الإدارة الأمريكية ترفض طلب ترامب نشر الجيش للسيطرة على الاحتجاجات ضد العنصرية
فجرت وسائل إعلام أمريكية، الأحد، مفاجأة بشأن الرئيس دونالد ترامب، مؤكدة أنه طلب بالفعل نشر الجيش لاحتواء الاحتجاجات على مقتل الرجل ذو الأصول الأفريقية جورج فلويد، لكنه قوبل بالرفض.
وذكرت وسائل الإعلام أن: “ترامب طلب فعليا الاثنين الماضي نشر 10 آلاف فرد من قوات الجيش العاملة في شوارع المدن للسيطرة على الاحتجاجات”.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن “وزيرا العدل والدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة عارضوا طلب الرئيس الأمريكي نشر قوات من الجيش للسيطرة على الاحتجاجات”.
وبموجب قانون بوس كوميتاتوس، يحظر على القوات الفيدرالية تنفيذ أية إجراءت تتعلق بإنفاذ القانون، مثل: تنفيذ عمليات اعتقال، أو مصادرة ممتلكات، أو تفتيش المواطنين.
لكن في الحالات القصوى، يمكن للرئيس اللجوء لما يعرف باسم قانون “الانتفاضة” الصادر عام 1807، الذي يتيح استخدام قوات الجيش أو الحرس الوطني في إنفاذ القانون.
واستخدم هذا القانون في خمسينيات القرن العشرين بهدف الفصل العنصري، ولاحقًا في الستينيات، للتصدي لأعمال الشغف في ديترويت.
وأفادت دائرة بحوث الكونغرس بأن آخر مرة استخدم فيها القانون كانت عام 1992 خلال أعمال الشغب بلوس أنجلوس التي أعقبت تبرئة أربعة ضباط شرطة من أصحاب البشرة البيضاء في اعتدائهم على رودني كينج.
وعدل الكونغرس القانون بعد إعصار كاترينا عام 2006 لتوضيح كيفية استخدامه خلال ظروف الكوارث الطبيعية، لكنه أسقط بعض من تلك التغييرات بعد عام في أعقاب تعرضه لانتقادات.
لكن ربما يكون هناك قيود على ما يمكن لترامب القيام به، حيث تفيد إحدى فقرات القانون بأن الولايات يجب أن تطلب المساعدة أولًا، غير أن الفقرات الأخرى لا تحتاج موافقة حاكم الولاية أو هيئتها التشريعية.
وبعد أسبوع على مقتل فلويد، عززت نيويورك ولوس أنجلوس وعشرات المدن الأمريكية الأخرى إجراءاتها الأمنية ومددت حظر التجول الليلي لإفراغ الشوارع.
غير أن حركة الاحتجاجات كانت متواصلة من بوسطن إلى لوس أنجلوس ومن فيلادلفيا إلى سياتل، تعبر عن مواقفها بشكل سلمي حتى الآن، لكنها شهدت أعمال عنف ليلية وعمليات تخريب.
وأمام هذه الاحتجاجات، التي تضاف الى أزمة فيروس كورونا المستجد، تعهد ترامب بإنهاء الاضطرابات في مدن أمريكية رئيسية “الآن”، قائلا إنه سينشر الجيش إذا رفض حكام الولايات استدعاء الحرس الوطني.
وقال ترامب إنه سيرسل الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح وقوات إنفاذ القانون لإنهاء العنف في العاصمة وتعهد بفعل الشيء نفسه في مدن أخرى إذا لم يستطع رؤساء البلدية والحكام استعادة السيطرة على الشوارع.
وموجها حديثه إلى المسؤولين المحليين، قال ترامب: “يتعين على رؤساء البلدية والحكام فرض وجود كبير لقوات إنفاذ القانون إلى أن يتم إخماد العنف”.
وتابع مهددا: “إذا رفضت مدينة أو ولاية اتخاذ التحركات الضرورية للدفاع عن أرواح سكانها وممتلكاتهم فسأقوم بنشر الجيش الأمريكي وحل المشكلة سريعا”.
وكان فلويد قتل على يد أحد عناصر الشرطة في مدينة مينيابوليس الأمريكية يوم 25 مايو، ما تسبب في اندلاع احتجاجات وأعمال شغب في عدة مدن في الولايات المتحدة.
الأوبزرفر العربي