الأمن التونسي يلقي القبض على واحد من أخطر القيادات الإخونجية

العجمي الوريمي متورط في قضية التآمر على أمن الدولة

اعتقلت السلطات الأمنية التونسية أخطر قيادات تنظيم الإخونجية، العجمي الوريمي واثنين من مساعديه، الذي يشغل منصب الأمين العام لحركة النهضة، ضمن قضية “التآمر على أمن الدولة”.

والأحد، قررت النيابة العامة إحالة قيادات حركة النهضة، العجمي الوريمي ومحمد الغنودي ومصعب الغربي، إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب (محكمة مختصة)، وذلك بعد إيقافهما السبت.

وقد داهمت عناصر الأمن منازل العجمي الوريمي ومصعب غربي ومحمد الغنودي وقامت بتفتيشها.

وأفادت المصادر إلى أن القبض على قيادات النهضة جاء على خلفية التورط في قضية التآمر ومحاولاتهم تأجيج الأوضاع في البلاد وإثارة الفوضى.

وتقلد “الوريمي” منصب الأمين العام لحركة النهضة الإخونجية في سبتمبر/أيلول الماضي، إثر سجن رئيس الحركة راشد الغنوشي بتهم إرهابية قبل أشهر، وحبس المنذر الونيسي رئيسها المؤقت في سبتمبر/أيلول الماضي بتهمة التآمر على أمن الدولة.

بثّ الفوضى وحملات التشويه والتحريض

ووفق مراقبين للمشهد السياسي التونسي فإن إخونجية تونس بقيادة الوريمي ومحمد الغنودي تسعى إلى إثارة الفوضى والبلبلة في البلاد من أجل التشويش على الانتخابات الرئاسية التي من المنتظر أن تنتظم في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ووصف المحلل السياسي التونسي عبد المجيد العدواني، العجمي الوريمي بأنه “إرهابي بأياد ناعمة”.

وأكد أن الوريمي هو المشرف على الجناح الإعلامي للتنظيم العالمي للإخونجية فرع تونس الذي يعمل على “هتك الأعراض وبثّ الفوضى وحملات التشويه والتحريض”.

وبحسب العدواني فإن “الوريمي عقب تقلده منصب الأمانة العامة للحزب في سبتمبر/أيلول الماضي، حاول تغيير  اسم حركة النهضة لكن الشعب التونسي تفطن لألاعيبه ولمناوراته ما دفعه للتخلي عن قراره”.

وأضاف أن “إخونجية تونس بعد أن لفظهم الشعب لم يتبق لهم سوى إثارة الفوضى في البلاد لتشويه المسار الإصلاحي الذي انتهجه الرئيس قيس سعيد منذ الإطاحة بحكم الإخوان في 25 يوليو/تموز 2021”.

الانتخابات الرئاسية هي “آخر فرصة لتنظيم الإخونجية”  لأن فوز قيس سعيد لولاية ثانية سيزيد من مشروعيته و”سينسف جميع أحلامهم بالعودة”، وفق العدواني.

أما الغنودي فوصفه المحلل السياسي التونسي بأنه “من أخطر القيادات الإخونجية” وهو ينتمي إلى شق راشد الغنوشي في الحركة و”يقود جميع الأعمال الدنيئة للتنظيم” في البلاد.

وأفاد بأن منذر الونيسي عندما تولى رئاسة الحركة خلال مايو/أيار 2023، كشف خلال تسريب صوتي مسجل بأن الغنودي هو يد نجل راشد الغنوشي “معاذ ” ويأتمر بأوامره.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قال الونيسي إن “الأموال مازالت تدخل الى حركة النهضة بالرغم من تجميد جميع أموالهم وتصل إلى محمد الغنودي بطرق غير رسمية ويرسلها إليه من الخارج نجل راشد الغنوشي ورضا إدريس”.

مخططات تحريضية

وتعود تفاصيل القضية إلى شهر رمضان من سنة 2023 على خلفية تداول تسجيل لاجتماع دار بين عدد من المتّهمين المذكورين، تولوا إثر نشره بمواقع التواصل الاجتماعي، وفيه دعوة للعصيان، وقد تم مشاركة المقطع في صفحات ذات منحى «تحريضي» على أجهزة الدولة.

وبإجراء أعمال التفتيش والحجز، تبيّن من خلال الوثائق المحجوزة سواء بمقر إقامة الغنوشي أو المقرات التابعة له وجود مخططات تحريضية على أجهزة الدولة والشروع في تكوين مجموعات يتم استغلالها لتنفيذ المخطط وإعداد مقرات سرية مع رصد الأموال اللازمة لذلك.

ويركز المخطط على استغلال شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات والأخبار الزائفة قصد التحريض، واستغلال ذلك للدعوة للعصيان وخلق البلبلة بين أفراد الشعب وأجهزة الدولة.

مسيرة الوريمي

وانطلقت مسيرة الوريمي في تنظيم الإخونجية منذ عام 1981، وتم اعتقاله في مارس/آذار 1991، ثم حوكم ضمن قيادة النهضة في يوليو/تموز 1992 أمام القضاء العسكري.

وحينها، صدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر على أمن الدولة وهي تهمة متصلة بمخطط الانقلاب على السلطة الذي باركه وأذن به راشد الغنوشي سنة 1991.

التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس في عام 1881، وبدأ نشاطه الطلابي في صفوف حركة «الاتجاه الإسلامي» (حركة النهضة لاحقا) واستطاع رفقة آخرين بتأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة في أبريل/نيسان 1984، وعلى إثره طرد من الجامعة.

ولاحقا، وتحديدا في 1985 التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حيث تحصل على شهادة الإجازة في الفلسفة، قبل أن يعود في 1988 ليستأنف دوره في قيادة «الاتجاه الإسلامي» بالجامعة، حيث أصبح رئيسا لمكتبه السياسي ومتحدثا باسمها.

وبالتوازي مع ذلك، أصبح أيضا مسؤولا عن تحرير صحيفته الأسبوعية «الحدث الطلابي»، وهو ما خوله لأن يصبح عضوا بصفته تلك في المكتب السياسي لحركة النهضة.

وعند صدور جريدة «الفجر» (إخونجية)، التحق بهيئة تحريرها مسؤولا عن القسم الجامعي الشبابي والشؤون الدولية.

وإثر اعتقال علي العريض الناطق باسم الحركة، وحمادي الجبالي المدير المسؤول عن جريدة الفجر، انتدب العجمي الوريمي في فبراير/شباط 1991 لعضوية المكتب التنفيذي لحركة النهضة ورئاسة مكتبها السياسي.

وبعد 2011، عاد الوريمي لقيادة الحركة، وعُين في منصب نائب رئيسها ومسؤول شؤون الثقافة والتعليم والشباب، ثم أصبح عضو المكتب التنفيذي مسؤولا عن مكتب الإعلام والاتصال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى