الجيش الروسي: الدفاعات الجوية السورية أسقطت 22 صاروخا أطلقتها إسرائيل
كشف الجيش الروسي، أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 22 صاروخا أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية خلال غارة جوية على أهداف في سوريا.
وقال الأدميرال فاديم كوليت، رئيس مركز المصالحة العسكري الروسي في سوريا، إن ست مقاتلات إسرائيلية استهدفت منشآت في محافظتي دمشق وحمص من المجال الجوي اللبناني في وقت متأخر من الخميس.
وأضاف ان الدفاعات الجوية السورية تمكنت من إسقاط 22 من أصل 24 صاروخا أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية باستخدام منظومة دفاع جوي روسية من طرازي بانتسير – إس، وبوك- ام 2.
ولم يصدر تعليق على الفور من إسرائيل، التي نادرا ما تعلق على عملياتها العسكرية في سوريا.
جاء بيان كوليت في أعقاب تقرير لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أورد أن وحدات الدفاع الجوي السوري ردت على غارة جوية إسرائيلية استهدفت ريف دمشق ومحافظة حمص. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات أو اضرار.
الجيش السوري يحشد على محاور محيط درعا
وفي سياق آخر، أفاد مصدر عسكري في درعا عن استقدام المزيد من الحشود العسكرية للجيش السوري على محاور محيط درعا البلد ومواقع عدة بمحافظة درعا، وذلك للوقوف على تطبيق بنود الاتفاق والاستعداد لكافة الحلول الممكنة.
ويأتي إرسال هذه التعزيزات تزامناً مع استمرار اعتداءات المجموعات الإرهابية المتشددة على نقاط الجيش والتي كان آخرها يوم الأمس خلال استهداف نقاط الجيش في حي المنشية واستهداف سيارة عسكرية في الريف الغربي لدرعا ما أسفر عن ارتقاء 5 عناصر من الجيش السوري وإصابة اثنين آخرين إضافة لاستهداف سيارة تابعة لحرس الحدود بعبوة ناسفة خلال اليومين الماضيين.
وتتزامن هذه التطورات مع استمرار الخروقات لقرار وقف إطلاق النار واستمرار تعنت المجموعات الإرهابية في تطبيق بنود الاتفاق السلمي وتهديد كل من يذهب لتسوية وضع بالقتل من قبل إرهابيي درعا البلد، ويتوازى ذلك مع انتهاء القسم الأول من المرحلة الأولى دون تنفيذ أي بند، ويتضمن هذا القسم بنود خروج المسلحين الرافضين للاتفاق وبدء تسوية أوضاع المطلوبين وتسليم كامل السلاح للجهات الأمنية.
بنود اتفاق حي (درعا البلد)
هذا وكانت الحكومة السورية اتخذت في وقت سابق الاستعدادات اللوجستية اللازمة لتنفيذ بنود اتفاق حي (درعا البلد)، بما في ذلك تجهيز “الباصات الخضراء” لنقل المسلحين المتحصنين في الحي، من رافضي تسوية أوضاعهم، إلى الشمال السوري.
ونقل في وقت سابق عن مصدر سوري مسؤول في المحافظة: أنه تم تجهيز كافة الاستعدادات اللازمة لتنفيذ الاتفاق المتعلق بملف حي (درعا البلد).
تسوية أوضاع المطلوبين
وأضاف المصدر: “تم تكليف لجان أمنية لتسوية أوضاع المطلوبين، بالإضافة إلى تجهيز (باصات النقل الداخلي الخضراء لترحيل المسلحين الرافضين للاتفاق، إضافة إلى المتطلبات اللوجستية الأخرى عبر معبر “لسرايا” في محيط الحي، وذلك بحضور دوريات الشرطة العسكرية الروسية، كما تم أيضا تجهيز مقر لرصد عمليات الخروقات لقرار وقف إطلاق النار”.
ويتضمن الاتفاق الذي قدمه الجانب الروسي رزمة من البنود، منها تسليم السلاح المنتشر ضمن أحياء (درعا البلد) و(طريق السد) و(الَمخيم) جنوب المدينة، وتسوية أوضاع المطلوبين، وخروج الرافضين للاتفاق، بالإضافة لنشر نقاط للجيش السوري في هذه الأحياء وتفتيشها بحثا عن مخازن سلاح محتملة.
من جهتها، قالت مصادر محلية في حي “درعا البلد” لـ”سبوتنيك” إن :”عددا من المسلحين سارعوا إلى دفن أسلحة وأعتدة صاروخية في بعض المواقع بحيي (درعا البلد) و(طريق السد)، تحسباً لعمليات التفتيش التي يشترط الجيش السوري تطبيقها في سياق الاتفاق”.
هذا وكان قد صدر في وقت سابق مطلع الشهر الجارب قرار من القيادة العسكرية السورية في مدينة درعا، بوقف عمليتها المرتقبة ضد المجموعات المسلحة المنتشرة في حي (درعا البلد)، وذلك استجابة لمبادرة قدمها الحليف الروسي، كآخر الحلول السلمية لضبط الفلتان الأمني في هذه المحافظة جنوبي سوريا.
وبحسب المصادر فإن المقترح الروسي يتوزع على عدة بنود ونقاط، من ضمنها التزام المجموعات المسلحة في (حي درعا البلد) بتسليم أسلحتها للدولة السورية امتثالا لبنود اتفاق المصالحة الذي عقد برعاية روسية في 2018، وخروج المسلحين الرافضين للاتفاق نحو مناطق سيطرة “جبهة النصرة” شمالي سوريا، إضافة إلى بنود تقنية أخرى تضمن عودة الأمان والاستقرار إلى الحي الذي تسيطر عليه تلك المجموعات.
وأكدت المصادر أن: “مقترح الحلفاء، هو آخر الحلول السلمية التي يمكن العمل بها تفاديا للعمل العسكري الذي قد يفرض نفسه في حال عدم امتثال المجموعات المسلحة لبنوده، مضيفة بأنه خلال الأيام القليلة القادمة، سيتم اعتماد الحل المتاح لملف درعا البلد بشكل كامل”.
اشتباكات متقطعة
وخلال الأسبوعين الأخيرين، جرت اشتباكات متقطعة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في درعا، إثر قيام المجموعات المسلحة بالاعتداء على نقاطه بمحيط (حي درعا البلد) مطلع آب الجاري، ليلي ذلك توافد أرتال من القوى الأمنية مدعومة بوحدات ثقيلة من الجيش السوري إلى المدينة، بهدف ضبط الفلتان الأمني وعمليات الاغتيال المستمرة في هذه المحافظة المحاذية للحدود مع المملكة الأردنية، ومنطقة الجولان التي يحتلها الجيش الإسرائيلي.
وخلال شهر يوليو/ تموز الماضي، قتل نحو 70 مواطنا في درعا، معظمهم قضى في عمليات اغتيال نفذها إرهابيون استهدفوا عناصر الجيش والقوى الأمنية والوحدات الشعبية، كما طالت الاغتيالات عوائل تمت تصفية أفرادها بزعم أن أحد أفرادها يعمل في الحكومة السورية.
وبعد انتشاره في محيط الحي مطلع الشهر الجاري، قام الجيش السوري بإمهال المسلحين لتنفيذ الاتفاق، فيما تحدثت مصادر محلية في الحي أن مسلحين تابعين لتنظيم “داعش” (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) يرفضون ذلك، وأن هؤلاء هم من يعرقلون استكمال تنفيذ بنود اتفاق التسوية التي عقدتها الدولة السورية، برعاية روسية، مع مسلحي درعا في عام 2018.