الإرهابي الإسرائيلي بن غفير يقتحم المسجد الأقصى للمرة الثالثة
ساد التوتر في ساحات المسجد الأقصى، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، مع اقتحامات مئات المستوطنين بتقدمهم وزير الأمن القومي في إسرائيل الإرهابي إيتمار بن غفير، الخميس، في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”، حسب المعتقد اليهودي.
وأثار اقتحام موجة احتجاجات عربية وإسلامية، باعتبار أن تكرار الاقتحامات “انتهاك للقوانين الدولية”، فيما وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الخطوة الإسرائيلية بأنها “تصعيد خطير” للأوضاع.
وتوافد آلاف المستوطنين، الخميس، إلى ساحة البراق، ونفذوا جولات بأزقة القدس القديمة، فيما احتشد المئات منهم قبالة باب المغاربة لاقتحام ساحات المسجد الأقصى، وذلك تلبية لدعوة جمعيات استيطانية.
وتقدم بن غفير المستوطنين في ظل حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” بأن وزير تطوير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاف شارك في اقتحام ساحة المسجد الأقصى.
وذكرت دائرة الأوقاف الفلسطينية أن “عناصر شرطة الاحتلال اقتحموا مسجد قبة الصخرة وصادروا مفاتيح المسجد من الحراس”.
وهذه المرة الثالثة التي يقتحم فيها بن غفير باحات المسجد الأقصى، منذ توليه منصب وزارة الأمن الداخلي، حيث تكرر الأمر في شهري يناير ومايو من العام الجاري.
وجاءت الاقتحامات على شكل مجموعات، تضم كل منها عشرات المستوطنين، حيث نظموا جولات في ساحات الحرم وتلقوا شروحات عن “الهيكل”، ومنهم من قام بتأدية شعائر تلمودية بالجهة الشرقية من الأقصى وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
وفي ساعات متأخرة من ليل الأربعاء وفجر الخميس، أدت مجموعات من المستوطنين طقوساً تلمودية في البلدة القديمة وعند إحدى بوابات المسجد الأقصى إحياءً لذكرى ما يقولون إنه “خراب الهيكل”.
ومنعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من الدخول للمسجد الأقصى من باب القطانين، بالتزامن مع اقتحام المستوطنين.
حكومة نتنياهو مسؤولة عن الاقتحام
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، إن مشاركة إيتمار بن غفير مع وزير إسرائيلي آخر في اقتحام المسجد الأقصى “غطاءً إسرائيلياً رسمياً للاقتحامات المتواصلة، ولما يتعرض له المسجد الأقصى من مخططات تهويدية وفرض تغييرات قسرية على واقعه التاريخي والقانوني القائم”.
وحمّلت الخارجية الفلسطينية حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاقتحام الاستفزازي”، وطالبت بتدخل دولي عاجل لحماية القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
وطالب بيان الوزارة الفلسطينية الإدارة الأميركية بترجمة مواقفها إلى “أفعال تجبر إسرائيل على وقف إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية”.
التبعات الخطيرة
وحملت السعودية القوات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه “التجاوزات”، مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء التصعيد الإسرائيلي وتوفير الحماية للمدنيين وبذل كافة الجهود لإنهاء الصراع.
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الأردنية أن هذه الممارسات “تمثل خطوة استفزازية وخرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها”.
وحذرت الخارجية الأردنية من “التبعات الخطيرة للسماح للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى” تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الوزارة سنان المجالي، في بيان، إن “استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها يهدد بتفجير دوامات جديدة من العنف”.
كما أكدت وزارة الخارجية المصرية على أن الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى “ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً لن تنال من وضعيته القانونية والتاريخية القائمة”.
ودعت الخارجية المصرية الجانب الإسرائيلي إلى “الوقف الفوري لهذه التصرفات الاستفزازية والتصعيدية التي لا تؤدي إلا إلى تأجيج المشاعر وزيادة حالة الاحتقان القائمة”.
وحذرت مصر من “العواقب الخطيرة لمثل هذه الممارسات غير المسؤولة على الأمن والاستقرار في المنطقة.