الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على الضفة الغربية ويحشد قواته على حدود غزة

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الضفة الغربية المحتلة، بعد تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعم “ضم” الضفة، كما حشد قوات إضافية بما في ذلك الاحتياط لاسئناف الحرب قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مخيم العروب شمالي الخليل واعتقل مجموعة من الشبان.
كما اقتحم جيش الاحتلال بلدة كوبر شمالي رام الله، ومخيم بلاطة شرقي نابلس، وبلدة الخضر جنوبي بيت لحم.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن جيش الاحتلال اقتحم بلدة كفر اللبد شرقي طولكرم وحاصر منزلين، وسط إطلاق الرصاص وتحليق طائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
ويحشد لاستئناف الحرب على قطاع غزة
وعلى صعيد قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه حشد قوات إضافية بما في ذلك الاحتياط في منطقة القيادة الجنوبية قرب القطاع “استعدادا للسيناريوهات المختلفة”.
ذلك بعد وقت قصير من تأكيد رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو أنه أوعز للجيش بحشد القوات داخل القطاع وحوله.
وقال جيش الاحتلال في بيان: “بناء على تقييم الوضع والقرار برفع حالة الاستعداد والجاهزية في منطقة القيادة الجنوبية تقرر تعزيز إضافي وواسع للقوات بما فيه استدعاء قوات احتياط”.
و”القيادة الجنوبية” مسؤولة عن منطقة جنوب إسرائيل بما في ذلك المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة.
ومساء الاثنين، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن الجيش ألغى إجازات جنوده من “فرقة غزة” (تابعة للقيادة الجنوبية)، ورفع حالة التأهب بين قواته المتواجدة بالقطاع، استعدادا لاستئناف القتال حال انهار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس.
ومنذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار، سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي معظم قواته من قطاع غزة، وكان آخرها الأحد من محور نتساريم وسط القطاع.
وحاليا توجد فقط “فرقة غزة” والفرقة “162” وهي القوات التي تنتشر في المحيط الأمني الذي أقامه الجيش داخل القطاع قرب الحدود الإسرائيلية، وكذلك على طول محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، وفق إعلام عبري.
وفي بيانه، أضاف الجيش: “يأتي تعزيز القوات (بمنطقة القيادة الجنوبية) واستدعاء الاحتياط بهدف الاستعداد للسيناريوهات المختلفة”.
تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين
وفي وقت سابق مساء الثلاثاء، زعم نتنياهو “إعلان حماس انتهاك الاتفاق وعدم الإفراج عن مختطفينا”، وأضاف: “أصدرتُ مساء أمس (الاثنين) تعليماتي للجيش الإسرائيلي بحشد القوات داخل قطاع غزة وحوله”.
وأعلنت حركة حماس الاثنين، تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل إلى إشعار آخر، إلى حين التزام تل أبيب بتنفيذ بنود الاتفاق ومنها عدم استهداف الفلسطينيين بالقطاع وإدخال المساعدات الإنسانية.
ورغم وقف إطلاق النار، يطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي بوتيرة شبه يومية النار عبر مسيّراته صوب فلسطينيين في مناطق مختلفة من القطاع، ما أوقع 92 قتيلا فلسطينيا و822 مصابا “في استهدافات مباشرة منذ سريان اتفاق التهدئة بالقطاع في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي”.
وتوعد نتنياهو بأنه “إذا لم تُعِد حماس مختطفينا بحلول ظهر السبت، فسيتم إنهاء وقف إطلاق النار، وسيستأنف الجيش الإسرائيلي القتال بكامل قوته حتى الحسم النهائي لحماس”.
وبينما لم يحدد نتنياهو عددا للأسرى الإسرائيليين الذين طالب حماس بإطلاق سراحهم السبت، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من مساء الثلاثاء عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، قولهم إنه “إذا أفرجت حماس عن 3 أسرى يوم السبت فإن المرحلة الأولى من الاتفاق ستستمر”.
ترامب والملك عبد الله
وكان ترامب دعم مساعي إسرائيل لضم الضفة، الثلاثاء، خلال لقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وردا على سؤال عن ضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة، قال ترامب للصحفيين: “الأمر سينجح”.
وقال الملك عبد الله الثاني إنه أبلغ ترامب “معارضته الشديدة لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة”، بحسب منشور على منصة “إكس” إثر لقائه الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.
وأوضح العاهل الأردني أن ذلك “موقف عربي مشترك”، واصفا اجتماعه مع ترامب بأنه “بناء”.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى الإفراج عن أسرى والتفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.