الانتكاسات الاقتصادية تضعف آمال الرئيس الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي
ضعفت آمال الرئيس الأميركي جو بايدن في إعادة ضبط الوضع السياسي في البلاد من قبل سلسلة لا هوادة فيها من الانتكاسات الاقتصادية، وهو ما زاد من التحديات التي يواجهها الديمقراطيون وهم يحاولون استمالة الناخبين قبل انتخابات التجديد النصفي الحاسمة المقررة في نوفمبر المقبل، بحسب ما ذكرت وكالة “بلومبرغ”.
وأضافت الوكالة، في تقرير نشرته السبت، أن أسعار البنزين في الولايات المتحدة قد ارتفعت إلى مستويات قياسية، كما تجاوز معدل التضخم في أبريل كافة التوقعات، وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا، وبات جزء منخفض بشكل قياسي من الأميركيين يعتقد أن الوقت الحالي مناسباً لشراء منزل.
وتابعت أنه فوق كل ذلك، أدى النقص في توفر حليب الأطفال إلى ترك الآباء في أغنى دولة في العالم يبحثون عنه على أرفف المتاجر الفارغة لإطعام أطفالهم، وهي الأزمة التي أثارت إدانة من الحزبين في “الكابيتول هيل”، حيث اتهم المشرعون الإدارة بالتحرك ببطء شديد بعد إغلاق مصنع “أبوت لابوراتوريز” في ميشيجان بسبب قضايا تتعلق بالسلامة.
تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا
وأشارت الوكالة إلى أنه بالنظر إلى تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، واستمرار وباء كورونا، حيث تجاوزت الولايات المتحدة مليون حالة وفاة بسبب الفيروس هذا الأسبوع، فإنه لا عجب أن تكون الحالة المزاجية للبلاد قاتمة.
واعتبرت أن عدم قدرة بايدن على تهدئة القلق المتزايد لدى الأميركيين قد اتضحت جلياً في تسجيل مؤشر ثقة المستهلك الأميركي، الذي صدر الجمعة، أدنى نسبة له منذ عام 2011، وذلك بانخفاض 6 نقاط من نسبة أبريل الماضي، والتي كانت أسوأ من أي توقع في الاستطلاعات التي أجرتها.
ورأت الوكالة أن الأزمات الاقتصادية التي تواجهها الولايات المتحدة، ورد الفعل الفاتر من قبل الإدارة، يمثلون ضربة للوعد الأساسي الذي قدمه بايدن قبل رئاسته للبلاد، والذي تمثل في أنه سيعيد الكفاءة إلى البيت الأبيض.
وأضافت أنه هناك إشارات واضحة على أن الأميركيين يلقون باللوم على رئيسهم، إذ أعرب 38% فقط منهم عن تأييدهم لأدائه، وذلك وفقاً لاستطلاع أجرته جامعة “مونماوث” الخميس، إذ قال معظم المشاركين في الاستطلاع إنه بات من الصعب الآن دفع ثمن الضروريات مثل الغاز وفواتير البقالة ومصاريف التأمين الصحي.
إلقاء اللوم على الآخرين
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الجمعة “نحن نتفهم أن هناك تحديات يتعامل معها الأميركيون كل يوم، فالأسعار مرتفعة للغاية، وباتت تكلفة ملء خزان الوقود مرتفعة بشكل كبير، كما أصبح الطعام في المتاجر باهظ الثمن، ولكن ينصب تركيزنا الآن على اتخاذ كل خطوة ممكنة لمعالجة هذه المشاكل”.
ومع ذلك، سعى بايدن في كثير من الأحيان إلى إلقاء اللوم على الآخرين، إذ قال إن تكلفة البنزين والمواد الغذائية قد باتت باهظة بسبب ارتفاع الأسعار الذي تسبب فيه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في إشارة إلى الغزو الذي أمر به الأخير لأوكرانيا، كما قال الأسبوع الماضي إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي هو المسؤول بشكل أساسي عن مكافحة ارتفاع الأسعار.
ووفقاً لـ”بلومبرغ”، فإن أزمة حليب الأطفال تُمثل خطراً سياسياً حاداً، إذ يتطلع الديمقراطيون إلى إعادة توجيه استراتيجيتهم في انتخابات التجديد النصفي لجذب الناخبات بعد تسريب مسودة رأي للمحكمة العليا قد تبطل حكم “رو ضد وايد” الذي يسمح بالإجهاض على الصعيد الوطني.
وذكرت أن مساعدي البيت الأبيض يقرون بأن العديد من الأميركيين يشعرون بتكاليف التضخم بشكل أكثر عمقاً من الأخبار التي تشير إلى أن الوضع العام للاقتصاد ما زال جيداً، وأن المشكلة تكمن فقط في أن بعض الاتجاهات تبدو غير مؤاتيه، وهو ما قالت إنه يفسر سبب تكثيف بايدن في الأيام الأخيرة لجهوده للتخلي عن مسؤوليته عن بعض المخاوف الرئيسية الموجودة لدى الأميركيين.
ولفتت الوكالة إلى أن بايدن أقر في الوقت نفسه بالأزمة السياسية التي يواجهها، إذ قال للمانحين الديمقراطيين، في شيكاغو، الأربعاء “سيكون الأمر صعباً، لأن التضخم يخيف الجميع، والآن لدينا مشكلة يتعين علينا التعامل معها، كما أنه في غضون ذلك لا يمكننا أن تجاهل كل ما يمكن أن يحدث في حال لم نتمكن من الفوز”.