الاتحاد الأوروبي يدعو واشنطن لإعادة النظر في قرار انهاء علاقتها بمنظمة الصحة العالمية
ويؤكد على التضامن في مواجهة كورونا
بعد قرار واشنطن إنهاء علاقاتها بمنظمة الصحة العالمية، دعا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة، السبت، الى إعادة النظر في القرار ، مؤكداً على التضامن في مواجهة الفيروس الذي يواصل انتشاره رغم استمرار رفع تدابير الاغلاق في اوروبا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ان “التعاون والتضامن العالمي عبر الجهود المتعددة الطرف هما السبيل الوحيد الفاعل لكسب هذه المعركة التي يخوضها العالم”.
والجمعة، نفّذ ترامب الذي علّق مساهمة بلاده المالية في منظمة الصحة العالمية، تهديده بقطع العلاقات مع المنظمة الأممية.
وأعلن “إنهاء العلاقة” بين بلاده ومنظمة الصحة التي يتّهمها منذ بداية تفشي الوباء بأنها متسامحة جداً مع الصين حيث ظهر الفيروس قبل أن يتفشى في كافة أنحاء العالم.
والولايات المتحدة هي أول مساهم في المنظمة. لكن ترامب أكد أمام صحافيين “أننا نعيد توجيه هذه الأموال إلى احتياجات أخرى ملحة في مجال الصحة العامة في العالم”.
ووصف ريتشارد هورتون، محرر المجلة الطبية البريطانية المرموقة “ذي لانسيت” القرار بأنه “مجنون ومرعب” واتهم الحكومة الأميركية بأنها “تتصرف مثل الرعاع في خضم حالة طوارئ إنسانية”.
وقال البروفسور لورنس جوستن الأستاذ في معهد أونيل لقانون الصحة الوطني والعالمي بجامعة جورجتاون والمتعاون مع منظمة الصحة العالمية، إن قرار الرئيس الأميركي “غير قانوني” لسببين وهما أن الولايات المتحدة وقعت وصادقت على معاهدة الانضمام إلى منظمة الصحة العالمية وأن الاعتمادات المالية صادق عليها الكونغرس الأميركي.
في هذا الوقت، تواصل رفع اجراءات العزل السبت خصوصاً في أوروبا، مع فتح إيطاليا برج بيزا المائل الشهير أمام الزوار فيما تُعيد العاصمة الأوكرانية فتح مراكزها التجارية وفنادقها.
في فرنسا، أعاد متجر “غاليري لافاييت” الشهير فتح ابوابه السبت، مع فرض وضع الكمامات وقواعد التباعد الاجتماعي. وسمحت السلطات الفرنسية بإعادة فتح المتاحف والحدائق والمقاهي والمطاعم اعتباراً من الثلاثاء إلا أنها ستفتح باحاتها الخارجية فقط في باريس. وسيتمكن السكان من التنقل إلى مسافة أبعد من مئة كيلومتر داخل البلاد.
وفي فيينا، حضر الجمهور مساء الجمعة إعادة افتتاح سينما الأدميرال كينو، إحدى أقدم دور السينما في النمسا ومن أوائل الدور التي يعاد فتحها بموجب قرار الحكومة اعتباراً من 29 أيار/مايو، على أن يقتصر الحضور على 100 متفرج.
كذلك، اعلنت الهند تخفيف اجراءات الاغلاق اعتبارا من الثامن من حزيران/يونيو على ان يشمل الصروح الدينية والفنادق والمطاعم والمراكز التجارية رغم حصيلة قياسية من الاصابات في هذا البلد ناهزت 85 الفا بينها خمسة الاف وفاة.
في المقابل، يتفاقم الوضع في البرازيل التي باتت بتسجيلها 27 ألفا و878 وفاة، خامس دولة عالمياً من حيث عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة (مئة وألفان و836) وبريطانيا (38 ألفا و161) وإيطاليا (33 ألفا و229) وفرنسا (28 ألفا و714)، تليها إسبانيا. ويرى علماء أن الأعداد الحقيقية في البرازيل أكبر بكثير من الأرقام المعلنة.
وأودى فيروس كورونا المستجدّ بما لا يقل عن 364 الفا و362 شخصا حول العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأوّل/ديسمبر، وفق آخر تعداد استناداً إلى مصادر رسميّة. وتمّ تشخيص إصابة أكثر من 5,9 ملايين شخص في 196 بلداً ومنطقة.
وفي السياق نفسه، رفضت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن تحضر شخصيًا قمة مجموعة السبع في الولايات المتحدة في حزيران/يونيو، على النحو الذي اقترحه الرئيس الأميركي، حسبما أكد متحدث باسم الحكومة لوكالة فرانس برس السبت.
وقال “حتى الآن، بالنظر إلى الوضع العام للجائحة، لا يمكنها قبول المشاركة شخصيا والسفر إلى واشنطن”.
ويريد الرئيس الاميركي ان يجعل من هذا الاجتماع المباشر رمزا لتطبيع الوضع فيما يواصل الوباء إغراق الاقتصاد العالمي في وضع متأزم.
في الولايات المتحدة حيث يسيطر القلق بسبب تفاقم الوضع الاقتصادي، أعلن حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو الجمعة أنه يعتزم بدء رفع جزئي لتدابير العزل في مدينة نيويورك اعتباراً من الأسبوع الذي يبدأ في الثامن من حزيران/يونيو، شرط أن تكون مؤشرات الصحة العامة مرضية.
ولا يشمل القرار في البداية إلا جزءا من الأنشطة الاقتصادية، وبشكل أساسي قطاعي البناء والصناعة. ونيويورك هي المدينة الأكثر تضرراً في العالم جراء الفيروس بتسجيلها أكثر من 21 ألف وفاة.
وسُمح للمطاعم وصالونات الحلاقة في لوس أنجليس البؤرة الرئيسية لكوفيد-19 في ولاية كاليفورنيا، بإعادة فتح أبوابها الجمعة بشرط تطبيق التدابير الوقائية.
في كاليفورنيا القوة الاقتصادية الخامسة عالمياً وتحلّ قبل بريطانيا وفرنسا، كانت البطالة شبه معدومة قبل تفشي الوباء. أما الآن فهي تطال 24% من السكان البالغ عددهم 40 مليوناً.
في إيطاليا، تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 5,3% في الفصل الأول من العام مقارنة بالفصل السابق وكذلك في فرنسا التي تدخل في ركود. أما في النمسا فقد تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 2,9%.
وسجّل الاقتصاد الكندي انكماشاً بنسبة 8,2 بالمئة بالوتيرة السنوية في الفصل الأول من العام الجاري، في أكبر تراجع له منذ مطلع العام 2019.
في الهند، سجّل الاقتصاد في الفصل الأول أدنى نسبة نمو منذ عشرين عاماً، فيما شهد الاقتصاد في البرازيل انكماشاً بنسبة 1,5% مقارنة بالفصل السابق.
في إسبانيا، فاقمت الأزمة الفقر وطلبات المساعدة الغذائية ما دفع بالحكومة إلى الموافقة الجمعة على اعتماد الحدّ الأدنى من الدخل الحيوي.
على المستوى الطبي، يعطي عقار أناكينرا المستخدم في الأصل لمعالجة التهاب المفاصل، نتائج “مشجّعة” للمصابين بحالات خطيرة من كوفيد-19 عبر خفض خطر الوفاة والحاجة إلى استخدام أجهزة التنفس في أقسام الإنعاش، وفق دراسة فرنسية.
ويستمر الجدل حول عقار كلوروكين إذ نشر عشرات العلماء رسالة مفتوحة تعبر عن “مخاوفهم” بشأن المنهجيات التي اتبعتها دراسة واسعة نشرت في 22 أيار/مايو في مجلة “ذي لانسيت” وأدت إلى تعليق التجارب السريرية على دواء هيدروكسي كلوروكين.
وخلصت دراسة لانسيت إلى أن العلاج لا يبدو مفيدًا لمرضى كوفيد-19 بل قد يكون ضاراً لهم.
الأوبزرفر العربي