الإمارات والبحرين توقعان رسمياً اتفاقيتين للسلام مع إسرائيل
وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة رسميا، الثلاثاء، معاهدة السلام مع دولة إسرائيل، التي وقعت أيضا اتفاقية إعلان تأييد السلام مع البحرين، وذلك في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في كلمته قبل التوقيع إننا “هنا من أجل تغيير مجرى التاريخ”.
وذكر ترامب، أمام عدد كبير من المسؤولين في البيت الأبيض “نحن هنا من أجل تغيير مجرى التاريخ.. نحن نقوم بخطوة تاريخية بفضل هذه الدول الثلاث وذلك من أجل تعزيز السلام والازدهار”.
وتابع “إسرائيل والإمارات والبحرين ستتبادل السفارات وستتعاون معا بشكل قوي وستنسق جهودها في العديد من القطاعات من السياحة والتجارة والرعاية الصحية والأمن”.
وأردف قائلا “هذا سيفتح الباب للمسلمين من حول العالم لزيارة المسجد الأقصى وإسرائيل”.
وشدد الرئيس الأميركي على أن هذه الاتفاقيات ستخدم السلام في المنطقة برمتها، مشيرا إلى أن “المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل هي الأشياء التي جعلت هذه الدول الثلاثة على الوصول إلى هذه الاتفاقية”.
ومن الجانب الإماراتي، وقع وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان على الاتفاق، فيما مثل الجانب الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وشهد هذا الحدث التاريخي، الذي تم في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، حضور نحو 700 ضيف من مختلف دول العالم.
ويضم الوفد الإماراتي إلى واشنطن وزير الاقتصاد، ووزير الدولة للشؤون المالية، ووزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، بالإضافة إلى وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وعددا من المسؤولين.
أما الوفد الإسرائيلي فضم رئيس جهاز المخابرات يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات.
كما وقع وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني، على اتفاقية إعلان تأييد السلام مع إسرائيل، بعد أيام من تأكيد المنامة توصلها إلى اتفاق مع تل أبيب.
وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، الثلاثاء، إننا نشهد اليوم “فكرا جديدا سيخلق مسارا أفضل وسيغير وجه الشرق الأوسط”.
وذكر عبدالله بن زايد، في حفل توقيع معاهدة السلام، أن هذه المعاهدة “إنجاز تاريخي لكل من أميركا وإسرائيل والإمارات”.
وتابع “لم تكن هذه المبادرة ممكنة لولا جهود ترامب والفريق الذي سعى بجهد وإخلاص لنصل إلى هنا”.
كما شكر الوزير الإماراتي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “على اختياره السلام ووقف ضم الأراضي الفلسطينية مما يعزز إرادتنا المجتمعة لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة”.
وأوضح أن “ثمار هذه المعاهدة ستنعكس على المنطقة بأسرها.. وكل خيار غير السلام سيعني دمار وفقر ومعاناة إنسانية”.
وأردف قائلا “هذه الرؤية الجديدة التي بدأت تتشكل باجتماعنا اليوم ليست شعارا نرفعه من أجل مكاسب سياسية فالجميع يتطلع لخلق مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا”.
وأبرز “مجتمعاتنا اليوم تمتلك مقومات التنمية الإنسانية التي تؤهلها للنهوض بمستقبل الشرق الأوسط”.
وختم بالقول “السلام يحتاج للشجاعة وصناعة المستقبل تحتاج للمعرفة والنهوض بالأمم يحتاج لإخلاص ومثابرة.. السلام مبدؤنا ومن كانت بداياته صحيحة ستكون إنجازاته مشرقة”.
ووفي حديث سابق، قال وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، الثلاثاء، إن اتفاقية السلام ستمكننا من مساعدة الفلسطينيين أكثر، وأننا نريد جلب المزيد من الأمل إلى منطقتنا، والإمارات اليوم تمد يد السلام وتستقبل السلام، كما أن اتفاق السلام مع الإمارات والبحرين قد ينهي الصراع العربي الإسرائيلي.
وأضاف عبد الله بن زايد لدى استقباله من طرف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أن الاتفاق مع إسرائيل رسالة واضحة لتوطيد العلاقة مع أميركا وباقي الأمم.
وذكر وزير خارجية الإمارات، في وقت سابق، أن “تطبيع علاقاتنا مع إسرائيل خطوة تاريخية للتقدم في المنطقة”.
وأردف عبدالله بن زايد أن “إعلان البحرين أيضا التطبيع مع إسرائيل فرصة لمواجهة التحديات”.
وتابع قائلاً: “التطبيع مع إسرائيل يظهر أن الشعوب سئمت الصراعات وترغب بالاستقرار”، مشيراً إلى أن “السلام في المنطقة سيفضي للقضاء على قوى “الهزيمة والصراع”.
ولفت إلى أن قوى غير عربية “متطرفة” تحلم بإمبراطوريات زائلة تخلق الصراع، موضحاً أن “الأولوية القصوى هي لتخفيف التوتر في المنطقة وبدء حوار السلام والأمن”. وتابع “الأولوية الآن مواصلة تطوير مجتمعاتنا وترسيخ استقرار المنطقة”.
وذكر أن “التقدم في قيام الدولة الفلسطينية حيوي في هذه المرحلة”، مشيرا إلى أن “الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي أوقف الضم في الضفة الغربية”.
وأكد أن “التطبيع لن ينفصل عن التقدم إزاء منح الفلسطينيين حقوقهم وقيام دولتهم”، ودعا “القيادة الفلسطينية إلى اغتنام الفرصة للانخراط في محادثات مثمرة”، وقال “سنواصل وقوفنا مع القيادة الفلسطينية في أي خطوات نحو السلام”.
وتشهد اليوم حديقة البيت الأبيض بواشنطن، اتفاقيات سلام جديدة بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، بعدما كانت شهدت توقيع ثلاث معاهدات سلام بين دول عربية وإسرائيل في العقود الأربعة الماضية.
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة قبيل توقيع معاهدة السلام مع الإمارات واتفاق تأييد السلام مع البحرين، إن السلام “سيتوسع ليضم دولا عربية أخرى، ليصبح من الممكن بعد ذلك إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأبد”.
واعتبر نتنياهو أن “بركات السلام الذي نصنعه اليوم ستكون عظيمة، أولا لأن هذا السلام سيتوسع ليضم دولا عربية أخرى، ثم بعد ذلك يمكن أن ينهي الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأبد”.
وتابع: “وثانيا.. فإن المنافع الاقتصادية العظيمة لشراكتنا يمكن الإحساس بها في كل المنطقة، وستصل لكل مواطنينا”.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن هذا السلام، “ليس سلاما بين الزعماء فقط، وإنما بين الشعوب الإسرائيلية والإماراتية والبحرينية، إذ سيحتضنون بعضهن البعض، وسنتعاون في مختلف المجالات وفي مكافحة كورونا، وسنجد حلولا للعديد من المشكلات التي تواجه منطقتنا”.
واستضاف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حفلا لتوقيع اتفاقيتي السلام بحضور كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية ووفود الإمارات والبحرين وإسرائيل.
الأوبزرفر العربي