيين العاملين بالوكالة، الذين دخلوا في إضراب عام للتنديد بهذا التعيين والمطالبة بالتراجع عنه، معتبرين أنه تعيين حزبي الهدف منه السيطرة على الوكالة وعلى الإعلام العمومي خدمة لأجندة حركة النهضة وحكومة هشام المشيشي.
وفي هذا السياق، قال كاتب عام الجامعة العامة للإعلام محمد السعيدي، إن تاريخ المدير المقترح كمال بن يونس معاد لحرية الإعلام وللعمل الصحافي الحقيقي، مشيرا إلى أنّه رغم رفض العاملين بالوكالة لهذا القرار، فإن بن يونس اختار المواجهة بدفع من الحزام السياسي للحكومة الذي تقوده حركة النهضة من أجل السيطرة على وكالة تونس إفريقيا للأنباء وعلى الإعلام العمومي واستخدامه في المعركة السياسية ضدّ الرئيس التونسي سعيّد، مشدّدا على أنّ هذا التعيين لن يمرّ.
هذا وقال الصحافي بالوكالة، الهادي الحريزي، في تصريح إعلامي إن “الأمن منعهم من التصوير واعتدى على عدد من الصحافيات”، موضحا أن “الوضع دقيق جدا وأن سلامة زملائه مهددة”.
وأضاف: “لأول مرة يتم تدنيس الوكالة بالأمن والاعتداء على الصحافيين”، داعيا الرئيس التونسي قيس سعيد للتدخل باعتباره “الضامن الوحيد للحريات”، وفق تعبيره.
المشيشي أمر قوات الأمن باقتحام مقر الوكالة
إلى ذلك ، أكد الناطق الرسمي للاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري، “أن رئيس الحكومة هشام المشيشي قد أعطى الأمر لقوات الأمن باقتحام مقر الوكالة، لتنفيذ قرار التنصيب الحزبي لكمال بن يونس على رأس الوكالة”، وفق قوله.
الطاهري ذكر في تدوينة عبر صفحته على فيسبوك، الثلاثاء، أن “الديكتاتورية تتشكّل”، فيما قال الملحق الإعلامي للمنظمة النقابية، غسان القصيبي، إن “اقتحام مقرّ الوكالة عن طريق الأمن لتنصيب شخص مرفوض من كلّ العاملين هو فضيحة ومحاولة لتدجين الإعلام”، بحسب تعبيره.
من جانبها، اعتبرت رئيسة فرع نقابة الصحافيين بوكالة تونس إفريقيا للأنباء، ألفة حبوبة، أن تعيين كمال بن يونس على رأس الوكالة مفضوح ومسقط وحزبي، قائلة: “نحن نرفض هذا ونطمح أن تكون التعيينات بناء على برامج وأهداف وأن تكون بالتشاور مع الأطراف النقابية والعلمية كما نطلب أن تكون بناء على ملفات، ويحاسب كل مترشح للمنصب فيما بعد بالنتائج”.
كما ندّدت نائبة رئيس نقابة الصحافيين، أميرة محمد، بتحويل مؤسسة إعلامية إلى ثكنة عسكرية وإحاطتها بالأمن من كل جهة، واقتحام الأمنيين لمكاتب الصحافيين، مشددة على أن المدير المقترح كمال بن يونس فقد اليوم صفة الصحافي لأنه هاجم زملاءه بالقوة البوليسية، معتبرة أن هناك خطة للسيطرة على وكالة تونس إفريقيا للأنباء ثم الإذاعة الحكومية، ثم المرور لتركيع كافة وسائل الإعلام لخدمة أجنداتهم.