الانتهاء من صياغة 70% – 80% من مسودة الاتفاق النووي مع إيران
كشف دبلوماسيون أوروبيون بارزون لوكالة “رويترز”، اليوم الثلاثاء، أنه تم الانتهاء حتى الآن من صياغة 70% إلى 80% من مسودة الاتفاق النووي مع إيران في محادثات فيينا.
وذكر دبلوماسيون من ترويكا الاتحاد الأوروبي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أنهم يتوقعون الآن بدء العمل مع إيران بعد استئناف المحادثات، الاثنين، مشيرين إلى أن “القوى الأوروبية ما زالت تنتظر تأكيداً أنها ستتمكن من استئناف المحادثات النووية مع إيران من حيث توقفت في يونيو”.
وقال الدبلوماسيون الأوروبيون، إنه “ستكون هناك مشكلة إذا لم تبد إيران جدية في المفاوضات النووية مع القوى العالمية هذا الأسبوع”، وأشاروا إلى أنهم “لم يحلوا بعد القضية الشائكة المتعلقة بما ينبغي فعله إزاء أجهزة الطرد المركزي المتطورة، التي تستخدمها إيران لتخصيب اليورانيوم”.
وأضاف دبلوماسي أن “النصوص المتفق عليها مع إيران ليست ثابتة حتى الآن”، على الرغم من أن القوى الأوروبية “تتوخى الحذر من تغييرها” بحسب قوله.
وقال الدبلوماسيون أن “هناك ضرورة ملحة للتوصل إلى نتائج”، لكنهم “لا يريدون فرض مواعيد نهائية مصطنعة”.
مجرد “مسودة”
وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، الثلاثاء، أن طهران اتخذت موقفاً متشدداً من استئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي في فيينا، وذلك على خلفية تصريحات لكبير المفاوضين الإيرانيين، اعتبر فيها أن ما نوقش هو مجرد “مسودة”.
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، أن كل شيء تم نقاشه حتى الآن هو “مسودة”، مضيفاً في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني: “لذلك لم يتم الاتفاق على شيء. وعلى هذا الأساس، تم تلخيص جميع المناقشات التي جرت في الجولات الست، وخاضعة للمفاوضات. هذا ما أقرته جميع الأطراف في اجتماع الثلاثاء أيضاً”.
واعتبرت الوكالة الأميركية أن هذا الموقف (الإيراني)، يشير إلى أنه يمكن إعادة التفاوض على كل شيء نوقش في الجولات الدبلوماسية السابقة.
وتُشكل تصريحات باقري وفقاً لـ”أسويتد برس”، تناقضاً مع تصريحات كان أدلى بها، الاثنين، منسق الاتحاد الأوروبي في محادثات إحياء الاتفاق النووي إنريكي مورا، والتي قال فيها إن “الوفد الإيراني يُمثّل إدارة جديدة في طهران ذات حساسيات سياسية جديدة مفهومة، لكنها وافقت على أن العمل المنجز خلال الجولات الست الأولى هو أساس جيد لبناء المحادثات في المستقبل. لذلك لا جدوى من التراجع”.
وأظهر مقطع عرضه التلفزيون الرسمي الإيراني أن باقري يقول إن إيران طالبت “بضمان من الولايات المتحدة بعدم فرض عقوبات جديدة، أو عدم إعادة فرض العقوبات التي سبق رفعها”. وهو المطلب الذي كرره أيضاً رئيس الطاقة النووية المدنية في إيران محمد إسلامي، خلال تصريحات لوكالة “إيرنا” للأنباء.
وقال إسلامي “المحادثات (في فيينا) تدور حول عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، وعليها رفع جميع العقوبات، وهذا يجب أن يكون عمليا ويمكن التحقق منه”.
بدوره، أشار كبير ممثلي روسيا في محادثات فيينا، ميخائيل أوليانوف، في تغريدة الثلاثاء، إلى أن استئناف المفاوضات كان “ناجحاً للغاية”. وتابع: “قرر المشاركون مواصلة عملية الصياغة دون تأخير في مجموعتي عمل بشأن رفع العقوبات والقضايا النووية. هذا العمل يبدأ على الفور
تركيز على رفع العقوبات
وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعید خطيب، إن فريق التفاوض النووي الإيراني يركز في مباحثات فيينا التي استؤنفت الاثنين، “على رفع العقوبات”، مؤكداً أن طهران “لا تتعهد بأي التزامات غير واردة في الاتفاق النووي” المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى.
وشهدت العاصمة النمساوية، الاثنين عقد الجولة السابعة من المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، بعد 5 أشهر من تعليق المحادثات، التي تضم إيران والدول الخمس التي ما زالت منضوية في الاتفاق الموقع عام 2015، وهي فرنسا وروسيا وبريطانيا والصين وألمانيا، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة “إرنا” الإيرانية للأنباء عن خطيب زاده قوله: “ما يحدث في فيينا هو التركيز على رفع العقوبات، ولا نقبل أي شيء أقل من هذا”، لافتاً إلى أن طهران “لا تتعهد بأي التزام أكثر مما ورد في الاتفاق النووي”.
وأشار إلى أن “محادثات خطوة بخطوة والالتزامات الجديدة لا مكان لها في مفاوضاتنا”، مؤكداً أن “الحكومة الإیرانیة جلست علی طاولة مفاوضات فيينا بإرادة جادة.
وأضاف خطيب زاده أنه “إذا دخلت الأطراف الأخری مفاوضات فيينا بنية حسنة لرفع العقوبات بدلاً من إهدار الوقت، حينها يمكننا القول إن المفاوضات تسير على المسار الصحيح”.