الاتحاد الأوروبي يفشل في تحديد أسعار النفط الروسي
فشلت حكومات الاتحاد الأوروبي، الاثنين، في الاتفاق على حد أقصى لسعر النفط الخام الروسي المحمول بحراً، وسط تقارير عن استمرار تدفق هذا الخام من دون تأثر بالمفاوضات الجارية حول سقف الأسعار.
وبحسب وكالة “رويترز”، أصرَّت بولندا على ضرورة خفض سقف سعر النفط الروسي، بهدف الحد مما تصفه بـ”قدرة موسكو على تمويل غزوها لأوكرانيا”.
وقال دبلوماسي لـ”رويترز”: “ليس هناك اتفاق. تم الاتفاق على النصوص القانونية، لكن بولندا لم توافق على السعر”.
تدفق شحنات الخام الروسي
يأتي ذلك فيما ذكرت وكالة “بلومبرغ” أنَّ شحنات الخام الروسي تستمر في التدفق، على الرغم من حالة عدم اليقين التي تحيط بقضية سقف الأسعار، مشيرة إلى أنَّ هناك تحويلاً كبيراً في وجهات الشحنات الروسية من أوروبا إلى آسيا.
وانتعش إجمالي الكميات المشحونة من روسيا ليصل إلى 2.89 مليون برميل يومياً في الأيام السبعة حتى 25 نوفمبر. كما ارتفع حجم النفط الخام على متن السفن المتجهة إلى الصين والهند وتركيا، وهي الدول الثلاث التي برزت كأكبر مشترٍ للإمدادات الروسية.
حالة عدم يقين أوروبية
وتكافح دول الاتحاد الأوروبي لإيجاد توافق لوضع حد أقصى لأسعار الخام الروسي، ما يترك المشترين في حالة من عدم اليقين، قبل دخول عقوبات التكتل حيز التنفيذ في 5 ديسمبر.
وتضغط بولندا وإستونيا وليتوانيا من أجل سقف أقل بكثير من 65-70 دولاراً للبرميل، الذي اقترحته مجموعة السبع، في حين ضغطت اليونان وقبرص ومالطا من أجل سقف أعلى، أو شكل من أشكال التعويض عن الخسارة المتوقعة في قطاع الشحن الكبير لديها.
ووفقاً لـ”بلومبرغ”، إذا فشل ممثلو الاتحاد في التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن، فلن تتمكن شركات الاتحاد الأوروبي بعد الآن من توفير التأمين والخدمات الأخرى للسفن التي تحمل النفط الخام الروسي والواردات المنقولة بحراً إلى التكتل.
أمَّا إذا نجحوا، فإنه سيُسمح للشركات بنقل الخام الروسي في السفن الأوروبية، وتوفير التأمين والخدمات طالما تمَّ شراء الشحنة بسعر أقل من الحد الأقصى.
قلق بعض البلدان
وتشعر مالطا وقبرص واليونان بالقلق من أن اقتراح مجموعة السبع بشأن السقف السعري منخفض للغاية، مما يضر بقطاعات النقل البحري الكبيرة في تلك الدول. غير أن الدبلوماسيين قالوا إن تلك الدول حصلت على بعض التنازلات في النصوص القانونية ولم تعد تشكل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق.
وهدف فكرة فرض مجموعة السبع لسقف الأسعار هو منع شركات الشحن والتأمين وإعادة التأمين من التعامل مع شحنات الخام الروسي في جميع أنحاء العالم، ما لم تُبع بأقل من السعر الذي تحدده المجموعة وحلفاؤها.
ونظرا لوجود شركات الشحن والتأمين الرئيسية في العالم في دول مجموعة السبع، فإن سقف السعر سيجعل من الصعب جدا على موسكو بيع نفطها بسعر أعلى.