الأمن المصري خيب ظن من حاولوا التخطيط للفوضى… فشلت حرب الجيل الرابع والحسابات الحمراء
الأمن المصري| ليلة صاخبة عاشتها مصر مساء السبت؛ بسبب منشورات روج لها كثير من المنصات المعادية لمصر سواء فضائية (شاشات التلفزيون تتقدمها الجزيرة) أو صفحات اللجان الإخوانية على مواقع التواصل الاجتماعي.
نشرت الأبواق والمنصات الإعلامية الموالية لتنظيم الإخوان الإرهابي شائعات كان هدفها الأساسي إثارة الفتنة وإحداث الفوضى عبر تصوير أن جمعا من المصريين خرج في مظاهرات غاضبة ضد النظام الحاكم والرئيس عبدالفتاح السيسي.
بوعي كبير وسابق خبرة بألاعيب الإخوان وأبواقهم فند مصريون كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي الحقائق، وأثبتوا زيف الصور والفيديوهات التي انتشرت مساء السبت حول وجود مظاهرات بميادين مصر، ليثبتوا أنها مفبركة ومضللة.
قنوات الإعلام المصري كانت حاضرة في أشهر ميادين مصر ميدان التحرير، ونقلت بثا مباشرا وحيا من الميدان مساء السبت، أظهر سير الحركة والمرور بكامل طبيعتها دول أي تغيير عن المعتاد.
عددت الروايات بشأن الشائعات التي انتشرت ليل السبت، وأبرزها أن عناصر إخوانية اندست وسط مشجعي نادي الأهلي المصري لكرة القدم الذين كانوا يحتفلون بفوز ناديهم بلقب السوبر المصري، وهي الأقرب للواقع خاصة أن الترويج لشائعات المظاهرات تزامن مع خروج مشجعي الأهلي من المقاهي وتجمعات التشجيع إلى الشوارع.
البروفة الفاشلة ستتكرر:
الرؤية الأمنية لما تم تداوله ليل السبت كانت أكثر تفصيلا وتحليلا لمخطط سعى تنظيم الإخوان لتنفيذه يرتكز على محاولة كسر علاقة الثقة بين المصريين والنظام، والسعي لنقل الإنسان المصري من مشارك في بناء دولته إلى ساخط فاقد للأمل ومعول لهدم دولته.
اللواء ناجي شهود المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، يقول إن المصريين يمتلكون نسبة ذكاء عالية دائمًا ما تأخذهم إلى بر الأمان، ولذلك فقد أفشل وعي المصريين “بروفة إسقاط مصر” التي تم تنفيذها عقب انتهاء مباراة الأهلي والزمالك أمس الجمعة.
ويضيف شهود، في تصريح خاص لـ”عرب أوبزارفر”: “رغم أننا أكثر من 100 مليون مصري مختلفين في نسب تحقيق آمالنا وأحلامنا الخاصة، إلا أننا على قلب رجل واحد في إدراك أن مصر تعيش مرحلة صعبة هي مرحلة بناء دولة بكل تفاصيلها، وبالتالي ندعم هذا المشروع وليس العكس.”
وأكد أن الإنسان الواعي يدرك سريعًا أن ما حدث من الترويج الأخير لحالة فوضى وربطه بالحديث عن مظاهرات مضادة للنظام الحالي، يدرك سريعًا أن هذا التعاطي يتم في إطار حرب الجيل الرابع التي تُمارس ضد مصر.
ويوضح: حروب الجيل الرابع تعتمد على أجهزة الهاتف المحمول بشكل أساسي، وتستهدف الإنسان نصف الواعي ونصف المثقف وتصدر له مادة عبر هذا الوسيط –الهاتف- وهو حقيقة الأمر لم يشاهد شيئا في الواقع، ويستقي معلومته كاملة عبر هذا الوسيط أو السلاح.
فيبدأ مادته التي يسعى أن يوصلها للمستهدف بعرض مادة منطقية ثم يبث فيها سمومه على طريقة بث السم في العسل، حتى يتمكن تمامًا من قهر الضحية وهزيمتها وإقناعه بأنه لا منقذ آخر غير هذه الأفكار التي يدعوه إليها، وهو ما يحدث تمامًا في الحروب التي تدار عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
هل توقفت الحياة؟
يؤكد الخبير الأمني اللواء ناجي شهود أن كل من ينفذون مخطط الإخوان يمارسون غباء شديدًا في التنفيذ، فهم يتعاملون وكأن المصريين يعيشون نفس الظروف النفسية التي عاشوها قبل 25 يناير، ويدفعون في اتجاه إعادة إنتاج ذلك المشهد، إلا أن الأمر اليوم مختلف تمامًا.
ويستدرك بأن المصري برغم معاناته الشديدة في الحياة وقد ينقصه الكثير إلا أنه يشاهد عن كثب دولة يعود إليها الأمان والاستقرار وتأخذ موقعها في المحافل الدولية كما كان يجب لها، والعمل في بنائها بات مستمرا لا ينقطع.
ويتابع: “هذا المواطن لن يضحي بهذا الوطن تحت أي ظرف، ولذلك فما فعله الإخوان مساء الجمعة 20 سبتمبر كان “بروفة” فشلت فشلا كبيرا، وستحدث العديد من البروفات الأخرى التي ستلقى النهاية نفسها.”
وأضاف أن كل من ظهر في صورة مشهد إثارة الفتنة ينتمي لأطقم جماعة الإخوان الإرهابية أو شخص غير قارئ لما يحدث في مصر قراءة صحيحة.
وعن الطريقة التي يقاس بها فشل أو نجاح الإخوان في تحقيق هدفهم، أكد اللواء ناجي شهود أن ذلك يقاس بمدى توقف حياة المصريين في الساعات والأيام اللاحقة على هذه المظاهرات المزعومة التي اندس أصحابها في قلب تجمعات جماهير كرة القدم الفرحين بفوز فريقهم.
وأكد أنه بطبيعة الحال لا يتفق 100 مليون مصري على كثير من الأهداف التي تسعى لتنفيذها الإدارة السياسية لكن 80 مليونا على الأقل متفقون على أنهم لن يسلموا أنفسهم ووطنهم للمحاربين عبر منصات السوشيال ميديا، فالمصري أصبح قادرًا على قراءة كل ما هو مفبرك وغير صحيح.
أكد العقيد حاتم صابر الخبير في شؤون الإرهاب الدولي أن تفنيد ما تم ترويجه على القنوات الإخوانية والمعادية للدولة المصرية والتحريض على منصات التواصل الاجتماعي والقول إن ما يحدث في مصر “حراك ثوري” أمر في غاية الأهمية.
وفي سبيل تفنيد تلك الأكاذيب يقول “صابر” في حديث لـ”عرب أوبزارفر”:
أولا: المصريون كلهم لاحظوا دعوات التحريض على منصات التواصل الاجتماعي.
ثانيا: الأمن المصري خيب ظن من حاولوا التخطيط للفوضى فلم يوجد بكثافة كما كانوا يتوقعون ويخططون.
ثالثًا: الأمن المصري كان يعلم تماما أن هناك تحريضا على منصات السوشيال ميديا، ولكن حجم الإخوان والموالين لهم الوهمي موجود على صفحات التواصل الاجتماعي فقط.
ويوضح الخبير الأمني أنه أمس الجمعة اتضحت الصورة للشعب المصري، فالعشرات اندسوا وسط مشجعي النادي الأهلي؛ لمحاولة تضخيم الصورة وخلق وعي مزيف بتركيب صور وأصوات.
وأضاف أن الأمن المصري لم يعطِ أي اهتمام لمثل هؤلاء، وهو حال أمن أي دولة قوية متماسكة الأركان، لكن كل من راهن على المساس بالأمن القومي المصري فقد فضح نفسه فعلا بالأمس.
وشدد العقيد حاتم صابر على القول بأن الرسائل الأبرز للإخوان من الأحداث التي حاولت جماعة الإخوان الإرهابية تحريكها على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية، مفادها “أنتم لا وزن لكم”.
والرسالة الثانية أن كل من يفكر في المساس بالأمن القومي لا وجود له يذكر على الساحة المصرية، مهما استمرت محاولات زعزعة الثقة فمصيرها الفشل المحتوم.
الحسابات الحمراء:
في إشارة مهمة إلى حسابات الموالين لتنظيم الإخوان التي اكتست مساء السبت باللون الأحمر يقول الخبير في شؤون الإرهاب الدولي العقيد حاتم صابر إن من يعمل ضد الدولة المصرية يستند إلى أسس علمية ونظريات وليست مجرد أفكار تأتي وتذهب، بل هناك تخطيط قوي لعل التخاطب بالألوان جزء كبير منها.
ويوضح “صابر” أن التخاطب بالألوان أسسه ضابط المارينز السابق “جيف كوبر“، حيث أعد دراسة بعد خروجه لمرحلة المعاش، بحث فيها علاقة الألوان بدرجة استعداد المقاتل، فخلص لـ5 ألوان:
أولها الأبيض ويعني الاستسلام، ثم الأصفر ويعني (أنا مستعد)، ثم البرتقالي ويعني الشروع في القتال، والأحمر ويعني الاشتباك والقتال والدم، وأخيرا الأسود وهو لون الصدمة وانتهاء القتال فجأة بهزيمة العدو.
مع كل هذه الألوان في لغة التخاطب، نجد أن من يخطط للتأثير النفسي على رواد مواقع التواصل الاجتماعي يعلم تماما ما يفعله، وفي المقابل الشعب المصري “ليس له كتالوج”، فهو صعب جدا أن يتم التأثير عليه بالألوان أو بغيرها، فهو أصبح أكثر ذكاء وخبرة من قبل 25 يناير وحتى الآن.
وأشار إلى ضرورة تجاهل أصحاب الحسابات التي تحمل اللون الأحمر بموقع التواصل الاجتماعي؛ لأن التجاهل هو وسيلة القتل الأولى لهم وإخمادهم تماما.