الجيش الأميركي ينهي مهمة تركيب الممر البحري قبالة غزة
بلغت تكلفته نحو 230 مليون دولار حسب تقديرات "البنتاغون"
بعد أن أصبح مثار خلاف في الكونغرس إذ وصفه الجمهوريون بأنه حيلة سياسية من بايدن الذي كان يتعرض لضغوط من زملائه الديمقراطيين لبذل المزيد من الجهد لمساعدة الفلسطينيين، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، أن مهمته لتركيب الممر البحري وتشغيله قبالة ساحل قطاع غزة انتهت، منهياً بصورة رسمية جهوداً استثنائية لكنها متعثرة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.
وقال الأميرال بسلاح البحرية براد كوبر نائب قائد القيادة المركزية الأميركية في إفادة صحافية: “اكتملت المهمة البحرية التي تتضمن الرصيف العائم. لذا، لا يوجد داعٍ بعد الآن لاستخدام الرصيف”.
وأضاف كوبر أن جهود توزيع المساعدات المنقولة بحراً في غزة ستتحول الآن إلى ميناء أسدود في إسرائيل.
وتابع قائلاً إن ما لا يقل عن 5 ملايين رطل من المساعدات الموجودة إما في قبرص أو على متن سفن ستتوجه إلى أسدود في الأيام المقبلة.
وزعم كوبر: “يشير تقييمنا إلى أن الممر البحري المؤقت حقق أثره المنشود بزيادة كمية كبيرة جداً من المساعدات إلى غزة وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة بسرعة”، مضيفاً أن قرابة 20 مليون رطل من المساعدات جرى إيصالها إلى غزة.
حيلة سياسية من بايدن
وأصبح الرصيف بؤرة خلاف في الكونغرس إذ وصفه الجمهوريون بأنه حيلة سياسية من بايدن الذي كان يتعرض لضغوط من زملائه الديمقراطيين لبذل المزيد من الجهد لمساعدة الفلسطينيين وذلك عقب الدعم القوي الذي أظهره على مدى أشهر لحرب إسرائيل على غزة.
وقال السناتور روجر ويكر: “ربما يكون قد انتهى هذا الفصل في نظر الرئيس بايدن، لكن الإحراج القومي الذي سببه هذا المشروع لم ينته. المعجزة الوحيدة هي أن هذه العملية التي كان مصيرها الفشل المؤكد منذ البداية لم تزهق حياة أي أميركي”.
وويكر هو أبرز سناتور جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ.
من ناحيته، توقع الأميرال براد كوبر نائب قائد القيادة المركزية الأميركية أن تبلغ تكلفة الرصيف، الذي صدر تفويض باستخدامه حتى نهاية يوليو، أقل من 230 مليون دولار، وهو المبلغ الذي قدرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وأوضح كوبر أن الولايات المتحدة سلمت حتى الآن مساعدات تتجاوز مليون رطل من المساعدات الإنسانية عبر أسدود، وعبر عن ثقته في إمكانية تسليم المزيد عبر ذلك الميناء.
وأضاف: “نتطلع إلى عبور مساعدات أخرى تبلغ ملايين الأرطال عبر هذا المسار”.
ومع إدخال المساعدات التي اشتدت الحاجة إليها عبر الرصيف إلى منطقة تجميع على شاطئ غزة، تعين إزالة الرصيف العائم البالغ طوله 370 متراً عدة مرات بسبب الطقس السيئ.
المساعدات بحراً ليس بديلاً البر
ولم يُستخدم الرصيف منذ يونيو الماضي حينما نُقل إلى ميناء أسدود بسبب أمواج البحر الهائجة. ولم يتضح ما إذا كان الجيش الأميركي قد بدأ في تفكيك الرصيف البحري في أسدود قبل عودته المتوقعة إلى الولايات المتحدة.
وعلّق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة العمليات في الرصيف خلال يونيو، لدواعٍ أمنية ما تسبب في تراكم المساعدات على شاطئ غزة.
ولطالما قالت الأمم المتحدة إن إيصال المساعدات بحراً ليس بديلاً عن إيصالها براً. وذكرت أن من الضروري أن تظل الطرق البرية محور عمليات الإغاثة في القطاع الذي قال مرصد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الشهر الماضي، إنه يواجه ارتفاع خطر حدوث مجاعة.
ويقول مسؤولو الإغاثة إن غزة تحتاج إلى نحو 600 شاحنة من الإمدادات الإنسانية والتجارية يومياً لتلبية احتياجات السكان.