الاحتلال الإسرائيلي يحاصر 50 ألف فلسطيني في رفح
تل أبيب تستعد لغزو بري واسع لقطاع غزة وترتكب المزيد من جرائم الإبادة

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وشنت غارات جوية وقصف مدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، تسببت باستشهاد أكثر من 16 فلسطينياً منذ فجر اليوم الإثنين وحتى لحظة إعداد هذا الخبر.
وأكدت مصادر طبية استشهاد 16 مواطنا وإصابة العشرات جراء غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في وسط وجنوبي قطاع غزة.
وأوضحت المصادر بأن ستة مواطنين استشهدوا وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين بمنطقة قيزان رشوان جنوب خانيونس.
كما أسفر قصف إسرائيلي على منزل في منطقة معن شرق خانيونس عن استشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين.
وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، استشهدت سيدتان وأُصيب عدد من المدنيين في غارة استهدفت منزلاً بالمخيم.
الاحتلال يغتال قيادي في حماس ويحاصر 50 ألفاً في رفح
وقال مسعفون فلسطينيون وحركة حماس إن غارة جوية إسرائيلية على مستشفى ناصر في غزة الأحد، أودت بحياة خمسة أشخاص، بينهم القيادي بالمكتب السياسي للحركة إسماعيل برهوم.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الغارة أصابت قسم الجراحة في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس. وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه على المستشفى.
وأعلنت حماس اغتيال عضو مكتبها السياسي إسماعيل برهوم، في غارة جوية استهدفت مجمع ناصر الطبي الذي كان يُعالج فيه إثر إصابته.
وحذر الدفاع المدني من أن نحو 50 ألف فلسطيني لا يزالون محاصرين في رفح بعد أن فاجأتهم غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ونشر أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيراً على منصة إكس للسكان في حي تل السلطان في غرب رفح بجنوب قطاع غزة، وقال إن الجيش يشن هجوماً هناك.
وقال الجيش فيما بعد إن القوات طوقت تل السلطان في رفح.
وتركت عشرات الأسر منازلها في تل السلطان متجهة صوب خانيونس، بعضهم سيراً على الأقدام، بينما حمل البعض أمتعتهم وأطفالهم على عربات تجرها الحمير.
استعدادات إسرائيلية لغزو بري واسع
وكشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، عن استعدادات إسرائيلية لتطبيق الخطة الكبيرة لرئيس الأركان الجديد إيال زامير، المتمثلة بعملية غزو بري واسع في قطاع غزة، بواسطة تجنيد عدة فرق تشمل وحدات احتياط كثيرة، وصولا إلى فرض حكم عسكري على القطاع أو أجزاء منه.
وأشارت الصحيفة في مقال نشرته للمحلل العسكري، عاموس هرئيل، إلى أن التركيز الإسرائيلي الحالي على الهجمات الجوية، إلى جانب الاقتحامات البرية الصغيرة، يسبق الاستعدادات الإسرائيلية للعملية البرية الواسعة.
ولفتت إلى أنّ زامير قال للوزراء إنه “يعتقد أن خطته يمكن أن تؤدي في هذه المرة إلى تحقيق الهدف الذي لم تحققه إسرائيل خلال سنة ونصف من الحرب، وهو التدمير المطلق لسلطة حماس وقدرتها العسكرية”.
ونقلت “هآرتس” عن مصادر أمنية، أن إسرائيل ما زالت تبقي مجالا لصفقة مؤقتة، التي خلالها يتم إطلاق سراح الأسرى، لكن حسب أقوال هذه المصادر وإزاء الضغط السياسي للحكومة بفضل توسيع القتال، فإنه يبدو أن خطة زامير هذه سيتم تطبيقها دون تحقيق صفقة.
وتابعت الصحيفة: “خطة نتنياهو طموحة جدا، ولا تواجه تحفظات مهمة وواضحة من قبل كبار ضباط الجيش والشباك. النية هي استغلال العملية العسكرية بقيادة زامير لفرض الحكم العسكري في القطاع، أو في جزء كبير منه، مع نقل السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية للجيش الإسرائيلي”.
تشكيك إسرائيلي في أهداف وتوقيت استئناف حرب الإبادة ضد غزة
ونوهت الصحيفة العبرية إلى أن “رئيس الأركان السابق، هرتسي هليفي، عارض ذلك بشدة، وحذر من أنه محظور السماح بوضع يقتل فيه الجنود في أثناء توزيع الطحين على السكان المدنيين الفلسطينيين”.
وذكرت أن “إسرائيل تنشر حاليا سحابة دخان حول نوايا الحكومة والجيش الحقيقية، مع انتظار بشرى في المفاوضات، التي مشكوك فيها أن تصل، ويمهدون الأرض للعملية الواسعة لاحتلال القطاع وإعادة سيطرة إسرائيل الكاملة عليه”.
وأردفت بقولها: “هذا سيحدث في الوقت الذي تدفع فيه الأحزاب اليمينية المتطرفة في الحكومة إلى إعادة الاستيطان والطرد القسري للفلسطينيين، الذي سيعرض على أنه “هجرة طوعية” بدعم ترامب”.
وتابعت: “العميد احتياط عوفر فنتر يستعد الآن لعمل في قيادة إدارة تشجع الهجرة. في حين أن استطلاع لجهاز الأمن في أوساط الفلسطينيين يتوقع أن ربع السكان تقريبا وافقوا على الهجرة، رغم أنه من غير الواضح أن دولة ستوافق على استيعاب سكان من غزة”.
وأشارت “هآرتس” إلى أن الصحفي عميت سيغل، القريب من نتنياهو، كتب يوم الجمعة الماضي في صحيفة “يديعوت احرونوت”، أن توجه نتنياهو هو تغيير مطلق لقواعد اللعب، بدعم كامل من ترامب.
وذكرت أن “الإدراك بأن الحرب توشك على التوسع مع الخطر على حياة المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة وعلى حياة جنود الجيش الإسرائيلي، يثير مجددا النقاش في جيش الاحتياط”.
ومنذ استئناف عمليات الإبادة الإسرائيلية على غزة، الثلاثاء الماضي،، استشهد ما لا يقل عن 673 فلسطينيا في القطاع المحاصر والمدمر، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وترتكب “إسرائيل” منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أمريكي غير محدود، جرائم إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.