الإدارة الذاتية الكردية: العدوان التركي ساهم في تعليق جهود القضاء على تنظيم داعش
منذ بدء العدوان التركي في شمال سوريا الشهر الماضي، لم تهدأ المخاوف بشأن مصير عناصر من تنظيم داعش الإرهابي المتواجدين في تلك المنطقة، كخلايا نائمة أو أسرى. الجديد اليوم أن الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا أكدت الاثنين، أن العدوان التركي ساهم في تعليق جهود القضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
وأضافت أن هناك توجها فعليا في مناطق تل تمر ومحيطها لإبادة المكون المسيحي على يد الفصائل المدعومة من تركيا.
كما ناشدت الرأي العام العالمي ودول التحالف الدولي إلى التركيز على جهود مكافحة الإرهاب.
في السياق ذاته، أشارت الإدارة إلى أن التفجيرات التي ضربت مدينة القامشلي الاثنين، أودت بسقوط 6 قتلى مدنيين وإصابة آخرين، وهي عمليات متممة للهجمات التركية وتلتقي معها في نفس الهدف، من حيث القتل، والإرهاب، والتهجير، بحسب تعبيرها.
جاء إعلان الإدارة بعدما كشف مسؤول بارز في الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها عن وجود مباحثات مستمرة مع روسيا وحكومة النظام في ما يتعلق بالانتشار العسكري لقواتها على الحدود السورية ـ التركية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وذلك بالتزامن مع الهجوم العسكري الذي شنته أنقرة على تلك المناطق في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
في التفاصيل، قال مستشار الإدارة الذاتية، بدران جيا كُرد: إن “المباحثات جارية مع النظام وروسيا في ما يتعلق بالانتشار العسكري على الحدود مع تركيا، وأنجزنا خطوات مهمة في هذا الاتجاه من حيث انتشار قوات الجيش السوري وروسيا في المناطق الحدودية وتسيير دوريات مشتركة روسية ـ تركية مع تراجع “قسد” بكامل أسلحتها إلى عمق يصل لنحو 30 كيلومتراً”.
كما أوضح أن “مباحثاتنا لا تزال مستمرة حول كيفية إتمام الاتفاق العسكري بين سوريا الديمقراطية والحكومة السورية، ونحن من جهتنا نبذل جهودا مضنية في سبيل ذلك، لاستكمال التفاهمات التي تمّت بيننا وبين موسكو بشأن اتفاق سوتشي الأخير، لكن هناك صعوبات وتحديات، منها عدم التزام الاحتلال التركي ومرتزقته بعملية وقف إطلاق النار مع الجانبين الروسي والأميركي معاً”.
إلى ذلك أشار إلى أن “هناك محاولات تركية كبيرة للتمدد والتوسع نحو مناطق أخرى، وهو ما يؤدي إلى استمرار وتصاعد شدة المعارك، ويشكل نقطة لاستمرار الاحتلال وعمليات الإبادة العرقية، وهذه مسؤولية تقع مباشرة على عاتق الأطراف الضامنة لوقف إطلاق النار، سواء من الجانب الأميركي أو الروسي وعليهما تحمل مسؤولياتهما”.
وأضاف: “الاحتلال التركي ومرتزقته يمارسون عملية تطهير عرقي وتغيير ديمغرافي في المناطق التي احتلوها مثل تل أبيض ورأس العين، وهذه سابقة خطيرة تهدد وجود مكونات المنطقة. وعلى الجانب الأميركي، الذي أبرم اتفاقاً مع أنقرة، اتخاذ موقف حاسم تجاه هذه المشاريع وتوقيفها”.
وتابع المسؤول: “موقف الحكومة السورية من المباحثات متزمت ومتشنج وما زال يفكر بالعودة إلى ما قبل 2011 دون أخذ المتغيرات بعين الاعتبار، لذلك من الضروري أن تراجع حكومة النظام سياساتها، بينما هناك محاولات روسية مكثفة لإقناعها بالتفاهم المعقول والواقعي مع قوات سوريا الديمقراطية”.
كما شدد على أن “مناطق الإدارة الذاتية ستتم إدارتها من قبلنا، وستبقى كافة مؤسساتنا كما هي، وسيتم خلال المباحثات المزمع استكمالها مع النظام معالجة القضايا السيادية بشكل تشاركي كالدفاع والاقتصاد والمالية والسياسة الخارجية، وستبقى المناطق المحتلة من رأس العين وتل أبيض إلى عفرين، ذات أولوية في الاتفاقيات والتفاهمات لتحريرها من الاحتلال والإرهاب وإعادة أهلها إلى ديارهم بضمانات مباشرة”.
إلى ذلك أكد أن “ما تعانيه الآن رأس العين وتل أبيض شبيه بما تعانيه عفرين منذ ما يقارب العامين، من سلب ونهب وخطف وقتل ممنهج بالإضافة للتهجير القسري وتوطين الغرباء والأجانب لإبادة السكان الأصليين في هذه المناطق، بينما يحاول أردوغان استغلال الحلقة الضعيفة لدول أوروبا والأمم المتحدة في إشراكهم بمثل هذه الجرائم ضد الإنسانية، لذلك نحذر جميع الجهات من المساهمة فيها”.