الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصار مخيم جباليا ويرتكب 4 مجازر جديدة
ما يحدث في قطاع غزة "يشبه أعماق الجحيم"
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر جديدة في قطاع غزة راح ضحيتها 62 شهيدا و220 مصابا خلال ال 24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان إلى 42 ألفا و289 شهيدا و98 ألفا و684 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما تواصل القوات الإسرائيلية حصار مخيم جباليا منذ 11 يوم، وتنفذ فيه أعمال إبادة جماعية واسعة.
ونفذ الاحتلال مجزرة في مخيم جباليا استشهد فيها 11 فلسطينيا جراء استهداف منزل عائلة السيد بمنطقة الفالوجا في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
كما أفادت مصادر محلية باستشهاد 3 وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على منطقة بركة أبو راشد وسط المخيم، فيما لا تزال الطواقم الطبية عاجزة عن انتشال عشرات الجثث من الشوارع وتحت الأنقاض نتيجة للتهديدات الإسرائيلية.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الاثنين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 342 فلسطينيا، ويواصل سياسة التجويع ضد سكان شمال غزة ضمن عمليته المستمرة منذ 10 أيام، في إطار خطة “التهجير الأمريكية الإسرائيلية”.
الموت جوعاً
وقال المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان، الاثنين، إن نحو 400 ألف فلسطيني مهددون بـ”الموت جوعا وعطشا” في محافظتي غزة وشمال القطاع، جراء الحصار الإسرائيلي ومنع وصول المساعدات في وقت تواصل إسرائيل شن عملية عسكرية منذ عشرة أيام ضمن حرب الإبادة المستمرة منذ عام.
وأضاف: أن “نحو 200 ألف فلسطيني في محافظة شمال غزة (بيت حانون، جباليا، بيت لاهيا) غير قادرين منذ 10 أيام كاملة على الحصول على أي مواد غذائية أو ماء للشرب، نتيجة الحصار والعملية العسكرية”.
وأشار إلى أن “من ينجو من قصف إسرائيل مهدد بالقتل بالتجويع والتعطيش في واحدة من أكبر جرائم القتل بالتجويع، ما يعكس النية الواضحة باستخدام التجويع كسلاح قتل وفرض أحوال معيشية يقصد بها التدمير الفعلي للفلسطينيين في غزة، ضمن جريمة الإبادة”.
أعماق الجحيم
بدوره، قال جيريمي ستونر، المدير الإقليمي لمنظمة “أنقذوا الأطفال” في الشرق الأوسط، إن ما يحدث في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية إسرائيلية، “يشبه أعماق الجحيم”.
جاء ذلك في بيان للمنظمة التي أفردت حيزا لتصريحات مديرها الإقليمي في الشرق الأوسط، الاثنين.
وأضاف ستونر: “مع أنباء الهجمات على الأطفال والعائلات كل يوم، ما نراه في غزة الآن يشبه أعماق الجحيم، لا يوجد أي مكان آمن”.
وأكد ستونر أن سكان شمال غزة محرومون من الطعام منذ أسبوعين، ويتعرضون للقصف في منطقة لا يستطيعون مغادرتها.
ويحاول الجيش تهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وسط اتهامات فلسطينية لتل أبيب بالعمل على احتلال المنطقة وتفريغها من سكانها عبر الحصار والتجويع والقتل.
ولفت ستونر إلى أن “أوامر التهجير” تحمل خطر التحول إلى “أوامر إعدام” بسبب حرمان الأطفال من سبل البقاء على قيد الحياة.
وأضاف: “ما هي الأهداف العسكرية التي يمكن أن تبرر قتل المدنيين على هذا النطاق الهائل؟ لا ينبغي استخدام مفهوم الأضرار الجانبية لتبرير القتل المتوقع للأطفال”.
ولفت ستونر إلى أن المنظمة بدأت الجولة الثانية من تطعيمات شلل الأطفال في دير البلح اليوم، وهم يواجهون القنابل والنيران على بعد 500 متر فقط.
وتابع: “من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن هذه حرب على الأطفال… من غير وقف لإطلاق النار لن تؤدي هذه اللقاحات إلا إلى تأجيل معاناة الأطفال بدلا من منعها”.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ أكثر من عام حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.