البيت الأبيض يستبعد الهدنة في غزة ومجلس الأمن يبحث تداعيات الحرب
أكد البيت الأبيض، يوم الخميس بأن “إسرائيل وحركة “حماس” ليستا قريبتين من التوصل إلى اتفاق آخر” بشأن هدنة إنسانية جديدة في الحرب الدائرة بقطاع غزة، فيما يجتمع مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا، اليوم الجمعة، لبحث تداعيات الحرب على غزة المندلعة منذ أكثر من شهرين.
وقال معاون الأمن القومي بالبيت الأبيض جون فاينر، الخميس، إن الولايات المتحدة لم تعط إسرائيل موعداً نهائياً محدداً لإنهاء العمليات القتالية مع حركة حماس في غزة، وإن الحرب إذا توقفت الآن، ستظل حماس تشكل تهديداً.
وأوضح فاينر خلال منتدى أمني إن الولايات المتحدة تعتقد أن كثيراً من الأهداف الأمنية لإسرائيل لا تزال في جنوب القطاع.
اجتماع لمجلس الأمن
ويعقد مجلس الأمن اجتماعاً، اليوم الجمعة، يستمع فيه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي استخدم للمرة الأولى المادة 99 من الميثاق التأسيسي للمنظمة الدولية، للتحذير من أن الحرب في غزة “قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلام والأمن الدوليين”.
وبحث المجلس تداعيات الحرب على غزة المندلعة منذ أكثر من شهرين، وذلك بعد أن حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في خطوة نادرة رسميا، على استخدام كل نفوذه لمنع وقوع كارثة إنسانية في القطاع المحاصر.
ويأتي الاجتماع وسط استعدادات للتصويت على مشروع قرار مدعوم عربياً ودولياً يطالب بوقف النار، في حين لا تزال إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترفض مثل هذا التوجه.
كما تعد “المادة 99” التي استند إليها غوتيريش، أقوى أداة على الإطلاق يمكن أن يستخدمها أي أمين عام للأمم المتحدة، لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمن والسلم الدوليين.
وجاءت دعوته بعد ساعات من وضع مشروع القرار تحت “الإجراء الصامت”، مما يعني أنه يمكن التصويت عليه في أي وقت اعتباراً من الجمعة.
وقد لجأ أنطونيو غوتيريش للمرة الأولى منذ تعيينه أمينا عاما للأمم المتحدة في عام 2017، إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تسمح للزعيم الأممي بإحالة أي مسألة يعتقد أنها تهدد “السلام والأمن الدوليين” إلى مجلس الأمن، وذلك نظرا لحجم الخسائر في الأرواح في غزة وإسرائيل في غضون فترة وجيزة.
فأرسل الأمين العام خطابا إلى رئيس مجلس الأمن الخميس، يفعّل فيه للمرة الأولى المادة النادرة بعد أن كرر دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.
كما كتب غوتيريش في رسالته إلى مجلس الأمن، أن العالم يواجه خطرا شديدا لانهيار النظام الإنساني، مشدداً على أن الوضع يتدهور بسرعة ويتحول إلى كارثة ذات آثار محتملة لا رجعة فيها على الفلسطينيين ككل وعلى السلام والأمن في المنطقة.
وأضاف أنه يجب تجنب مثل هذه النتيجة بأي ثمن، مكرراً دعوته إعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، قائلاً: “هذا أمر ملح”.
ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين
يشار إلى أن الظروف الإنسانية السيئة في قطاع غزة كانت تفاقمت إلى حد كبير، منذ انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر 7 أيام فقط بين إسرائيل وحماس في الأول من ديسمبر الجاري، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وبينما دخلت العشرات من شاحنات المساعدات التي تحمل الإمدادات الإنسانية والوقود إلى غزة عبر مصر منذ يوم الثلاثاء، إلا أن قدرة الأمم المتحدة على تلقي حمولات المساعدات الواردة تضررت بشكل كبير خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب عدة عوامل، بما في ذلك نقص الشاحنات.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إن من بينها انقطاع الاتصالات والأعمال العدائية.
في حين ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة إلى أكثر من 16200 فلسطيني، بحسب وزارة الصحة.
أما الولايات المتحدة، التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، فكانت دعت إسرائيل إلى تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وضغطت على الحكومة الإسرائيلية للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، لكنها لم تدع حتى الآن إلى وقف كامل لإطلاق النار، قائلة إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص في إسرائيل.