البرلمان التركي يوافق على تمديد عمل القوات التركية في ليبيا
الخطوة التركية تتعارض مع الجهود السياسية الإقليمية والدولية لحل الأزمة الليبية
وافق البرلمان التركي، اليوم الثلاثاء، على طلب من رئيس النظام رجب طيب أردوغان بتمديد عمل قوات عسكرية تركية في ليبيا لمدة 18 شهرا، وذلك في وقت تدعم فيه أنقرة بشكل قوي حكومة السراج غير الدستورية بطرابلس.
وقال البرلمان التركي عبر حسابه بموقع “تويتر”، إنه “تمت المصادقة على طلب أردوغان بتمديد مذكرة التفويض لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لمدة 18 شهر”.
Anayasa’nın 92’nci maddesine göre verilen 3/(1459) esas numaralı Libya'ya asker gönderilmesine dair verilen iznin süresinin 18 ay süreyle uzatılmasına ilişkin Cumhurbaşkanlığı tezkeresi görüşülüyor.
— TBMM Genel Kurulu (@TBMMGenelKurulu) December 22, 2020
وجاء ذلك ردا على مذكرة رئاسية في يوم 12 من الشهر الجاري تطلب تمديد صلاحية الحكومة في إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لمدة 18 شهرًا إضافية.
وكان رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن، في يناير/ كانون الثاني الماضي، “بدء تحرك وحدات الجيش التركي إلى ليبيا من أجل التنسيق والاستقرار”.
وأضاف أن “الجنود الأتراك بدأوا في الانتقال إلى ليبيا على مراحل ولكن ليس كقوات محاربة”.
يذكر أن البرلمان التركي وافق على طلب أردوغان، بالسماح إرسال قوات عسكرية تركية لدعم حكومة طرابلس التي يترأسها فائز السراج.
فيما صوت مجلس النواب الليبي بالإجماع، على قطع العلاقات مع تركيا.
المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي فتحي المريمي، قال إن “المجلس الشرعي رفض منذ البداية وجود هذه القوات، وبالتالي لا يوافق على تمديد بقائها في ليبيا”.
واتهم المريمي رئيس حكومة طرابلس فايز السراج بـ”الخيانة العظمى”، عقب توقيعه مذكرتي تفاهم في نوفمبر 2019 مع أردوغان، أرسلت أنقرة بموجبهما قوات عسكرية ومرتزقة إلي ليبيا منذ يناير الماضي.
ولفت إلى اتفاق اللجنة العسكرية الليبية المشتركة المعروفة بـ”5+5″، الذي يقضي بخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
وشدد المستشار الإعلامي على أن “تركيا تبحث عن مصالحها، ونظرا لأنها تمر بأزمة مالية داخلية، فإنها تسعى عبر وجودها في ليبيا لتعويض خسائرها باستنزاف الموارد الليبية”.
وفي وقت سابق، قال عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان الليبي، علي التكبالي، أن هذا التفويض الرئاسي الذي يستهدف إطالة بقاء تركيا في ليبيا، يسعى من ورائه الأتراك إلى تثبيت أنفسهم وترسيخ وجودهم بين الليبيين ضاربين بعرض الحائط كل القرارات الدولية والاتفاقيات التي تنص على إخراج القوات الأجنبية من ليبيا.
وأضاف أن أنقرة لا تريد السلام في ليبيا ولن تسمح بتقارب الأطراف السياسية ولا بأي تسوية سياسية تتعارض مع مصالحها، مشيرا إلى أن أنقرة بدأت بالفعل في تعزيز تواجدها العسكري من خلال الرحلات المكثّفة التي تسيّرها إلى غرب ليبيا لنقل الجنود والعتاد.
وتابع التكبالي، أن المبررات التي قدمتها رئاسة النظام التركي إلى البرلمان من أجل الموافقة على المذكرة والتي قالت فيها إن الهدف من تمديد بقاء قواتها هو تحقيق وقف إطلاق النار والوصول إلى تسوية سياسية، إضافة إلى الدوافع الإنسانية “مضحكة وغير منطقية، لا يمكن أن تخفي الأطماع التركية في ليبيا”.
يشار إلى أن الخطوة التركية الجديدة تتعارض مع الجهود السياسية الإقليمية والدولية المبذولة حاليا لإيجاد حل للأزمة السياسية، كما تتجاهل رغبة الليبيين في تحقيق السلام، فضلا عن أنّها تعدّ خرقا واضحا للمادة الثانية من الاتفاق العسكري لوقف إطلاق النار الموقع في جنيف منتصف أكتوبر الماضي.
ومطلع العام الحالي، وافق البرلمان التركي على مشروع قرار يفوّض الحكومة بإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة السراج، وذلك لمدة عام واحد تستمر لغاية 7 يناير 2021 قابلة للتمديد، بناء على مذكرة أرسلتها رئاسة النظام التركي.
وتنص المادة الثانية على “تجميد جميع الاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وخروح أطقم المدربين الأجانب إلى حين استلام الحكومة الموحدة مهامها وتكليف الغرفة الأمنية المشكلة بموجب هذا الاتفاق باقتراح وتنفيذ ترتيبات أمنية خاصة تكفل تأمين المناطق التي تم إخلاؤها من الوحدات العسكرية والتشكيلات المسلحة”.