الأونروا تحذر… قطاع غزة يقترب من أزمة جوع حادة بفعل الحصار الإسرائيلي

"ما يتعرض له القطاع حصار خانق أطول مما كان عليه في المرحلة الأولى من الحرب"

حذر مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الأحد،من  إن كل يوم يمر دون طعام للفلسطينيين في قطاع غزة يُقرّب القطاع من أزمة جوع حادة.

ووصف لازاريني منْع المساعدات عن القطاع بأنه عقاب جماعي على غزة.

وأضاف عبر منصة “إكس”: “لقد مرت 3 أسابيع منذ أن منعت السلطات الإسرائيلية دخول الإمدادات إلى غزة. لا طعام ولا أدوية ولا ماء ولا وقود”، مشيراً إلى أن ما يتعرض له القطاع حصار خانق أطول مما كان عليه في المرحلة الأولى من الحرب.

وأشار لازاريني إلى أن الفلسطينيين في غزة يعتمدون على الواردات عبر إسرائيل للبقاء على قيد الحياة، منبهاً إلى أن الغالبية العظمى من سكان القطاع هم من الأطفال والنساء والرجال المدنيين.

المنظمات الدولية تواصل تحذيراتها من مخاطر الحصار

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد حذرت من أن قرار إسرائيل منع إدخال الدعم الإنساني إلى قطاع غزة، بما في ذلك وقف إمدادات الكهرباء إلى منشأة تحلية المياه الوحيدة في القطاع، يهدد بانزلاق إلى حالة طوارئ إنسانية حادة، حيث بدأت التأثيرات تظهر بالفعل في ارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية.

وشددت اللجنة في بيان لها، الإثنين الماضي، إنه بموجب القانون الدولي الإنساني، يتعين على إسرائيل ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين الخاضعين لسيطرتها، كما يتعين عليها السماح بمرور المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق وتسهيل ذلك.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها ستظل ملتزمة بتقديم الدعم الإنساني المنقذ للأرواح والدعوة إلى تلبية الاحتياجات العاجلة للمتضررين، حيث يشكل الوصول الإنساني السريع وغير المقيد أمراً بالغ الأهمية لتحقيق هذه المهمة.

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن وقف إطلاق النار في غزة أثبت أهميته في إنقاذ الأرواح وإيصال الدعم الإنساني وإسناد السكان المدنيين.

بحر الاحتياجات الهائلة

وأوضحت، أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ما تزال بعيدة كل البعد عن النهاية، ففي حين ازداد إيصال الدعم الإنساني بشكل ملحوظ خلال فترة وقف إطلاق النار، إلا أنه ما يزال نقطة في بحر الاحتياجات الهائلة على أرض الواقع.

وأشارت اللجنة الدولية إلى أنه وإلى جانب الإغاثة الطارئة، هناك حاجة إلى التزام طويل الأجل بإعادة بناء الخدمات الأساسية واسترداد حياة كريمة للمجتمعات المتضررة.

وأضافت، وهناك أيضاً حاجة ملحة إلى التنويع في الدعم الإنساني، بما في ذلك مواد البناء لمراكز الإيواء والإمدادات الطبية وغيرها من الخدمات الأساسية اللازمة لمعالجة الأزمة الإنسانية المعقدة.

تداعيات خطيرة على المدنيين

كما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات خطيرة على الفلسطينيين المدنيين في غزة إثر قيام إسرائيل بوقف إمداد القطاع المدمر بالكهرباء، علما أنه محروم أيضا من شحنات الوقود منذ أكثر من أسبوع.

وقال سيف ماغانغو المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الانسان في الأمم المتحدة لفرانس برس، إن قرار إسرائيل “يثير قلقا بالغا. من دون كهرباء ومع وقف شحنات الوقود، فإن آخر محطات تحلية المياه والمؤسسات الصحية والأفران مهددة بالإغلاق، مع تداعيات خطيرة على المدنيين”.

وأضاف المتحدث سيف ماغانغو إن إسرائيل باعتبارها دولة الاحتلال، ملزمة قانونا توفير حاجات سكان الأراضي التي تسيطر عليها.

علاوة على ذلك، فإن منع وصول المساعدات للضغط على أحد أطراف النزاع المسلح من خلال فرض صعوبات على جميع المدنيين يثير مخاوف جدية بشأن العقاب الجماعي بحسب ماغانغو.

وقطعت إسرائيل الكهرباء عن قطاع غزة الأحد لزيادة الضغط على حركة حماس لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، وقطعت الخط الوحيد الذي يغذي محطة تحلية المياه.

يأتي ذلك في ظل استمرار جرائم الإبادة الجماعية بعد تنصل إسرائيل من اتفاق وقف النار واستئناف الحرب التي حصدت حتى لحظة إعداد هذا التقرير أرواح 50 ألف فلسطيني، جلهم أطفال ونساء، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.

ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الحصيلة الكلية للعدوان الاسرائيلي ارتفعت إلى أكثر من 50.021 شهيداً و113.274 مصاباً.

وخلال الإبادة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مئات المجازر بحق المدنيين في القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 سنة متواصلة، ما أسفر عن سقوط عشرات ومئات الشهداء يومياً طيلة الحرب المستمرة حتى يومنا هذا.

واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي على وجه الخصوص، أماكن تجمع النازحين التي تركزت في المستشفيات والمدارس، إضافة إلى المناطق التي أعلن أنها “آمنة” لكنه عاد وقصفها، ما سبّب سقوط أعداد كبيرة من الشهداء في صفوف الفارين من جحيم الغارات الجوية.

وسقطت النسبة الأكبر من الشهداء خلال عمليات القصف الجوي التي استخدمت فيها إسرائيل -بدعم أميركي حاسم- عشرات آلاف الأطنان من المواد المتفجرة، طيلة حرب الإبادة، واستهدفت مراكز اللجوء ومنازل المدنيين المكتظة باللاجئين من الأقارب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى