الأهداف العسكرية الروسية في أوكرانيا تتغير
مسؤول روسي يتحدث عن احتمال اختفاء أوكرانيا من خريطة العالم
كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأربعاء الماضي، أن الأهداف العسكرية الروسية في أوكرانيا لم تعد تقتصر فقط على إقليم دونباس شرقاً بل تشمل أيضا “أراضي أخرى”، ويمكن أن تمتد بما في ذلك خيرسون وزابوروجيا جنوباً.
وبرر لافروف هذا التغيير في مقابلة بوضع “جغرافي مختلف” مقارنة بالوضع على الأرض في نهاية آذار/مارس، عندما قالت موسكو إنها تريد التركيز على الشرق، بعد أن فشلت في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف، نقلا عن “فرانس برس”.
تبعت تصريحات لافروف مواقف جديدة لعدد من المسؤولين الروس، حيث تحدث نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، الخميس، عن إمكانية اختفاء أوكرانيا عن خريطة العالم، وذلك عبر منشور بحسابه على “تلغرام” جاء فيه إن أوكرانيا كدولة “نتيجة لكل ما يحدث قد تختفي من خريطة العالم”، مضيفا أن السبب هو “خطاياهم” وأن روسيا “لا تتحمل مسؤوليته”.
احتمال اختفاء أوكرانيا
وعن مغزى وتبعات كلام المسؤول الروسي الكبير حول احتمال اختفاء أوكرانيا من خريطة العالم، يقول ماهر الحمداني الباحث الخبير في الشؤون الأوروبية، “على الأرض هناك حقائق كبرى تشير إلى أن أوكرانيا باتت في طور التقسيم، حيث تتشكل جمهوريات وإدارات مستقلة عن كييف ومرتبطة بموسكو، ويتم منح الجنسية الروسية لسكان مناطق أوكرانية واسعة، وهكذا فمع طول أمد الحرب فإن الأمر الواقع الروسي يترسخ في تلك المناطق ولا يمكن تغييره”.
ويتابع الخبير في الشؤون الأوروبية: “روسيا منذ البدء تعي أن دونباس هي مجرد معركة صغيرة في سياق حرب كبيرة بينها وبين الغرب، وتمتد ليس فقط في الساحة الأوكرانية والأوروبية فقط، وإنما ميادينها ممتدة على امتداد قارات العالم ومحيطاته وصولا حتى للقطبين الشمالي والجنوبي، فالروس يرون أن أوكرانيا غدت منصة للتآمر الغربي عليهم، وهي من دفعت الثمن بالمحصلة جراء ذلك وإعلانها السعي للانضمام للكتلة الأطلسية لضمان أمنها، وما حدث كان العكس تماما حيث تكاد تتعرض أوكرانيا الآن للانهيار التام، حيث فقدت الأمن ودمر اقتصادها وباتت تحت المديونيتين المالية والسياسية لجهات عديدة حول العالم”.
ولهذا يخلص الحمداني إلى القول: “كلام مدفيديف يبدو واقعيا في تحذيره من إمكانية زوال أوكرانيا من خارطة العالم، سيما في ظل إيغال بعض العواصم الغربية في تسعير الصراع ومد كييف بالأسلحة المتطورة، وهو الأمر الذي يقود بداهة لتسعير الحرب ولردود فعل روسية أشد”.
أوكرانيا فقدت استقلالها
وتابع ميدفيديف خلال تصريحاته تلك قائلا: “بعد انقلاب عام 2014، فقدت أوكرانيا استقلالها وأصبحت تحت السيطرة المباشرة للغرب، واعتقدت أيضا أن الناتو سيضمن أمنها، ونتيجة لكل ما يحدث، قد تفقد أوكرانيا بقايا سيادة الدولة وتختفي من خريطة العالم”.
وأضاف “في الحقيقة لا يهتم حلف الناتو بتوفير الأمن لأوكرانيا، بل يهتم بالوصول إلى حدود روسيا عبر أوكرانيا. كما يجبر قادة الاتحاد الأوروبي الأوكرانيين على تقديم حياتهم فداء من أجل الانتساب إلى عضوية الاتحاد الأوروبي. وقد تكون النتيجة أن تفقد أوكرانيا ما تبقى من سيادتها وتختفي من خريطة العالم”، وفقا لما نقلته وسائل إعلام روسية.
ولفت مدفيديف إلى أن “الناتو يواصل، خلافا للمنطق والفطرة السليمة، الاقتراب من حدود روسيا، مما يخلق تهديدا حقيقيا بالصراع العالمي وموت جزء كبير من البشرية”.