الإمارات لن تكون جزءاً من محور ضد إيران وترفض النهج التصادمي معها
أعلن المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش، الجمعة، إن دولة الإمارات “لن تكون جزءاً من محور ضد أي دولة في المنطقة خاصة إيران، وأن بلاده تبحث إرسال سفير إلى إيران مع سعيها إلى إعادة بناء العلاقات معها، موضحاً أن “النهج التصادمي مع طهران ليس شيئاً تدعمه أبو ظبي”.
يأتي ذلك، بعد 6 سنوات من خفض العلاقات بين البلدين الجارين، وفي إطار سياسة إماراتية إقليمية تهدف إلى “خفض التصعيد”.
وفي حديث إلى الصحافيين عبر الفيديو قبيل زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات إلى فرنسا، الاثنين، قال أنور قرقاش إن الإمارات “لن تكون جزءاً من محور ضد أي دولة في المنطقة خاصة إيران، على الرغم من أن تصرفات طهران في المنطقة لا تساعد الجهود الدبلوماسية”.
وشدد قرقاش على “أننا منفتحون على أي شيء يحمينا من دون أن يستهدف دولة ثالثة”.
ولم يستبعد قرقاش أن تكون بلاده عضواً في تحالف يحميها عسكرياً “إنّما من دون أن يضر أي دولة أخرى”. وأضاف: “لا يمكن أن يكون العقد المقبل على غرار العقد الماضي، في العقد الجديد، كلمة خفض التصعيد يجب أن تكون هي الأساس”، في إشارة إلى الاضطرابات التي عصفت بدول عربية في خضم ما يسمى “الربيع العربي”.
وتابع: “الاقتصاد هو إحدى الأدوات لخلق ثقة متبادلة أكبر في المنطقة. علينا أن نستخدم الاقتصاد في مختلف المجالات للدفع نحو خفض تصعيد سياسي كبير”.
المصالح الإيرانية
في سياق متصل، أكدت إيران، الجمعة، أنها باتت “أكثر تصميماً” على حفظ مصالحها في مباحثات إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي، بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل حيث وقع العدوان اللدودان لطهران (واشنطن وتل أبيب)، إعلاناً أمنياً موجهاً ضدها بالدرجة الأولى.
وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على “تويتر” يقول: “بقوة ومنطق، تواصل إيران جهودها لإلغاء الحظر”، في إشارة إلى العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران بعد انسحاب الأولى أحادياً من الاتفاق عام 2018 في عهد ترمب (الرئيس الأميركي السابق دونالد).
وأضاف: “لن نتغاضى أبداً عن الحقوق الثابتة للأمة الإيرانية العظيمة. انجاز اتفاق جيد وصلب ومستدام هو هدفنا. من دون أدنى شكّ، عرض الدمى بين البيت الأبيض والصهيونية يجعلنا أكثر تصميماً” على تحقيق ذلك.
وكان بايدن تعهّد في “إعلان القدس” الذي وقّعه مع إسرائيل ، الخميس، بأن تستخدم الولايات المتحدة “كل قوتها الوطنية” لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، وهو ما نفت طهران مراراً السعي لتحقيقه.
وخلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لبيد، قال بايدن إنّ إدارته حددت الشروط المطلوبة لإحياء الاتفاق النووي و”لن ننتظر إلى الأبد” الرد الإيراني على ذلك. وأكد بايدن استعداده لاستخدام القوة لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي “إذا كان هذا هو الملاذ الأخير”.
انتبه إلى سراويل جنودك
وحذر الجيش الإيراني، الولايات المتحدة وإسرائيل، الجمعة، من تهديد إيران باستخدام القوة، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، بعد أن قال بايدن إن اللجوء إلى القوة سيكون الملاذ الأخير لمنع طهران من حيازة سلاح نووي.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، قوله: “الأميركيون والصهاينة (إسرائيل) يعلمون جيداً ثمن استخدام كلمة “اللجوء إلى القوة ضد إيران”.
وأضاف: “لا بد أن بايدن كان يشعر بالنعاس عندما هدد إيران”، وتابع مخاطباً الرئيس الأميركي: “انتبه إلى سراويل جنودك.. فقد تبتل في الخليج الفارسي”.
مباحثات بلا نتيجة
وأبرمت إيران عام 2015 اتفاقاً بشأن برنامجها النووي مع 6 قوى عالمية (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا، والصين)، أتاح رفع عقوبات كانت مفروضة عليها، مقابل تقييد أنشطتها وضمان طبيعتها السلمية.
إلا أن الاتفاق المذكور بات في حكم اللاغي منذ قرر ترامب سحب بلاده أحادياً منه في 2018، وأعاد فرض عقوبات قاسية، ما دفع إيران بعد نحو عام إلى بدء التراجع تدريجاً عن غالبية التزاماتها النووية الأساسية.
وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق مباحثات لإحيائه في أبريل 2021 في العاصمة النمساوية فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من تحقيق تقدم كبير في المفاوضات، علّقت المباحثات في مارس الماضي مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن لم ينجح المعنيون في رأب الفجوة بشأنها بعد.
وأجرى الجانبان في أواخر يونيو، مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت من دون تحقيق نتائج.
وفي أعقاب ذلك، قال مسؤول أميركي إن إيران قدمت طلبات “غير ذات صلة بالاتفاق النووي”، في ما يرجح أن يكون إشارة الى طلب رفع اسم الحرس الثوري من قائمة واشنطن للمنظمات “الإرهابية” الأجنبية.
إلا أن عبداللهيان نفى في مطلع يوليو، تقديم أي طلبات “مبالغ فيها أو خارجة عن نطاق الاتفاق”.
وغالباً ما تؤكد إيران أهمية رفع العقوبات وتحقيق كامل الفوائد الاقتصادية بموجب الاتفاق وضمان عدم تكرار الانسحاب الأميركي منه.